تاريخ

هل انكسر الحلم؟.. 60 عاما على خطاب ملهم "غيّر القليل" في أميركا

نشر

.

Bouchra Kachoub

جمعت "مسيرة الحقوق المدنية إلى واشنطن" التي قادها الزعيم والناشط السياسي مارتن لوثر كينغ جونيور في 28 أغسطس 1963 أكثر من 250 ألف شخص للضغط على الحكومة الأميركية من أجل وضع حد للتمييز على أساس العرق، أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي.

وبعد مرور 60 عاما، سيتجمع مرة أخرى، كما هو الحال في كل سنة، آلاف الأميركيين في العاصمة واشنطن لإحياء ذكرى المسيرة التي ألقى فيها كينغ خطابه الشهير "لدي حلم"، I Have a Dream.

هل انكسر الحلم؟

نيك كريري، أستاذ جامعي بمركز ميدلبري للدراسات الدولية في مونتري بولاية كاليفورنيا، قال لموقع بلينكس إن "رؤية كينغ للمساواة التي أعلنها في المسيرة قبل 60 عامًا ملهمة وطموحة في نفس الوقت".

لكنه عبر عن استيائه إلى ما آلت إليه الأوضاع بالولايات المتحدة في السنوات الماضية، حيث أضاف قائلا: "إنه لأمر محزن للغاية ومثير للجنون أننا بعد مرور 60 عامًا ما زلنا نتعامل مع نفس القضايا التي تناولها" كينغ في خطابه الشهير.

  • الفقر أحد أهم القضايا التي ذكرها كريري في حديثه حيث يرى أن الفجوة الطبقية باتت تتمدد وفرص الشغل تتقلص.
  • القضية الثانية التي تثير حفيظة كريري هي حقوق التصويت التي أخذت بالتراجع إلى الوراء منذ عام 2013 عندما ألغت المحكمة العليا الأميركية في قضية "مقاطعة شيلبي ضد هولدر" حقوق التصويت التي اكتسبها السود عام 1965 بحجة أن القسم 4 من قانون حقوق التصويت غير دستوري.

  • القضية الثالثة هي عنف الشرطة والكراهية ضد السود حيث أن السنوات القليلة الماضية شهدت أعمال عنف مسلح أودت بحياة العديدين ومن أشهرهم جورج فلويد.

ويخلص كريري إلى أن الوضع الحالي بالولايات المتحدة "يسلط الضوء على استمرار العنصرية وقدرة التفوق الأبيض على التكيف داخل نفس نسيج المجتمع الأميركي ومؤسساته".

وفي خضم الصعوبات التي يواجهها السود بأميركا، يدعو كريري الجميع للاستمرار في المقاومة والمطالبة بالحقوق الأساسية مقتبسا بعض السطور من ما يعتبره العديد النشيد الوطني للسود: "ارفعوا كل صوت وغنوا.... دعونا نسير حتى يتم تحقيق النصر!"

أمام نصب لنكولن التذكاري، ألقى كينغ خطابه الشهير "لدي حلم" (مصدر الصورة: أ. ب

ما هي أبرز مطالب خطاب "لدي حلم"؟

أمام نصب لنكولن التذكاري، ألقى كينغ خطابا عبر من خلاله عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس، ومن أبرز النقاط التي تطرق إليها:

  • النضال من أجل الحقوق المدنية: يتناول الخطاب النضال المستمر من أجل الحقوق المدنية والمساواة العرقية التي واجهها الأميركيون من أصل أفريقي في الولايات المتحدة خلال الستينيات.
  • دعوة إلى نهاية العنصرية: يتصور مارتن لوثر كينغ جونيور مستقبلًا يتم فيه القضاء على التمييز العنصري والفصل العنصري، ويتم الحكم على الناس من خلال شخصيتهم وليس عرقهم أو لون بشرتهم.
  • الوحدة والمساواة: يؤكد كينغ على أهمية الوحدة بين جميع الأجناس والأعراق، ويدعو إلى مجتمع يستطيع فيه الأفراد العيش والدراسة والعمل والتنقل معا بدون فصل.
  • الاحتجاج السلمي: يؤكد كينغ على قوة الاحتجاج السلمي كوسيلة لتحقيق العدالة والمساواة والتغيير، ويحث جمهوره على تجنب العنف والكراهية.
  • حلم بمستقبل أفضل: العبارة الشهيرة في الخطاب، "لدي حلم"، ترمز إلى رؤية كينغ لمجتمع عادل وشامل حيث يمكن لأطفاله والأجيال القادمة أن يكبروا دون مواجهة مظالم العنصرية والتمييز.

الركاب البيض والسود يجلسون منفصلين على عربة تابعة لشركة أتلانتا ترانزيت (المصدر أ. ب)

أمهات يحتجن ضد ادماج أطفال سود في مدرسة ابتدائية بولاية آلاباما (المصدر: أ. ب)

لافتة نافورة المياه من مونتغمري، ألاباما، تشير إلى نافورة مياه خاصة للسود و للبيض (المصدر: أ. ب)

ما هي المكاسب التي حققها الخطاب؟

بعد خطاب كينغ التاريخي، الذي أعقبه نشاط متواصل أوسع نطاقًا، وقع الرئيس ليندون جونسون على قانون الحقوق المدنية الصادر في 2 يوليو 1964 وهو قانون مدني للحقوق المدنية وقانون العمل في الولايات المتحدة، يحظر التمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي.

كما وقع جونسون على قانون حق التصويت في 6 أغسطس 1965 الذي يمنع التمييز العنصري في التصويت في الولايات المتحدة وخاصة في الجنوب.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة