سر الهرم الأكبر.. مصر تقترب من كنوز الملك خوفو

أجرى علماء المصريات العديد من محاولات استكشاف الهرم الأكبر على مر السنين، ولم ينجحوا في تحقيق الكشف الأثري الذي يحلم به أي مستشكف أو باحث في الحضارة المصرية القديمة.

واقتصرت الاكتشافات على بعض الممرات والتجويفات التي لم تؤدي إلى شيء في النهاية، لكن هذا لم يكن سببا كافيا لتوقف الأبحاث، التي يعتبرها عالم الآثار المصري المرموق زاهي حواس، هدفا أساسيا لرحلته مع الحضارة المصرية القديمة.

ويقود حواس في الوقت الحالي عمليات استكشاف الهرم الأكبر في مصر، من خلال تقنيات وآليات حديثة تم إعدادها خصيصا لتمر في تجويفات دقيقة بداخل الهرم أملا في تحقيق كشف غير مسبوق.

وفي حديث تلفزيوني له قال حواس: "الأبحاث والدراسات الجديدة التي تمت باستخدام أجهزة متطورة كشفت عن وجود فراغات غير مكتشفة من قبل داخل الهرم الأكبر".

ويضيف زاهي: "هذه الفراغات قد تقودنا إلى حجرة الدفن الحقيقية للملك خوفو التي لم يُعثر عليها حتى الآن"، وأشار إلى أن الاكتشاف قد يفتح آفاقا جديدة حول سر بناء الأهرامات الذي يعد هدفا في حد ذاته إلى جانب الوصول كنز الملك.

وأكد العالم المصري أن الاكتشاف الجديد كشف عن طريقة إغلاق حجارة بناء الهرم بشكل دقيقة ومحكم، مضيفا: "الفراغات المكتشفة لم تكن معروفة من قبل، وهي ليست نتيجة لحفر أو سقوط أحجار".

وزف حواس خبر سارا للمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، مؤكدا أن الوصول إلى غرفة دفن الملك خوفو بات أمرا ممكنا وقريبا، مؤكدا على أهمية الكشف الجديد في تحقيق هذا الهدف.

حكم الملك خوفو مصر القديمة قبل أكثر من 4500 عاما وترك أضخم مبنى حجري عرفه التاريخ، وهو الهرم الأكبر، الذي ظل راسخا حتى الآن بعد مرور آلاف السنين، ليثير إعجاب العالم.

وشُيد الهرم بإشراف "حم ايو نو" المهندس الأشهر في تاريخ مصر القديمة، وأحد أمراء الأسرة الرابعة، وعُثر على تمثال ضخم لمهندس الهرم الأكبر في الجيزة قبل أن يتم نقله إلى ألمانيا ليُعرض حاليا في متحف رومر بيليزيوس بمدينة هيلدسهايم بألمانيا.

أما الملك خوفو نفسه فلم يستدل على أي آثار له، باستثناء تمثال صغير للغاية حجمه 6 سم فقط، ويُعرض حاليا بالمتحف المصري بميدان التحرير وسط القاهرة.

ويعتقد علماء المصريات أن الملك الذي ترك أكبر بناء حجري في العالم، يجب أن يكون قد صنع لنفسه غرفة دفن استثنائية، وتابوت ذهبي ومتعلقات أخرى في رحلته إلى العالم الآخر كما كان يعتقد القدماء في مصر.

ولم يكن خوفو مهووسا بنقش اسمه على جدران المعابد أو بداخل هرمه الأكبر، مثل الملك الأشهر في تاريخ مصر، رمسيس الثاني، الذي اكتشفت له عشرات التماثيل في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن ليس له هرم واحد ولو صغير.

وتعيش بعثات التنقيب في محيط الهرم الأكبر على أمل اكتشاف أكبر وأهم غرفة دفن في تاريخ مصر، إذ يتوقع البعض أن تقدم آلاف القطع الأثرية على غرار مقبرة توت عنخ آمون التي ستعرض مقتنياتها بالكامل في المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريبا بجوار الأهرامات.

تستعد مصر لحدث عالمي تخطط له منذ سنوات، بافتتاح المتحف المصري الكبير الذي أصبح جاهزا لاستقبال الجمهور، لكنها تتحين اللحظة المناسبة، وفي نفس الوقت تعمل على تطوير المناطق المحيطة به والطرق المؤدية إليه، حتى يكون افتتاحه حدثا عالميا يواكب حفل نقل المومياوات الشهير عام 2021.

وشهدت حملات التنقيب للبحث عن الآثار في الجيزة نشاطا ملحوظاً في السنوات القليلة الأخيرة، وتم الكشف بالفعل عن مئات التوابيت والتماثيل المصرية القديمة، ووعدت وزارة الآثار بعرضها في المتحف المصري الكبير للمرة الأولى عند افتتاحه.

وتأمل الفرق والبعثات التي تنقب داخل الهرم الأكبر، في أن تظهر أسرار الملك خوفو قبل أن يتم الإعلان عن افتتاح المتحف المصري الكبير، ليكون حدثا استثنائيا لعرض مومياء الملك ومقتنيات غرفة دفنه.

البحث عن كنز الملك خوفو ليس هو الاكتشاف العظيم الوحيد المنتظر في مصر، فهناك فرق أخرى تبحث بين الحين والآخر عن مقبرة الإسكندر الأكبر الذي يُعتقد أنه دُفن في مصر.

وما بين الإسكندرية وواحة سيوة، تستمر الدراسات وعمليات التنقيب وتتبع الدلائل للبحث عن أحد أبرز الملوك والقادة الذين عرفهم التاريخ القديم على الإطلاق.