"الفرعون الذهبي" يستقر على عرشه في المتحف المصري الكبير
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أن القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، استقر في مكانه الجديد داخل المتحف المصري الكبير، بعد عملية نقل دقيقة جرت فجر الإثنين تحت إشراف قيادات وزارة السياحة والآثار، وسط إجراءات تأمين مشددة، بحسب صحف محلية.
وتأتي عملية النقل لتضع اللمسات الأخيرة على انتقال جميع مقتنيات الفرعون الذهبي الشاب من المتحف المصري بميدان التحرير إلى مقرها الدائم في المتحف الكبير، بعدما أُغلقت قاعات توت عنخ آمون هناك أمس الأحد في ختام عرضها للجمهور.
وشملت القطع المنقولة القناع الذهبي الشهير، والتابوت الملكي، وتمثال "الكا"، في خطوة تسبق عرض المجموعة الكاملة للملك داخل قاعتين مخصصتين له بمساحة 7500 متر مربع.

بهو المتحف المصري الكبير. صفحة المتحف- فيسبوك
وتعد المجموعة الملكية لتوت عنخ آمون بمثابة "بطل المتحف المصري الكبير"، إذ ستُعرض مقتنياته كاملة للمرة الأولى عند الافتتاح الرسمي للمتحف، المقرر في الأول من نوفمبر المقبل.
وتجهز مصر لاحتفال ضخم يشارك فيه عدد من قادة العالم لمواكبة افتتاح أكبر متحف يضم آثار الحضارة المصرية القديمة والذي يشمل أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، في مؤتمر صحفي إن "هناك متابعة شبه يومية للاستعدادات"، مضيفا "توقعاتنا أن هذا الصرح السياحي والتراثي الكبير جدا سيساهم في تعظيم العوائد وزيادة تدفق السائحين إلى مصر".
منصور: افتتاح يُعيد مصر إلى بؤرة الحضارة والسياحة
رجل الأعمال المصري محمد منصور، عضو مجلس أمناء المتحف، عبّر عن فرحته البالغة بافتتاح المتحف المصري الكبير، واعتبره إنجازا وطنيا يعكس عظمة التاريخ المصري.
وقال منصور: "سعادتي لا توصف كمصري. نحتفل بافتتاح أكبر متحف في العالم يضم مقتنيات حضارتنا القديمة". وأكد أن مشاركة مجموعة منصور في فعاليات الافتتاح تشرفه وتشرف عائلته بعد أكثر من سبعين عامًا من العمل الوطني المتواصل: «لأكثر من 70 عامًا نجحنا كعائلة منصور في إنشاء مجموعة وطنية مساندة لبلدها، وكعضو في مجلس أمناء المتحف يشرفني ويشرف مجموعة منصور دعم ومساندة احتفالية افتتاح المتحف لتظهر مصر في أحلى صورها وتبهر العالم كله. مبروك لنا وللعالم افتتاح هذا الصرح العالمي."
طلعت مصطفى: مصر تضيء طريق الحضارة
من جانبه، رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى شدّد على البُعد الحضاري للمتحف، واعتبر أن مصر بتاريخها العظيم "تضيء الطريق للحضارة البشرية كلها" وأشار مصطفى إلى أن لدى مجموعته دورا محوريا في ربط هذا الإرث بقطاع السياحة والضيافة من خلال مشاريع تطوير فنادق تاريخية، لتكون جزءا من تجربة الزائر التي تبدأ من الإقامة وحتى الجولة داخل المتحف.
"حسن علام" تبني المستقبل من جذور التاريخ
مجموعة حسن علام أكدت أن المستقبل لا يكتمل إلا بمعرفة الجذور والتاريخ. وتعتبر المجموعة أن مشاركتها في مشروع المتحف المصري الكبير مصدر فخر واعتزاز؛ إذ تُعد هذه الشراكة نموذجًا رائدًا لتعاون القطاع الخاص مع الدولة في إدارة وتشغيل الوجهات التراثية والتاريخية.
"نحن نسعى إلى جعل التاريخ المصري متاحا للملايين، مع التزام كامل بحفظ التراث وتقديمه بصورة عصرية"، هكذا توضح مجموعة حسن علام، معلنة أن الاستثمار في البنية التحتية الثقافية هو استثمار في اقتصاد مستدام.
حديد عز: شريك بناء أيقوني يرسّخ الحضور المصري
شركة حديد عز أعربت عن فخرها بالمشاركة في تشييد أيقونة وطنية مثل المتحف المصري الكبير. ولفتت إلى أن مشاركتها في هذا المشروع تكتسب مكانة خاصة بين إنجازاتها المعمارية والحضارية، فالمتحف لا يجمع بين روائع الماضي فحسب، بل يستدعي الحاضر والمستقبل الذي تبنيه الأجيال الحديثة.
"بناء ما تركه الأجداد وتجديده بمتحف فريد شيده المصريون الحديثون هو دعوة للعالم للتعرف على حضارتنا"،
البنك الأهلي المصري: دعم تاريخي ومؤسسي للتراث
البنك الأهلي المصري يلعب دورا محوريا كأحد أقدم وأهم أعمدة المشهد المالي في البلاد، فشراكته الاستراتيجية في المتحف تُعدّ امتدادًا لاهتمامه بالحفاظ على الثقافة والهوية.
محمد الأتربِي يشير إلى أن البنك يرى في المتحف رمزا لتفرد الحضارة المصرية، وأن دور المؤسسة يمتد إلى دعم الثقافة والتراث، بما يتناغم مع شعار البنك المستلهم من الهيروغليفية: "بيت الذهب"
العاصمة الإدارية والمتحف: أيقونتان لمستقبل موحد
مسؤولو العاصمة الإدارية يرون أن المتحف المصري الكبير والعاصمة الجديدة يمثلان معًا أيقونتي "الجمهورية الجديدة": الأولى تحفظ تاريخ مصر العظيم، والثانية تبني مستقبلها العمراني والحضاري. وفقًا لخالد عباس وغيره من القادة الحضريين، فإن النهضة العمرانية لمصر الحديثة تتميز بأنها تبني للمستقبل مع الحفاظ على التاريخ والتراث.
"المتحف هدية للأجيال القادمة، ودعامة للهوية الوطنية في مشهد يتجه لمستقبل أفضل"، هكذا يصف القائمون دور المتحف في إطار التحول الوطني.
متى بدأ الاستعداد لبناء المتحف الكبير؟
ونقل مدبولي عن مدير المتحف المصري الكبير قوله إن متوسط أعداد الزائرين يوميا للمتحف قبل افتتاحه الرسمي وفتح القاعة الأهم، وهي قاعة توت عنخ آمون، "يفوق أعداد المتاحف العالمية".

من مقتنيات المتحف المصري الكبير. صفحة المتحف- فيسبوك
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي ووضع حجر الأساس عام 2002 قبل أن تنطلق أعمال تمهيد الموقع وتجهيزه في مايو 2005.
وبدأ المتحف التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية في أكتوبر 2024.