معرفة
.
عندما يتعلق الأمر بعدد القارات، فإن العدد الذي تعلمناه كأطفال هو 7، ولكن تُظهر الأبحاث الحديثة في علوم الأرض أن هذه الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدا مما نظن.
نحن نعترف تقليديا بـ:
لكن العلماء الآن يستكشفون ما إذا كانت هذه التقسيمات واضحة كما كنا نظن، إذ تشير الاكتشافات الجديدة والتعريفات المتغيرة إلى أن عدد القارات قد يكون بين قارتين و9 قارات.
أحد أسباب التفاوت هو أن مفهوم القارات يُنظر إليه بطرق مختلفة. ثقافيا، تُعتبر القارات مساحات جغرافية كبيرة ومعزولة ومعترفا بها بالتقاليد أكثر من العلم. أما الجيولوجيون فيتعاملون مع القارات بناء على معايير محددة.
لكي تكون قطعة من الأرض مؤهلة كقارة، يجب أن تتميز عادة بـ:
المتطلبات الثلاثة الأولى معترف بها بشكل عام بين الجيولوجيين، لكن المعيار الرابع، أي ما يشكل "حدودا محددة" و"مساحة كافية"، يترك مجالا للنقاش.
آسيا وأوروبا متصلتان، ولا يوجد بينهما حد طبيعي يفصلهما، الأمر الذي دفع العديد من الخبراء إلى تسميتهما "أوراسيا".
وبالمثل، تتصل أميركا الشمالية جغرافيا بآسيا عبر الرف البحري لبيرنغ، إذ كانت الأراضي في الماضي تربط القارتين قبل أن تُغمر بالمياه.
هذه الروابط تثير تساؤلا مهما: هل يمكن اعتبار هذه المناطق مجتمعة كتلة قارية واحدة؟
هذا التصور يشير إلى إمكانية وجود 5 قارات فقط: أوراسيا، وأفريقيا، وأميركا الجنوبية، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية. ومع ذلك، قد يكون هذا العدد أيضا أكثر مما يلزم.
تزيد نيوزيلندا من تعقيد الأمور. فهي تقع فوق "زيلانديا"، وهي جرف قاري ضخم مغمور بالمياه يغطي مساحة 4.9 مليون كيلومتر مربع. وتفي زيلانديا بالعديد من المتطلبات الجيولوجية لتصنيفها كقارة، إلا أن طبيعتها المغمورة بالمياه إلى حد كبير تجعل من الصعب قبولها ثقافيا.
وتمثل آيسلندا لغزا مماثلا، حيث تقع على طول سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي، وتوجد على خط بركاني يمتد بين الصفيحتين التكتونيتين لأميركا الشمالية وأوراسيا.
وتحتها توجد طبقة معقدة من القشرة القارية المختلطة بالصهارة. ويزعم بعض الباحثين أن آيسلندا قد تمثل شظية قارية خاصة بها، مما يزيد من عدد القارات المحتملة.
في المناطق التي تتلاقى فيها الصفائح التكتونية، قد يتمدد اليابس بدلا من أن يتشقق.
على سبيل المثال، حيث يلتقي البحر الأحمر مع خليج عدن، تصبح الحدود بين أفريقيا وآسيا غير واضحة. هذا التمدد يُحدث ما يصفه الجيولوجيون بتأثير "التوفي"، إذ يمتد اليابس إلى مئات الشظايا.
وتشكل هذه الأمثلة تحديا لمفهوم التقسيمات القارية الواضحة، كما هو الحال مع الربط بين آسيا وأفريقيا.
ووفقا لهذه المنظورات الجيولوجية المتغيرة، يقترح بعض الخبراء أن العالم يتكون من قارتين فقط:
في حين يقترح آخرون أن العدد قد يصل إلى 9، مع احتمال اعتبار آيسلندا وزيلانديا قارتين مستقلتين. ويقول الدكتور نيك مورتيمر، الجيولوجي من معهد العلوم الجيولوجية في نيوزيلندا، لصحيفة نيويورك تايمز: "أي شيء كبير بما يكفي لتغيير خريطة العالم يُعتبر مهما".
ولا يزال الجيولوجيون يتناقشون حول معنى هذه الاكتشافات لتعريفات القارات.
عمليا، لا تغير هذه الاكتشافات الكثير على المستوى الثقافي. وفي الوقت الحالي، تبقى القارات 7 كما اعتدنا مشاهدتها على الخرائط وفي الفصول الدراسية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة