لايف ستايل

نجوم الساحرة المستديرة.. "العمر مجرد رقم"

نشر

.

Mussab Gasmalla

لم تعد مقولات من قبيل "العمر مجرد رقم" ذات دلالة كافية لوصف ما يفعله حالياً نجوم مثل زلاتان إبراهيموفيتش وكريستيانو رونالدو وميسي ولوكا مودريتش والذين غيروا منطق كرة القدم، إذ تخطوا جميعاً سن الـ 35 ولا يزالون في أفضل "فورمة"، في وقت دخل فيه زلاتان التاريخ بعدما أصبح السبت الماضي أكبر لاعب يسجل هدفاً في الكالشيو الإيطالي بعمر 41 عاماً و166 يوماً متفوقاً على لاعب ميلان السابق أليساندرو كوستاكورتا بعمر 41 و25 يوماً.

نجوم الساحرة المستديرة والعمر

هنالك عدة أسباب لهذا الأمر، نختصر بعضها في:

  1. تقدم العلم.
  2. تطور سبل التدريبات.
  3. يرتدى غالبية اللاعبين أجهزة "جي بي إس"، وهي أجهزة تعطي الطاقم الطبي معلومات دقيقة عن وظائف اللاعب الحيوية.

العلم والكرة

في 2007، تحدث مدير "معمل ميلان" التابع لنادي ميلان الإيطالي جان بيير ميرسمان لموقع إيه إس بي إن الأمريكي، وقال إنه بفضل تقدم العلم، بات بإمكان الطاقم الطبي للنادي توقع نحو 70% من الإصابات الخطيرة، وذلك باختبار أداء وقفزات اللاعب خلال التدريبات، قبل أن يؤكد وقتها أن توهج اللاعبين في سن الـ 40 سيكون أمراً عادياً، وهو ما يحدث الآن.

سبب آخر هو

  • ثقافة اللاعبين، إذ لا يكتفي عدد من النجوم الآن بطواقم أنديتهم الطبية والتدريبية، بل تعاقدوا مع طواقم خاصة، وأبرز هؤلاء كريستيانو رونالدو ومودريتش.

وسبب:

  • الثقافة الغذائية، إذ يفرض عدد من النجوم حالياً نظاماً غذائياً صارماً، مثل مودريتش أيضاً، ورونالدو، وهنالك عدد كبير جداً من نجوم النخبة في البريمييرليغ لديهم عقود مع الطباخ الشهير جوني مارش، أحد أفضل من يعد الوجبات الصحية في إنجلترا بحسب الغارديان، كما جلب يورغن كلوب في 2015 مسؤولة التغذية السابقة في بايرن ميونيخ منى نمر للعمل معه في ليفربول.

كما لا يمكن تجاوز تصريح كريستيانو رونالدو في 2017، عندما أكد أنه لم يشرب الكحول في حياته، رغم أن دافعه الأول في ذلك، هو تأثره لمأساة والده الذي توفى بسبب إدمان الكحول، إذ قال رونالدو "كنت أتمنى أن يكون لدي أب يشاهد ما أفعله في تاريخ كرة القدم".

وكذلك:

  • ذكاء اللاعبين واختيار التوقيت الأنسب لبذل المجهود، إذ باتوا الآن يدركون متى يركضون، ومتى يخفوضون الإيقاع خلال المباراة.

على سبيل المثال يبلغ معدل ركض ميسي في المباراة منذ نحو 4 أعوام أي منذ دخوله سن الـ 30، يتراوح بين 3 و4 كيلومترات في المباراة، لكن رغم ذلك فإن كل تحرك منه يشكل خطورة، وهو أمر ينطبق على بنزيمة مع الريال، فيما يعتبر مودريتش معجزة، في وقت توقعت فيه تقارير أن يواصل الركض حتى سن 50 عاماً.

وجدت دراسة أجراها لاغو بيناس في البوندسليغا أن معدل نجاح تمريرات اللاعبين فوق الـ 30 عاماً يتفوق بنحو 3.4% على معدل اللاعبين ممن هم سن 16 و و29 عاماً، وأكد أن هذه الامر هو تجسيد لنظرية" أرجل قديمة (كناية عن قلة الركض)، ورأس قوية (كناية عن الذكاء في التمرير والدقة)".

