"الدرجة النهائية" تفتك بالطلاب.. 4 طرق لحمايتهم

تُصنّف منظمة الصحة العالمية مصر في المرتبة الأولى عربياً في عدد حالات الانتحار بشكل عام، وتلقي نتائج الثانوية العامة بظلالها على حياة العديد من الطلاب في مصر، مما يدفع بعضهم إلى الانتحار.

وباتت ظاهرة إقدام طلاب الثانوية على إنهاء حياتهم بسبب ضغوط الدراسة والامتحانات، أو خوفا من ردّة فعل الأهل، تثير قلق المجتمع المصري.

أما في سوريا؛ هزت رسالة مؤثرة كتبتها طفلة سورية من مدينة تفتناز شمالي البلاد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقدامها على الانتحار بتناول "حبة غاز" بسبب الامتحانات النهائية هذا العام.

وأقدم طالب ثانوية سوري على الانتحار بسبب الامتحانات ما أدى إلى موته سريريا في 2023، كما انتحر 5 طلاب في 2018 بسبب ضغوطات "الشهادة" أو امتحان صف التاسع الذي يؤهل دخول الثانوية العامة.

وفي العراق، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، الأحد ٢٦ مايو، في محافظة الديوانية، بسبب معدلها الدراسي المنخفض، والذي لم يسمح لها بالتقدم إلى الامتحانات الوزارية في الصف الثالث المتوسط.

لا ينجو أي طالب من وطأة الضغوط والإرهاق الذي تسببه الامتحانات النهائية، لكن بعض الدول تبادر بخطوات جادة لمكافحة ظاهرة الانتحار.

في تايوان، تطبّق المدارس الثانوية برنامجا يسمح للطلاب بأخذ إجازة "للصحة العقلية" لمدة تصل إلى ٣ أيام لكل فصل دراسي.

وجاءت هذه الخطوة بعد تضاعف معدل الانتحار بين الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما بين عامي 2014 و2022.

ومن البلدان العديدة التي مدت يد العون لطلابها:

• فنلندا: ابتعدت عن الاختبارات الموحدة النهائية، واتجهت نحو نظام أكثر شمولية، يركز على التعلم والرفاهية.

• اليابان: ركزّت على مسارات بديلة للتعليم العالي، وقدمت بعض المدارس برامج تدمج بين تمارين التأمل وتقنيات إدارة التوتر.

• سنغافورة: وفّرت برامج لتثقيف أولياء الأمور على كيفية دعم أطفالهم أثناء الامتحانات.

• المملكة المتحدة: تقوم بعض المدارس بدمج دروس الصحة العقلية في المناهج الدراسية.

ولكن في الجزائر، هناك عقوبات على الغش تصل إلى 15 عاماً في السجن، عند امتحانات شهادة البكالوريا والمتوسط، وتأتي هذه الخطوة، بحسب الحكومة الجزائرية، "ضمن سياسة عقابية صارمة تهدف إلى ضمان نزاهة الامتحانات".

إذا شعرت بتزايد معدلات القلق لدى ابنك أو ابنتك أثناء فترة الامتحانات، تذكر أن هذا شعور طبيعي، وأنك مررت بنفس المشاعر عندما كنت طالبا.

وتوضح الاختصاصية النفسية السلوكية إسلام عازر لـبلينكس أن هناك العديد من العوامل التي تخلق جوا من القلق للطالب، من أهمها:

• عدم الاستعداد جيدا للامتحان.
• العادات الدراسية السيئة.
• التجارب السابقة السيئة مع الاختبارات.
• الخوف من الفشل والسعي للمثالية.

وتنوّه إسلام أن العديد من الطلاب يربطون قيمتهم الذاتية بدرجاتهم، لأنّ هناك اتّجاه "لاعتبار أنّ العلامة هي الأهمّ ويجب أن يكون الأول في صفه".

يظهر على الطالب الذي يعاني من هذا النوع من القلق، عدة أعراض جسدية وسلوكية، وقد تصل إلى نوبات الهلع قبل الإمتحان أو خلاله.

تشير إسلام عازر إلى أنّ الأعراض الجسدية التي تظهر، يكون المسؤول عنها هورمون الأدرينالين الذي يعمل في الجسم عند الشعور بالخطر. من أهمها:

• التعرّق.
• الرجفة.
• تسارع ضربات القلب.
• جفاف الفم.
• آلام في المعدة والغثيان.

أما الأعراض العاطفية، فقد لا تكون ظاهرة، إلا إذا تحدّث عنها الطالب بنفسه. ومنها تدنّي بتقدير الذات، الغضب، واليأس.

تشير الدراسات إلى علاقة واضحة بين ضغط الأهل الكبير وزيادة الأفكار الانتحارية. وتؤكّد إسلام بأنّ "قلق الامتحان" و"رهاب الامتحان"، لا يختفي بين ليلة وضحاها. فهو من الحالات الشديدة في اضطرابات القلق، لذلك يحتاج إلى الوقت والجهد المكثّف حتى تتلاشى هذه الحالة.

من أهمّ الحلول لهذه المشكلة، كما هي الحال في أي موقف آخر، هو أن يدرك الطالب ومَن حوله المشكلة. ومن الإجراءات التي تساعد للحدّ من قلق الامتحان:

• طلب المساعدة من الأهل والمعلّم.
• الدراسة بشكل روتيني لتجنب تراكم المواد.
• ممارسة الرياضة للتنفيس عن الضغط.
• النوم الجيّد خاصة قبل الامتحان، لأن النوم يساعد في تغذية الدماغ وخفض التوتر.

وتنصح إسلام الأهل بإعطاء الفرصة لأولادهم لإثبات أنفسهم و"علّموهم أنّ العلامة ليست الأساس وليست وحدها التي تصنع المستقبل".