"أهرامات الجزائر" الغريبة.. هل انتقلت الفكرة من مصر؟

على بعد نحو 785 كيلومترا جنوب غربي الجزائر العاصمة، توجد ولاية تيارت المشهورة بأنها مدينة "الأحصنة الأصيلة والتاريخ الغابر"، وتضم المدينة أكثر من 453 موقعا أثريا، من بينها 13 هرماً تحت مسمى "أهرامات لجدار". هنا حطّت بلينكس لتقف عند مختلف جوانبها التاريخية والعلمية وما تعلق منها بالأساطير والألغاز.

تتميز أهرامات "لجدار" في هندستها بكونها مستطيلة الشكل وليست مربعة كأهرامات مصر، والسرّ في ذلك يكمن في طريقة البناء، إذ تنتهي الجزائرية في الأعلى بقباب على خلاف الأهرامات المصرية التي تنتهي بسهام.

أما تسميتها بـ"لجدار" فهل هي مشتقة من مصطلح الجدار أم لها معنى آخر؟

يرد الباحث في التراث أحمد بوزيان على سؤال بلينكس، إذ يكشف عن أن تسميتها لا علاقة له بكلمة الجدار بل مأخوذة من كلمة "جادرة" والتي تعني "الزريبة المصنوعة بالحجر".

تباينت الدراسات التاريخية عن أصول وتاريخ هذه الأهرامات، التي يقال إن عمرها يفوق 21 قرنا.

تباينت إجابات من حاورتهم بلينكس بخصوص الجذور التاريخية لـ"أهرامات لجدار" الجزائرية، إذ أن بعض الدراسات التاريخية تنسبها للبيزنطيين، وأخرى تحدثت عن أول من شيدها هم الأمازيغ البربر، وأخرى للإغريق. والبعض يقول إن "الاتجاه الكبير يذهب للبيزنطيين، وليس للأمازيغ لعدم وجود أي رسومات أو أي شيء يدل على كونها بربرية أو أمازيغية".

أما أحمد ناصري، المختص بالتراث والمدير السابق في مديرية السياحة الجزائرية، فيعتقد أن هذه الأهرامات أمازيغية.

يذكر أحمد ناصري لبلينكس عن وجود آثار أمازيغية لدفن موتاهم بأهرامات "لجدار"، مشيرا إلى وجود 8 غرف في كل هرم، وكل ميت مدفون بغرفة، والبيوت الأخرى بها 6 غرف، الأولى يقال لها ترناتن وهذه المعلومة مؤكدة في المراجع التاريخية وغيرها بها 24 منزلا".

وتحدث كذلك عن وجود 13 قبرا، بها 4 قبور معروفة و9 مجهولة. ويضيف بأن أكبر المعالم تلك الموجودة بمنطقة "لعثامنة" التابعة لإقليم "فرندة"، تحتوي على 20 غرفة جنائزية وفيها الكثير من الأروقة والمتاهات بالداخل.

بيد أن هناك معلومات ذكرها أحمد لبلينكس، حيث كشف عن وجود 7 سلالم بهذه الأهرامات، و"عند النزول منها فذلك يعني في القِدم سجدة للملك".

كما أن بعض الأبحاث أكدت بأن هذه الأهرامات لم تبن لتكون أضرحة فقط لملوك أو حكام بل "لتكون مخابر ودهاليز للاتصالات السرية والمعقدة".

من المعلومات الفريدة عن أهرامات "لجدار" الجزائرية، تلك التي كشفها الدكتور رشيد محوز الباحث في التاريخ والآثار لبلينكس، حيث كشف عن أنها "موزعة على حسب النجوم في السماء، وربما هي نفس الفكرة التي أخذها الفراعنة، وكذا حضارة المايا لغايات فلكية".

أما أهرامات تيارت، يذكر الباحث أن أنها لم "تكن لأغراض فلكية ولا حساب عدد الأيام ولا النجوم إلى غير ذلك، كان هناك غرض واحد وهو دفن الملوك الموجودين في تلك المنطقة.

وتطرق أيضا إلى خلوة ابن خلدون في القرن الـ14 بإحدى المغارات القريبة من أهرامات "لجدار"، وذلك بعد "نزاع سياسي مع أمير تلمسان ففر قادماً إلى هذا المكان بحثاً عن الأمان، ووجد الضيافة وحسن الاستقبال من أهالي قلعة بني سلامة".