تعد اختفاء الرحلة MH370 واحدة من أكبر الألغاز في تاريخ الطيران. كانت الرحلة طيرانا عاديا من كوالالمبور، ماليزيا إلى بكين، الصين. أقلعت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 777-200ER، في الساعة 12:41 صباحا بالتوقيت المحلي، وعلى متنها 227 راكبا و12 فردا من الطاقم. بدا كل شيء طبيعيا في المراحل الأولى من الرحلة. ومع ذلك، بعد نحو ساعة من الرحلة، تم فقد الاتصال بين الطاقم ومراقبة الحركة الجوية.
في الساعة 1:19 صباحا، تم إجراء آخر اتصال معروف عندما أقر كابتن الطائرة، زاهاري أحمد شاه، برسالة روتينية من مراقبة الحركة الجوية. ولكن بعد أقل من 20 دقيقة، اختفت الطائرة من شاشات الرادار المدنية. في البداية، كان يُعتقد أن هناك حدثا كارثيا قد وقع، وتم إطلاق عمليات بحث على الفور.
ومع ذلك، سرعان ما تطور الوضع ليصبح أكثر تعقيدا.
في اللحظة التي اختفت فيها الطائرة عن الرادار، كانت الطائرة غير مرئية إلى حد كبير لبقية العالم. كان بإمكان أي شخص أخذ الطائرة أن يطير بها إلى أي مكان يريده في سرية.
بدلا من ذلك، حدث شيء غريب وغير قابل للتفسير، عاد أحد مكونات نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية للطائرة والذي يسمى SDU (وحدة بيانات الأقمار الصناعية) إلى الحياة بعد 3 دقائق. وكان ذلك غريبا لأن طياري 777 غير مدربين على كيفية تشغيل وحدة بيانات الأقمار الصناعية، ولا توجد طريقة معقولة لإمكانية تشغيلها عن طريق الخطأ. ولكن هذا ما حدث، مما ترك الطائرة في تكوين كهربائي لم يسبق لطائرة 777 أن دخلته من قبل أو منذ ذلك الحين.
أظهرت الأدلة من الرادار العسكري وبيانات الأقمار الصناعية في وقت لاحق أن الطائرة، بعد فقدان الاتصال مع مراقبة الحركة الجوية، حولت مسارها نحو الغرب وطارت عبر ماليزيا، ثم توجهت جنوبا فوق مياه المحيط الهندي الشاسعة وغير المأهولة.
أظهرت آخر الرسائل من النظام الفضائي للطائرة، المعروف باسم ACARS، أن الطائرة استمرت في الطيران لساعات بعد فقدان الاتصال بالرادار. وتم تحديد موقعها الأخير ليكون في مكان ما على قوس من المحيط يعرف بـ"القوس السابع"، الذي يمتد لمسافة تزيد عن 1900 كم.
رغم جهود البحث المكثفة التي شملت دول عدة ومسحت عشرات الآلاف من الأميال المربعة، تم العثور فقط على قطع صغيرة من الطائرة، بما في ذلك قطعة جناح عثر عليها على شواطئ جزيرة ريونيون في 2015. ولم يتم العثور على الحطام الرئيسي للطائرة، ولا يزال موقع الطائرة مجهولا.
وما زاد من تعقيد قصة اختفاء الرحلة MH370 هو ما حدث لاحقا.
ففي يوليو من نفس العام، فقدت الخطوط الجوية الماليزية طائرة أخرى عندما أسقطت طائرة MH17 بصاروخ روسي. وأكد فريق دولي من المحققين وجود "مؤشرات قوية" على أن الأمر تم بموافقة رؤساء الدول الروسية، وهو ما نفته روسيا.