صحة

سبب أحد أخطر أنواع السرطان.. في فمك؟

نشر
blinx
أظهرت دراسة حديثة أن مجموعات محددة من الميكروبات الموجودة في فم الإنسان قد تكون مرتبطة بأحد أخطر أنواع السرطان: سرطان البنكرياس.
وتشير النتائج إلى أن العناية بالفم لا تقتصر على حماية الأسنان فقط، بل قد تلعب دورًا مفاجئًا في الوقاية من مرض قاتل عادةً ما يُكتشف متأخرًا.
ويقول عالم الأوبئة السرطانية ريتشارد هايز من جامعة نيويورك: "يتضح أكثر من أي وقت مضى أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط قد يساعد ليس فقط في الوقاية من أمراض اللثة، بل أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان".
يُعدّ البنكرياس عضوًا بطنيًا مسؤولًا عن إنتاج الإنزيمات والهرمونات التي يستخدمها جسمنا لهضم وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام. وعلى الرغم من ندرته في تطوير الأورام.
قام هايز، وعالمة الأوبئة من جامعة نيويورك ييكسوان مينغ، وزملاؤهما بتحليل السجلات الصحية وعينات غسل الفم التي جُمعت من خلال دراستين شملت أكثر من 300 ألف فرد تتراوح أعمارهم بين الخمسينيات والسبعينيات.

زيادة أكثر من ثلاثة أضعاف

عند النظر إليها مجتمعة، ارتبطت 27 ميكروبًا تم تحديدها في عينات غسل الفم بزيادة أكثر من ثلاثة أضعاف في خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وهو مرض يصيب رجلًا من بين كل 56 رجلًا وامرأة من بين كل 60 امرأة في الولايات المتحدة في مرحلة ما من حياتهم.
وتشير نتائج الفريق، إلى جانب أبحاث سابقة، إلى أن بعض ميكروبات الفم قد تصل إلى البنكرياس عبر الجهاز الهضمي من خلال اللعاب.
يحذر هايز من أن هذا لا يعني بالضرورة أن الميكروبات التي تم تحديدها تسبب السرطان مباشرة، إلا أن الأنماط التي رُصدت تسلط الضوء على أنواع تستحق مزيدًا من البحث.
علاوة على ذلك، ارتبطت أنواع أخرى من البكتيريا بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، مما يشير إلى أن التركيبة الدقيقة للميكروبات الفموية تعد حاسمة لصحتنا.
قام الباحثون بتحليل أنماط الميكروبات باستخدام بيانات من دراستين طويلتي الأمد في الولايات المتحدة: تجربة فحص سرطان البروستاتا والرئة والقولون والمبيض (PLCO) ودراسة التغذية ضمن برنامج الوقاية من السرطان للمجتمع الأميركي – المرحلة الثانية (ACS CPS-II Nutrition Cohort).
حوالي 445 من المشاركين في هذه الدراسات أصيبوا بسرطان البنكرياس، وتمت مقارنة بياناتهم مع 445 شخصًا سليمًا.
ويكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "كشفت دراسة شاملة للبكتيريا الفموية عن ثمانية أنواع مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة و13 نوعًا مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس".

المرض الخطير

تبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لسرطان البنكرياس خمس سنوات نحو 13% فقط، ويرجع ذلك غالبًا إلى التشخيص المتأخر. ولا تظهر الأعراض عادةً إلا في مراحل متقدمة من المرض، لذا فإن فهم عوامل الخطر المبكرة، مثل تركيبة ميكروبات الفم، قد يساعد على الكشف المبكر.
وتوضح عالمة الأوبئة في جامعة نيويورك جي يونغ آن: "من خلال تحليل مجموعات البكتيريا والفطريات في الفم، قد يتمكن أطباء الأورام من تحديد الأشخاص الأكثر حاجة لإجراء فحوصات للكشف عن سرطان البنكرياس".
ويهدف الفريق لاحقًا إلى دراسة كيفية مساهمة الفيروسات أيضًا في هذه المخاطر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة