معرفة

ماذا أكل البشر قبل اكتشاف الزراعة؟ المغرب يخبرنا

نشر

.

Heba Alhamarna & Reuters

نتخيل البشر قبل عشرات الآلاف من السنين؛ كأشخاص يتجولون بملابس أشبه بـ"طرزان" مصنوعة من جلود الحيوانات، ويحملون قطعا كبيرة من اللحوم، ولا يأكلون النباتات أبدا، لأن البشر اكتشفوا الزراعة قبل نحو 11 ألف و500 عام في منطقة الشرق الأوسط.

ولكن هل كان هذا هو الواقع حقا؟

كان من الصعب العثور على بقايا بشرية محفوظة جيدا من الفترة التي سبقت نقطة الاستقرار في مجتمعات زراعية، ولكن أبحاثا جديدة نُشرت في دورية نيتشر للبيئة والتطور، تلقي الضوء على هذا الجزء من التاريخ.

فحص باحثون البصمات الكيميائية الموجودة في عظام وأسنان جمعت من رفات ٧ أشخاص، بالإضافة إلى أسنان منفصلة مختلفة يعود تاريخها إلى نحو 15 ألف سنة، عُثر عليها داخل كهف خارج قرية تافورالت، شمالي شرق المغرب، وكان هؤلاء الأشخاص جزءا مما يسمى بالحضارة الأيبيرو-موروسية.

خلاصة التحليل

أشار تحليل أشكال أو نظائر العناصر بما في ذلك:

  • الكربون
  • النيتروجين
  • الزنك
  • الكبريت
  • السترونتيوم

وهي بقايا أنواع وكميات النباتات واللحوم التي كان يتناولها هؤلاء الأشخاص.

ما هي النباتات التي تناولها أجدادنا؟

عُثر في هذا الموقع على بقايا نباتات برية مختلفة صالحة للأكل منها:

  • الجوز الحلو
  • الصنوبر
  • الفستق
  • الشوفان
  • البقوليات

ما أنواع اللحوم التي تناولها البشر القدامى؟

الحيوانات الرئيسية التي كانوا يصطادونها، وفقا للعظام المكتشفة في الكهف، عبارة عن نوع يسمى "الأغنام البرية".

"المعتقد السائد هو أن النظام الغذائي للصيادين كان يتكون في المقام الأول من البروتينات الحيوانية. ومع ذلك، فإن الأدلة التي عثر عليها داخل قرية تافورالت تظهر أن النباتات شكلت جزءا كبيرا من قائمة طعام الصيادين"، بحسب زينب مبتهج، المؤلفة الرئيسية للدراسة.

وأضافت كليرفيا جاوين، المؤلفة المشاركة في الدراسة أن هذا "أمر مهم لأنه يشير إلى أنه من المحتمل أن عددا من شعوب العالم قد بدأ بالفعل في إدراج كمية كبيرة من النباتات في نظامه الغذائي" في الفترة التي سبقت اكتشاف الزراعة.

ما هي الحضارة الأيبيرو-موروسية؟

كان أصحاب الحضارة الأيبيرو-موروسية من الصيادين وجامعي الثمار الذين سكنوا أجزاء من المغرب وليبيا منذ ما يتراوح بين 11 ألف إلى 25 ألف عام تقريبا. وتشير الأدلة إلى أن الكهف كان مكانا للمعيشة وموقعا للدفن.

وقال الباحثون إن هؤلاء الأشخاص استخدموا الكهف لفترات طويلة من كل عام مما يشير إلى نمط حياة أكثر استقرارا من مجرد التجوال في البرية بحثا عن موارد للغذاء.

وأضافوا أنهم استغلوا النباتات البرية التي تنضج في مواسم مختلفة من السنة، في حين أوضحت تجاويف أسنانهم اعتمادهم على الأنواع النباتية النشوية.

الصيادون خزنوا النباتات

أوضح الباحثون أن الصيادين وجامعي الثمار ربما خزنوا النباتات الصالحة للأكل على مدار العام لتعويض النقص الموسمي في الفرائس وللحصول على إمدادات غذائية منتظمة.

ووجد الباحثون أن هؤلاء الناس كانوا يأكلون النباتات البرية فقط، ولم يطور أصحاب الحضارة الأيبيرو-موروسية الزراعة أبدا والتي عرفها شمال أفريقيا في زمن متأخر نسبيا.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة