لايف ستايل

الملايين تسقط من فريقي إن هبَـط

نشر

.

Mussab Gasmalla

بالموازاة مع اشتعال الصراع حالياً بين مانشستر سيتي حامل اللقب وأرسنال الطامح للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، البريمييرليغ، بعد غياب 19 عاماً، تحتدم معركة حامية الوطيس بين متذيّلي الترتيب من أجل تفادي الهبوط من البطولة، منذ أعوام ظلت هذه المعركة الأشرس بين بقية الدوريات الأربع الكبرى، ويعود السبب بالأساس إلى احتمالية خسارة هذه الأندية لملايين طائلة من الأرباح.

رُبع الدوري يصارع

نسبة لإثارة وقوة الدوري الإنجليزي الممتاز، تصارع الآن 7 فرق على الهروب من شبح الهبوط، وهم بداية من المركز الـ 14 وحتى الأخير توالياً: بورنموث، وست هام، ليدز يونايتد، إيفرتون، نوتنغهام فوريست، ليستر سيتي وساوثهامبتون، وذلك مع تبقي 7 جولات على النهاية.

تبدو مهمة ساوثهامبتون صعبة نوعاً ما، حيث يقبع في الذيلية بـ 23 نقطة، وهو مرشح ليكون أول الهابطين بجانب ليستر صاحب المركز قبل الأخير بـ 25 نقطة.

وبدورها، تكافح أندية كل من نوتنغهام فورست الـثامن عشر بـ 27 نقطة، وإيفرتون الـسابع عشر بـ 27 نقطة، وليدز يونايتد السادس عشر بـ 29 نقطة، ووست هام الخامس عشر بـ 30 نقطة، وبورنموث، الرابع عشر بـ 33 نقطة، للبقاء في البطولة وعدم مرافقة كل من ساوثهامبتون وليستر سيتي، على الرغم من احتفاظ هؤلاء أيضاً بحظوظهم في تفادي شبح الهبوط من المنافسة الإنجليزية الأعرق في كرة القدم.

ملايين في الهواء

يعتبر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حالياً أغنى دوري كرة قدم في العالم، وذلك بسبب عقود البث التلفزيوني التاريخية للمنافسة، والتي تبلغ 10 مليارات دولار عن كل 3 مواسم.

بنهاية الموسم التنافسي 2021 ـ 2022 وزع البريمييرليغ 2.6 مليار إسترليني على أنديته الـ 20 المشاركة في البطولة، وهي عبارة عن أموال البث التلفزيوني.

ويُؤمّن هذا المبلغ الكبير لجميع الأندية عوائداً مغرية، إذ يكفيها فقط التواجد في البطولة، لإنعاش خزينتها بمبلغ مالي كبير للغاية.

على سبيل المثال، بلغت عوائد مانشستر سيتي بطل النسخة الماضية ما مجموعه 164 مليون إسترليني من عوائد البث، لكن المدهش حقاً هو وصول عوائد نوريتش الهابط من البطولة الموسم الماضي إلى نحو 100 مليون إسترليني، وهو أمر يكشف بجلاء سبب قتال الفرق على عدم مغادرة دوري الأضواء.

٧٩ مليون بالتساوي

تراعي رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في توزيع عوائد البث على الأندية عادة، ثلاثة معايير، إذ تقوم بتوزيع 50% من هذه العوائد على الأندية بالتساوي.

بلغ نصيب كل نادٍ في الموسم الماضي 79 مليون إسترليني، فيما تمنح 25% على حساب عدد بث المباريات من قبل مشغلي سكاي سبورتس وبي تي، وتأتي تحت بند تسميه الرابطة بـ"رسوم مرافق".

وعلى سبيل المثال حصل أرسنال وليفربول الموسم الماضي على أعلى مبلغ تحت هذا البند، أي ما قيمته 27.3 مليون إسترليني، بعد بث 29 مباراة لكليهما، مقابل 28 مباراة للسيتي بـ26.3 مليون إسترليني.

أما المعيار الثالث فهو ما تطلق عليه الرابطة "رسوم أحقية"، وتقسم خلاله الـ 25% المتبقية من حقوق البث على حسب موقع ومكانة النادي وأيضاً طريقة مشواره في البطولة، وهنا نال السيتي 53.3 مليون إسترليني باعتباره بطلاً.

كم يكلف الهبوط من البريمييرليغ؟

على الرغم من تفرد الدوري الإنجليزي الممتاز عن بقية دوريات العالم، بميزة مده يد العون للأندية المغادرة، تحت نظام يعرف بمدفوعات "الباراشوت"، فإن الأندية لا تزال تخشى الابتعاد عن الدوري من أجل تفادي خسائر ضخمة.

أما نظام مدفوعات "الباراشوت" فهو طريقة مبتكرة في البريمييرليغ لمساعدة الأندية على التعايش مع فواتير الأجور العالية بعد مغادرتها عن البطولة.

وتم اعتماد النظام والعمل به في موسم 2011 ـ 2012، وتقوم فكرته على دفع ما نسبته 55% من مستحقات الأندية من البث لآخر موسم قبل هبوطها، وهي تعادل 40 مليون إسترليني في أول موسم بعد الهبوط، و45% أي (35 مليون إسترليني) في ثاني موسم بعد الهبوط، و20 % (15 مليون إسترليني) في ثالث موسم بعد الهبوط، وتحرم من الدفعة الأخيرة الأندية التي قضت موسم واحد فقط في البريمييرليغ.

ورغم كل ذلك فإن خسائر الأندية الحقيقة، تكمن في فقدانها عوائد الإعلان على ملاعبها، إذ تبلغ كلفة إعلان مدته 30 ثانية على ملعب فريق في البريمييرليغ 10 أضعاف نفس تكلفة هذا الإعلان في بطولة التشامبيون شيب، بحسب الخبير في الاقتصاد الكروي البريطاني كيران ماغواير.

ووفقاً لماغواير، فإن خسائر أندية كل بورنموث وفولهام نوتنغهام فورست، قد بلغت في الموسم الماضي فقط، قبل صعودها للبريميرليغ هذا الموسم، 174 مليون إسترليني للأندية مجتمعة، وذلك رغم تلقيها لمدفوعات "الباراشوت"، وهو مبلغ يوضح حقيقة خسائر خزائن الأندية من الهبوط من البريميرليغ.

كيف تتصرف الأندية عادة بعد الهبوط؟

أول خطوة تقوم بها الأندية، هو الاستغناء عن المدربين، إن كان عقودهم انتهت أو تسمح شروطها الجزائية بذلك، إلى جانب الأهم وهو بيع اللاعبين المميزين، لتفادي رواتبهم الضخمة، وأيضاً تأمين مبالغ جيدة للخزينة.

وفي وموسم 2015 ـ 2016 أبقى نيوكاسل يونايتد على مدربه رافا بينيتيز، وقام ببيع موسى سيسوكو إلى توتنهام مقابل 30 مليون إسترليني، قبل أن ينجح المدرب الإسباني في إعادته لدوري الأضواء في الموسم التالي مباشرة، لكن رغم ذلك منيت خزينتها بخسارة نحو 10 ملايين إسترليني.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة