تزايد الحديث في الساعات الماضية عن تحركات نادي النصر السعودي لإقناع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان من أجل تدريب الفريق، وذلك من أجل لم شمله مجدداً بالبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يلعب في النادي السعودي منذ الصيف الماضي، إذ أكدت تقارير بأن النصر وضع خطة محكمة لصيد الفرنسي.

إغراء بالراتب

بحسب وسائل إعلام فرنسية وإسبانية، فإن النصر يراهن في خطته على منح المدرب الفرنسي راتباً يصعب رفضه، سيجعله أعلى المدربين أجراً في العالم.

ووفقاً لصحيفة ماركا الإسبانية، فإن النصر عرض على المدرب الفرنسي زين الدين عقداً لمدة موسمين مقابل 120 مليون يورو، أي براتب سنوي قدره 60 مليون يورو.

وبدوره، نقل موقع "سي بي إس سبورتس" أن خطة النصر مبنية أساساً على إغراء زيدان، ودفعه لقبول عرض فريق العاصمة الرياض الصيف المقبل، لكنها أيضاً تضع على رادارها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ليكون "الخطة ب" حال تعثرت الأمور مع زيزو.

وتراهن إدارة النصر على علاقة نجمها البرتغالي كريستيانو رونالدو القوية بمدربه السابق في ريال مدريد، والذين نجحا معاً من قبل في رفد خزينة النادي الملكي بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، وذلك من أجل إعادة هذه الثنائية للواجهة مجدداً من الأراضي السعودية

النصر ثانيا

أقال نادي النصر السعودي مؤخراً مدربه الفرنسي رودي غارسيا بعد 8 شهور فقط من تعيينه مدرباً للفريق، وذلك بسبب سوء النتائج. درب غارسيا رونالدو في 12 مباراة قبل إقالته.

يحتل النصر حالياً المركز الثاني بجدول ترتيب الدوري السعودي برصيد 53 نقطة وبفارق 3 نقاط عن الاتحاد المتصدر، فيما تجمعه قمة نارية أمام غريمه الهلال غدا الأربعاء في ديربي العاصمة.

يشرف على النصر تدريبياً الآن بشكل مؤقت المدرب الكرواتي دينكو غيليسيتش مدرب الفئات السنية الأصغر، بشكل مؤقت، لحين التعاقد مع مدير فني جديد.

صمت زيدان

لم يدرب الفرنسي زين الدين زيدان أي فريق منذ استقالته عن تدريب الريال في صيف 2021، للمرة الثانية، بعدما رحل أيضاً عن تدريبه في صيف 2018.

كان زيدان قريباً بشدة من تولي تدريب المنتخب الفرنسي بعد المونديال، قبل أن يقوم رئيس الاتحاد الفرنسي السابق نويل لوغريت بشكل مفاجئ بالتمديد للمدرب الحالي للديوك الفرنسية ديديه ديشامب، رغم تأكيد تقارير بأنه وعد زيدان بتولي المهمة بعد كأس العالم 2022 في قطر.

ظهر زيدان على رادار الكثير من كبريات الفرق الأوروبية، مثل تشيلسي ويونايتد الصيف الماضي، وأيضاً باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يرغب بشدة في تعيينه، لكن الفرنسي ظل صامتاً على الدوام.

في مدريد، لم يغب زيدان يوماً عن قائمة المرشحين لخلافة أنشيلوتي في حال رحيل الأخير هذا الصيف لتدريب المنتخب البرازيلي.

وبعيداً عن التدريب، عيّن زيدان مؤخراً عضواً في مجلس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لتطوير كرة القدم، رفقة كل من أنشيلوتي وجوزيه مورينيو وآخرين، وهي مهمة لن تؤثر على توليه تدريب النصر السعودي، والذي يبدو أن راتبه الحالي مغري للغاية مقارنة مع ما يتقاضاه المدربين حالياً.

الأعلى أجراً

يحتل الأرجنتيني دييغو سيميوني قائمة المدربين الأعلى أجراً في العالم بتدريبه أتلتيكو مدريد مقابل 44.2 مليون دولار، يليه بيب غوارديولا مدرب السيتي بـ ٢٣.٩ مليون دولار سنويا، ثم يورغن كلوب مدرب ليفربول بـ ١٧.٩ مليون دولار، ثم جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي بـ ١٥.٥ مليون دولار، وفي نهاية القائمة يأتي الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الذي يتقاضى ١٣.١ مليون دولار في العام.

هل يوافق زيدان على العرض السعودي؟

على الرغم من تداول خبر عرض النصر السعودي بكثرة في وسائل الإعلام الفرنسية والإسبانية، فإن تقارير عدة أكدت أن العملية حتى الآن تقف في الخطوة الأولى، أي تقديم النادي عرضاُ رسمياً للمدرب عن طريق مساعديه بمبلغ 120 مليون يورو لسنتين، في حين لم يبد المدرب قبولاً أو رفضاً.

لماذا يبتعد عرض PSG ؟

يتزامن مع هذا العرض تحركات إضافية من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي للمرة الثالثة، وذلك من أجل إقناعه بتولي تدريب الفريق، لكننا نعتقد في صعوبة قبول المدرب للعرض الباريسي، وذلك بسبب زيدان نفسه، إذ يمكن أن يفسر تدريبه لـ "بي إس جي" على أنه انصياع من قبل زيدان لشروط رئيس الاتحاد الفرنسي السابق نويل لوغريت، الذي صرح من قبل بأن على زيدان تدريب باريس سان جيرمان أولاً لامتلاك الخبرة اللازمة قبل تدريب الديوك، في إشارة إلى تشكيكه في خبرات زيدان التدريبية.

مهمة صعبة

من جانب النصر، لا تبدو المهمة أيضاً سهلة رغم ضخامة الراتب والعرض عموماً، وذلك بسبب عقلية زيدان، الذي دائماً ما يباغت كل التكهنات بقراراته، إذ يترك التدريب في الوقت الذي يتوقع فيه الجميع البقاء، ليستلم تدريب الريال في وقت استبعد فيها الجميع موافقته على قيادة الفريق، آنذاك.

أما بالنسبة للعرض المالي للنصر، فسبق أن ارتبط زيدان نفسه وفقاً لتقارير في 2018 بتولي تدريب المنتخب القطري الذي كان يستعد للمونديال وقتها، وذلك مقابل راتب سنوي يصل لنحو 50 مليون يورو، لكنه لم يعر ذلك أي اهتمام.