لايف ستايل

قيادة يونايتد: كيف انتهى حلم برونو؟

نشر

.

Mussab Gasmalla

لا تزال ردود أفعال الهزيمة المذلة التي تعرض لها مانشستر يونايتد من مضيفه ليفربول بسباعية نظيفة، مستمرة في أرجاء ملعب أولد ترافورد، فما أن خفت الضغط على المدرب تين هاغ قليلاً، حتى تحول إلى لاعب الشياطين الحمر البرتغالي برونو فيرناديز، والذي يواجه، حالياً حملة شعواء في الإعلام البريطاني.

ما هو السبب؟

يعود السبب إلى تصرفات الدولي البرتغالي برونو فيرنانديز خلال المباراة، وهي تصرفات كان يمكن تجاوزها من أي لاعب آخر، لكن سبب التركيز على فيرنانديز هو ارتداء شارة قيادة مانشستر يونايتد، ما دفع عدداً من أساطير النادي والجماهير للمطالبة بنزعها منه.

وكانت التصرف اللافت الأول لبرونو خلال مباراة السباعية التاريخية، هو احتجاجه بشكل عنيف على طريقة أداء عدداً من زملائه في يونايتد، وهي الاحتجاجات التي بدأ معها متوتراً.

أما الأمر الثاني الذي لفت به فيرنانديز الأنظار، هو دفعه لحكم الراية أدم نون في الشوط الثاني، وهي واقعة كانت ستكلفه عقوبة طائلة من الاتحاد الإنجليزي.

وبحسب ديلي ميرور البريطانية، فإن فيرنانديز يبدو محظوظاً للغاية، كون حكم مباراة يونايتد وليفربول آندي مادلي لم يقم بطرده، كما أنه لم يدرج رفقة مساعده أدم نون هذه الواقعة في تقريره عن المباراة، ما جنّب بالتالي فيرناديز عقوبة الإيقاف.

ودائماً ما يتحرك الاتحاد الإنجليزي من قرارات للحكم بطرد لاعب ما على سبيل المثال، أو من رصد حالة وردت في تقرير الحكام، وهو ما لم يحدث مع حالة الدولي البرتغالي البالغ من العمر 28 عاماً.

أما الأمر الثالث، والذي أثار عليه الإعلام والجماهير بشكل أكبر، هو توجه برونو فيرنانديز إلى النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس عقب إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، في وقت كان يتوجب عليه فيه من منطلق ارتدائه شارة القيادة التوجه لمواساة زملائه، وأيضاً تحية الجماهير في المدرجات، وهو الأمر الذي قام به الدولي الفرنسي رافاييل فاران، والذي رصدته الكاميرات وهو يصرخ في وجه زملائه من أجل توجيههم إلى مدرجات جماهير مانشستر يونايتد لتحيتها.

وبسبب هذه الحوادث مجتمعة، بات فيرنانديز الآن محل هجوم كبير في الإعلام الإنجليزي، وسط مطالبات متصاعدة بسحب شارة "الكابتن" منه بصورة عاجلة ونهائية.

لماذا يرتدي فيرنانديز شارة قيادة يونايتد؟

من المعلوم أن قائد مانشستر يونايتد رسمياً في الوقت الحالي هو المدافع الدولي الإنجليزي هاري ماغواير، والذي تسلّم شارة القائد منذ رحيل رحيم أشلي يونغ عن الفريق في يناير 2020، لكن ماغواير الآن يمر بأصعب فتراته، بعدما فقد ثقة المدرب الهولندي إريك تين هاغ، وهو مرشح بقوة للرحيل في الصيف المقبل.

ومنذ بداية الموسم الحالي، اختار تين هاغ الدولي البرتغالي برونو فيرنانديز ليكون قائداً ثاني لمانشستر، ليستغل الأخير فترة غياب ماغواير عن المشاركة أساسياً، ويرتدي الشارة في غالبية مباريات يونايتد هذا الموسم.

