ممر دريك.. من "حاصد الأرواح" إلى "حامي الكوكب"

يقع ممر دريك بين الطرف الجنوبي لقارة أميركا الجنوبية وأقصى نقطة في شمال شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.

ويتسبّب تقارب هاتين الكتلتين الأرضيتين في اضطرابات بالمياه وأمواج يزيد ارتفاعها على 19 مترا، وفقا لموقع ناشيونال جيوغرافيك.

وسُمي ممر دريك نسبة إلى اسم السير فرانسيس دريك، وهو مستكشف إنكليزي من القرن السادس كان يتاجر في الرقيق.

ويفضّل البعض تسميته مار دي هوسيس، في إشارة إلى البحار الإسباني فرانسيسكو دي هوسيس الذي يُقال إنه وصل إلى هذا الجزء من العالم قبل دريك بـ50 عامًا.

قبل عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن ممر دريك يحظى بالشهرة التي حظي بها مثلث بيرمودا. لكن مع توثيق بعض الزوار لرحلاتهم عبر البحر، بات حديث العديد من الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

على الرغم من خطورته، يُعد ممر دريك الأقصر مسافة بالنسبة للسفن المتجهة نحو أنتاركتيكا، ويستغرق عبوره 48 ساعة، وفقا لشبكة سي إن إن.

بفضل دقة نماذج التنبؤ والمثبتات على السفن السياحية الحديثة، بات عبور ممر دريك، الذي يمتد عرضه لألف كيلومتر وعمقه لـ6 آلاف متر، أكثر سلاسة بكثير مما كان عليه من قبل.

يتحقق الربابنة من الأحوال الجوية أسابيع قبل الإبحار، للتأكد من عدم وجود ظروف جوية قاسية.

يقول القبطان ستانيسلاس ديفورسين، الذي يبحر عبر ممر دريك بين 6 و8 مرات سنويًا، لشبكة سي إن إن، إن الممر يكون هادئا أحيانا، ويسمى في هذه الحالات "بحيرة دريك"، لكنه غالبا ما يعرف اضطرابات، ويطلق على ذلك "اهتزاز دريك".

يعود آخر حادث بالممر لديسمبر 2022 عندما ضربت موجة كبيرة جانبا من سفينة فايكينغ بولاريس، مخلفة أضرارا ببعض نوافذ السفينة، ما أدى إلى مصرع راكب، وإصابة 4 آخرين بجروح مختلفة الخطورة.

هناك دراسات تفيد بأن ممر دريك عبارة عن مروحة شفط تجر انبعاثات الكربون إلى أعماق مياهه وتخزنها.

كما للممر وظيفة أخرى تتمثل في حفاظه على برودة القارة القطبية الجنوبية. تشير النماذج المناخية إلى أنه عندما انفتح ممر دريك قبل عشرات الملايين من السنين، ساهم بصورة كبيرة في تبريد القارة القطبية الجنوبية.

ويعني ذلك أن ممر دريك يساعد في حماية الكوكب، إذ إن ذوبان الجليد في القارة سيؤدي إلى ارتفاع مستويات البحر العالمية إلى أكثر من 60 مترا.