القصور الحمراء في الجزائر.. تُحركها الرمال والخرافات

على بعد 847 كيلومترا جنوب غربي الجزائر وبأقصى صحرائها، تقع ولاية تيميمون التي تُلقب بـ"الواحة الحمراء". يعود ذلك إلى اللون الأحمر القرميدي الذي تشتهر به الهندسة المعمارية للمدينة.

وفي هذه المدينة تقع "القصور الحمراء" التي استمدت تسيمتها من الطوب الأحمر الذي بنيت به منذ آلاف السنين.

ويقول عبد الحي وهو دليل سياحي لبلينكس إن القصور الحمراء أو منطقة "قورارة" بصفة عامة لها عدة معاني، وفي اللهجة المحلية تسمى "تيميمون تاغورارين"، وهي عبارة عن مجموعة من القصور أو القرى على شكل قلاع على مرتفع صخري مشَكَّلة من سلسلة على طول ما يقارب 300 كيلومتر، وقد حدد عددها بـ340 قصر في منطقة قورارة وحدها.

وأرجع عبد العالي الناشط الثقافي لبلينكس أسباب بنائها بالطوب الأحمر "حتى لا يعكس الضوء في الصحراء ونظرا لدرجة الحرارة المرتفعة والضوء القوي، كانوا يستعملون الأحمر لكسر الأشعة العالية للشمس".

روى عبد العالي لبلينكس قصصاً عن اختفاء قصور وحتى منازل في منطقة تيميمون، وأشار قبل ذلك إلى أن تلك القصور "عبارة عن قلاع وتحصينات تبنى على مرتفع صخري وتحاط بخنادق وهذا نتيجة للخوف من الغزوات والاحتلال في ذلك الوقت وهذه القصور لديها أشكال مختلفة منها على شكل دائري ومستطيل ومربع وبيضوي أو شكل قارب وهذه نادرة جدا وكلها تعود لثقافة معينة".

ويتابع قائلا: "السكنات الأخرى التي تأتي على سطح الأرض اختفت بالكامل، أحيانا تظهر وأحيانا تختفي، والآن اختفت منذ زمن لم يحدد، ربما على عامين أو 3 أعوام، لا نعرف متى تظهر ومتى تختفي".

وأعطى مثالا على "قصر توكي" وقصر "قدور" الذي قال إنهما لم يعودا موجودين، ردمتهما الرمال، لكنه عاد ليتحدث عن أقاويل مفادها أن قصورا اختفت "نتيجة دعوات على أهل القصر".

حمو عبد الرحمن دكتور مختص في تاريخ المنطقة كشف لبلينكس عن معلومة تاريخية أخرى تخص منطقة "توات"، أشار فيها إلى اختفاء قصر من المدينة بعد مقتل "عبد الجبار بن الكريم المغيلي"، قبل أن يعود القصر للظهور لكن لم يبق منه إلا الأطلال في يومنا هذا.

ومن أغرب المعلومات عن منطقة القصور الحمراء ما قال إنها "أصوات تُسمع في الليل"، مرجعاً ذلك إلى أن المنطقة شهدت أول مواجهة مع عدو هاجم منطقة قصور تيقورارين.

وعن مدى حقيقتها أو إن كانت مجرد أساطير، يؤكد الدكتور حمو بأن "هذه التأويلات والخرافات والتفسيرات إلى حد الآن نستغربها، نعرف أن الإنسان عندما يكون في الصحراء يكون خائفا تظهر بعض الأشياء كالسراب وتختفي ونتيجة الخوف تظهر أشياء التي ليست حقيقة".

وشدد على أن الكثير من الأسرار "بحاجة إلى بحث من طرف الأكاديميين والباحثين"، لكنه لفت إلى صعوبة بحثية تتمثل في شح المادة التاريخية وقلة المصادر، وأشار إلى أن البعض يعتمد على المصادر الشفوية وما أخذ من الآباء والأجداد.