"رحمة" مصرية لمواجهة الدروس الخصوصية

يقول حسين عثمان، كبير معلمي اللغة الإنجليزية في مدرسة أولاد صقر، ورئيس مجلس أمناء إحدى المؤسسات الخيرية في الشرقية: "إن الفكرة جاءت من الحالات الكثيرة التي تتردد على الجمعية".

ويضيف "الناس مضغوطة ومعظمهم يعملون باليومية أو كموظف بسيط راتبه بين 5 و6 آلاف جنيه (123 دولار أميركي)، ويُطلب منه آخر الشهر راتبه بالكامل تقريبًا من أجل الدروس الخصوصية".

كانت الجمعية الخيرية التي يرأسها حسين تساعد هؤلاء من خلال صرف إعانات مالية، وعندما ازداد الضغط على الجمعية، أطلق حسين هذه المبادرة حتى يتقاسم مدرسون آخرون الحملَ معهم، فالهدف هو حل مشكلة اقتصادية تعاني منها البيوت المصرية.

المبادرة مخصصة حتى الآن لطلاب الصف الثالث الثانوي فقط، ويقول حسين: "هذه المبادرة تنفذ لأول مرة، فنحتاج إلى أن نكتسب الخبرات اللازمة، وحين تنجح ونتعلم من أخطائنا يمكننا أن نوسع التجربة لتشمل صفوف دراسية أكثر".

بدأت أول مجموعات التقوية لمبادرة "رحمة" يوم الأربعاء، وستمتد طوال العام الدراسي حتى المراجعة النهائية، وتضم كل مجموعة نحو 25 طالبًا.

ستُدرَّس جميع مواد الثانوية العامة في الشُّعب الثلاث: أدبي وعلمي علوم وعلمي رياضة.

المبادرة مفتوحة لكل الطلاب بشرط الانتظام.

ويضيف حسين قائلاً: "إنَّ هناك طلابًا من القُرى المجاورة لمدينة أولاد صقر أبدَوا رغبتهم في الحضور، وحتى تنتشر الفكرة أكثر ويستفيد منها أكبر عدد، سَتُسجَّل الحصص وتُنشر على موقع يوتيوب".

يقول حسين إن معظم المدرسين في المدرسة تطوعوا للمشاركة في المبادرة، فأصبح هناك أكثر من مدرّس يدرّس المادة نفسها، وانضم أيضًا مدرّسون على المعاش لهذه المبادرة، لكنَّه يرى أن هناك بعض المدرسين الذين وصفهم بـ"الجشعين والطماعين" رفضوا الانضمام لهم.

رحبت أيضًا الإدارة التعليمية في المنطقة بالفكرة، وعملت على تذليل العوائق اللوجستية من بينها توفير المكان، وقد أتاحت صفوف مدرسة أولاد صقر، ليتلقى الطلاب مجموعات التقوية فيها وستشرف أيضًا الإدارة التعليمية على المبادرة.

وتتكفل المؤسسة الخيرية التي يعمل بها أستاذ حسين، بالتكاليف اللوجستية من رواتب الإداريين والعمال ومسؤول التصوير، ويدعو المؤسسات الخيرية الباقية للمشاركة في المبادرة حتى تنتشر، بحسب قوله.