هل تؤثر هذه العوامل على معايير تجديد العقود؟

تأخذ عملية وضع تقدير القيمة السوقية للاعبين بشكل عام عدة اعتبارات، لكن أهمها سن اللاعب، وربما هذا هو السبب الذي يجعل قيمة لوكا مودريتش السوقية الآن 10 ملايين يورو فقط، ومليونا يورو لإبراهيموفيتش، و20 مليون لرونالدو و50 مليون يورو لميسي.

الآن في ظل هذا الاختراق وأيضاً الحقائق العلمية والمالية، ربما ينبغي رفع سن معامل الخطر في القيمة السوقية إلى ما بعد الـ 40، ليحظى ميسي بقيمة سوقية تقترب من 100 مليون، في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين الآن.

فيما يتعلق بتجديد عقود اللاعبين تتبع عدد من الأندية سياسة العام الواحد لأي لاعب تخطى سن الـ 30، وأبرز هذه الأندية ريال مدريد، الذي كان هذا البند سبب رحيل مدافعه الأسطوري سيرجيو راموس، 36 عاماً، إلى باريس سان جيرمان.

ربما سيسهم مودريتش في تغيير نظرة الأندية هذه، إذ لا يزال الكرواتي في أوج عطائه، رغم إرهاقه والنادي من عملية تجديد العقد السنوية، والتي يبدو أنها ستطول.

اعرف أكثر

متى توقف مارادونا وبيليه عن الركض؟

حتى قبل مطلع الألفية، لم يكن من المعتاد استمرار لاعب في خطف الأضواء وصناعة الحدث بعد سن الثلاثين.

ربما يذكر الكثيرين، كيف أن الأسطورة البرازيلي الراحل بيليه، بدا متخوفاً من خوض مونديال 1970، بسبب تقدمه في السن، فيما كان عمره وقتها 30 عاماً، بل لو كان في زمننا هذا، ربما شارك في مونديال 1974 ليتوج بلقبه الرابع في المونديال.

فيما كان الأسطورة الآخر الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في حالة شكوك في المستوى في مونديال 1990، عندما قاد بلاده للنهائي، على الرغم من بلوغه وقتها الـ 29 من عمره فقط، وربما كان سيكون مؤهلاً لخوض مونديال 1994 بحال امتلك عقلية لاعبي اليوم، وهنالك أيضاً الأسطورة الهولندي يوهان كرويف الذي أبعد نفسه عن مونديال 1978 بسبب مخاوف من العمر رغم أنه كان في الـ 31 من عمره فقط.

هنالك أيضاً نموذج رونالدو الظاهرة البرازيلي، الذي كان في نهايته الكروية بعد بلوغه سنة الـ 29، في مونديال 2006، إذا بدا بوزن زائد وقتها.

من هم أول رواد الحفاظ على اللياقة وتحدي العمر؟

في عالم كرة القدم ربما يعد الوقت الحالي هو ذروة نجاح اللاعبين في قهر سلطة العمر، والحفاظ على أفضل مستوياتهم رغم تجاوزهم سن الـ 35، لكن هنالك لاعبين أمثال ريان غيغز، وإدوين فان دير سار، وثنائي ميلان باولو مالديني وأليساندرو كوستاكورتا، جميعهم لعبوا حتى سن الـ 40.

وفي 2007 عندما توج ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا، كانت معظم تشكيلته أكبر من 31 عاماً، وهو أمر كان خارج المألوف وقتها.

في 2021 نشرت "ذا اثلتيك" دراسة إحصائية، وجدت أن متوسط أعمار اللاعبين في دوري أبطال أوروبا قد زاد من 24.9 عاماً إلى 26.5 عاماً في الفترة من 1992 ـ 1993 إلى 2017 ـ 2018.

ما موقع كرة القدم بين الرياضات الأخرى في هذه الظاهرة؟

في عالم التنس هناك قصص نجاحات ماثلة في تحدي العمر، إذ اعتزال الصيف الماضي كل من سيرينا وليامز وروجيه فيدرر بعمر 40 و41 توالياً بعد أن حققا قصص نجاحات ملهمة.

وحالياً يوجد الإسباني نادال في قمة مجده وهو بعمر 36، ونوفاك ديوكوفيتش بـ 35 عاماً.

وفي عالم الفوروميولا 1 يتواجد لويس هاميلتون على قائمة النجومية الآن وهو بعمر 37 عاماً، وكذلك الأسطورة ليبرون جيمس في السلة الامريكية بنفس العمر.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة