هل تتجه نوبل للآداب شرقا في 2024؟

الوضع مشابه إلى حد ما لما حدث عام 2021 عندما اختارت اللجنة الروائي البريطاني عبد الرزاق قرنح المولود في زنجبار في تنزانيا، والذي تمحور عمله على عذاب المنفى ومناهضة الاستعمار. ويشير فيمان إلى أنّ اللجنة تحب دائما المفاجأة، ويظن أن الجائزة ستكون من نصيب امرأة غير أوروبية.

ويظن فيمان أن "الأكاديمية ستُنتقد في حال اختارت رجلا مرة جديدة".

وفي العام الفائت، مُنحت جائزة نوبل الآداب للكاتب المسرحي النرويجي يون فوسه. ومعظم الفائزين بجائزة نوبل للآداب منذ إنشائها هم أوروبيون ورجال، فمن بين 120 فائزا، لم يظفر بالجائزة سوى 17 امرأة فقط.

ومن بين 16 فائزا ناطقا بالفرنسية، كاتب واحد فقط ناطق باللغة العربية هو المصري نجيب محفوظ الذي فاز بنوبل للآداب عام 1988.

تشير الأستاذة في الأدب في جامعة ستوكهولم كارين فرانزين إلى أنّ "الأدب الصيني واسع جدا"، لكنّ ذلك لا ينعكس في تاريخ جوائز نوبل.

وآخر مرة حصل فيها كاتب صيني على الجائزة سنة 2012، عندما كوفئ مو يان.

والسبب يعود لافتقار أعضاء الأكاديمية بالأدب الأجنبي، على حسب فيكتور مالم، رئيس القسم الثقافي في صحيفة "إكسبرسن" اليومية. ويتوقّع مالم فوز الكاتبة الأميركية الأنتيغوية جامايكا كينكيد هذا العام.

ويعتبر ظهور اسم أديب هندي، على سبيل المثال، "من الصعب للغاية"، لأن لا أحد في الأكاديمية يتحدث الهندية.

ويضيف: "كيف سيكونون قادرين على التعليق بمصداقية على العمل؟".

وبينما تستشير الأكاديمية خبراء في الأدب للترجمة، الأمر "بالتأكيد ليس كالقراءة باللغة الأصلية" كما تحكي الصحافية الأدبية في الإذاعة العامة السويدية، لينا كالمتيغ.

وبالنسبة لها، إنه من النادر جدا ألا تكون أعمال الكتاب المتنافسين "مُترجمة إلى السويدية".

لماذا إذا هذا الفوز المحدود لكتّاب غير ناطقين بالإنكليزية أو الفرنسية في جائزة تُعتبر مرجعا عالميا للأدب؟

يرى الناقد الأدبي في صحيفة "أفتونبلادت" السويدية راسموس لاندستروم أنّ السبب يعود إلى أنّ الثقافة الغربية كانت تاريخيا تُعتبر أعلى شأنا. ويضيف "كان يتم التداول بهذه الفكرة بوضوح كبير" آنذاك "لكنني لا أعتقد أن الحال يزال كذلك اليوم".

ترغب اللجنة في توسيع نطاق هذه الجائزة جغرافيا ولغويا.

ويراهن المسؤول عن القسم الثقافي في صحيفة Youtubers Boston يوهان هيلتون، على فوز كاتب من أوروبا الوسطى أو الشرقية. ويشير إلى أن "فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة فازت مرات كثيرة خلال السنوات الأخيرة".

لكنّه يستبعد فوز كاتب روسي، حتى لو كان منتقدا للنظام. ويضيف: "إنه أمر مستحيل سياسيا. إذا فاز كاتب روسي هذا العام، فستخسر الجائزة أهميتها" ومصداقيتها.

لا يوافقه الرأي فيكتور مالم، الذي يعتبر أنّ منتقدا للنظام لا يمكن للكرملين استخدامه كأداة دعائية. وعلى غرار كل عام، يتم التداول بأسماء مرشحين "معتادين" لجوائز نوبل، وهم:

• المجري لازلو كراسزناوركي.
• الروماني ميرسيا كيرتاريسكو.
• الكيني نغوغي وا ثيونغو.
• الأسترالي جيرالد مورنان.
• الياباني هاروكي موراكامي.

وستُعلن الأكاديمية السويدية الخميس اسم الفائز الذي سيحصل على شيك بأكثر من مليون دولار.