وعن سبب اختيار فيرناديز على حساب لاعبين قدامي مثل دي خيا وراشفورد ولوك شو، علق المدرب تين هاغ: " من الصعب أن يغيب عن مباراة، وهو دائماً يحب الفوز وخدمة الفريق كمجموعة، ونحن الآن في طور بناء منظومة تقوم على الجماعية، ولهذا اخترت فيرنانديز".

ما هي معايير اختيار قائد الفريق بشكل عام، وما هو دوره؟

هنالك بعض المعايير التي تتحكم في اختيار قائد الفريق، أبرزها خبرة اللاعب الطويلة في الملاعب، إلى جانب مهارته ومقدراته الفنية التي تجعله محل جذب.

وجرت العادة في الأعوام الماضية على منح الشارة لأقدم اللاعبين الموجودين في الفريق، ممن قضوا أطول فترة بين جدران النادي، وهو ما يعزز احترامه عند زملائه اللاعبين في غرف خلع الملابس، لكن هذا المعيار ليس ثابتاً على كل حال.

أما تسمية القائد فهي من صميم عمل المدرب، كما يقوم هذا الأخير بتسمية نائب قائد، ليحل محل القائد أثناء غيابه، وأحياناً يكون هنالك 3 إلى 4 نواب للقائد، حفاظاً على الاستقرار.

ولقائد الفريق أدوار عدة ينبغي عليه القيام بها، لكن أبرزها، والرسمي أيضاً بحسب قوانين فيفا التنظيمية للعبة هو حضوره إجراء قرعة العملة المعدنية قبل المباراة مع الحكام وقائد الفريق الخصم، وتمثيل ناديه وشعاره في هذه اللحظة البرتوكولية.

وبشكل عام لا تمنح قوانين فيفا أي ميزات تفضيلية للقائد، فهو لاعب مثله مثل بقية اللاعبين، لكن جرت العادة ولضمان تنظيم أفضل، أن يسمح للقائد بلعب دور أكبر، مثل النقاش مع الحكام حول بعض القرارات، إلى جانب قيامه بتهدئة لاعبي فريقه، وحثهم على الأفضل، وأحياناً التفاكر مع المدرب حول بعض المسائل التكتيكية، وهذا أمر نادر، خصوصاً في الوقت الحاضر، حيث اعتداد المدربين برأيهم، وأيضاً حرصهم على الظهور بمظهر الشخص القوي المالك لزمام كل الأمور.

هل يتم سحب شارة القيادة من برونو فيرنانديز؟

لم يخرج مدرب يونايتد إيريك تين هاغ بأي حديث في هذه المسألة، لكن بحسب ما بدر من الدولي البرتغالي في مباراة ليفربول، وأيضاً الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها في الإعلام حالياً، فإن هنالك توقعات بأن يستجيب المدرب للضغوط وتعيين قائد آخر.

وبحسب ديلي ميل، فإن حظوظ الدولي الفرنسي رافاييل فاران تبدو قوية في ذلك، إذ اكتسب رصيداً كبيراً بعد موقفه مع زملائهم في مباراة ليفربول الأخيرة، وحثهم على الذهاب للجماهير، إلى جانب الأهم وهو تشبعه بالخبرات مع ريال مدريد والمنتخب الفرنسي، وكذلك شخصيته التي تحظى باحترام داخل غرفة تبديل الملابس في مانشستر يونايتد.

ويأتي في المركز الثاني الدولي الإنجليزي ماركوس راشفورد، والذي يقدم أفضل مستوياته، وأيضاً يتحلى بكاريزما خاصة، داخل الملعب وأيضاً خارجه، خصوصاً أدواره المجتمعية خلال جائحة كورونا، والذي نال على إثرها تكريماً ملكياً في بريطانيا.

وربما تغير هذه الهزيمة من قناعات تين هاغ، ليعيد هاري ماغواير إلى اللعب جنباً إلى جنب مع فاران بديلاً لليساندرو مارتينيز الذي قدم مستوى باهتاً أمام ليفربول، وهو أمر إن حدث سيكون بمنزلة ضرب عصفورين بحجر واحد لتين هاغ، إذ يكسب عبره احترام الجماهير والإعلام، ويعيد الاعتبار لماغواير الغاضب.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة