لايف ستايل

ضربة لإمبراطورية الوكلاء

نشر

.

Mussab Gasmalla

ستكون مكاتب الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، في سويسرا محط أنظار الكثير من وكلاء اللاعبين ونجوم كرة القدم في نهاية الأسبوع الجاري، إذ سيقوم فيفا بنشر نتيجة امتحانات وكلاء اللاعبين التي نظمها الأربعاء الماضي، والتي تأتي في إطار تعديلات فيفا للقوانين التي تنظم مهنة وكلاء اللاعبين، الوسطاء، كما يسميهم الفيفا.

ضبط النشاط

من أهم سمات المشروع هو عدول فيفا عن تعديلات سابقة على القانون الذي يحكم عمل وكلاء اللاعبين في 2015.

بداية من 2015 ألغى فيفا تسمية وكلاء اللاعبين، واستبدلها بإطلاق صفة "الوسطاء"، كما ألغى أيضاً الاختبارات الإلزامية التي كانوا يقومون بها قبل الحصول على رخصة مزاولة مهنة الوسيط.

من أبرز أسباب عودة فيفا لهذه الاختبارات، هو رغبته في ضبط وتسجيل وكلاء اللاعبين، إلى جانب محاربة ظاهرة الوكيل الخارق، واستبداله بالوكيل المؤهل علمياً وإدارياً.

أجرى فيفا أول امتحان لوكلاء اللاعبين يوم الأربعاء الماضي عن طريق الانترنت، وسجل له 6 آلاف و586 وكيل من 138 دولة، فيما جلس له فعلياً 6 آلاف وكيل لاعبين، من 138 دولة، بحسب تقارير إخبارية.

من المتوقع أن تعلن النتائج بعد سبعة أيام عمل من الاختبارات، ويرجح أن يكون الجمعة المقبلة.

بحال فشل البعض في النجاح فيها، يمكنهم التعويض في اختبارات أخرى ستجري في سبتمبر المقبل، إما إن تعذر لهم ذلك، فيتوجب عليهم الانتظار مايو 2024.

تبلغ رسوم الامتحان نحو 300 جنيه إسترليني، فيما يتوقع أن يفرض فيفا على الذين يجتازون الامتحان رسوماً قدرها 600 دولار كإجراءات تسجيل.

لا تربح

تستهدف القوانين الجديدة بشكل أساسي، ضبط تمدد وكلاء اللاعبين، وتربحهم من علاقاتهم القوية مع جميع الأطراف الفاعلة في الانتقالات.

وفقاً للقواعد الجديدة لفيفا فإن الوسطاء لن يسمح لهم بتمثيل أكثر من طرف، أي عليهم اختيار طرف واحد فقط، إما اللاعب أو النادي البائع أو المشترى، فيما يمكنهم تمثيل اللاعب والنادي المشتري معاً إذا ما كان هناك اتفاق مكتوب في هذا الخصوص، فيما لا يسمح لهم مطلقاً بتمثيل اللاعب والنادي البائع، او النادي البائع والنادي المشترى معاً.

تستهدف هذه الإجراءات منع تضارب المصالح، وأيضاً ضبط العمولات الباهظة التي يجنيها الوسطاء من جميع الأطراف، بدون أن يتأثر أي طرف منهما بالشكل الذي يجعله يتوقف عن التعامل مع هذا الوسيط.

لا لاعبين أطفال

من الأمور التي تراعيها القواعد الجديدة، هو تعاقد الوسطاء مع اللاعبين القاصرين، حيث ستمنع الوسطاء أو الوكلاء من الاقتراب من اللاعبين تحت سن 18 أو أسرهم قبل ستة أشهر من توقيع أول عقد احترافي، فيما سيكون بمقدورهم الحصول على عمولة من عقود احترافية للاعبين تحت 18 عاماً في بعض الحالات الخاصة.

٦٠٠ مليون دولار في الجيب

بحسب موقع "ذا أثلتيك" الرياضي، بلغت قيمة عمولات الوكلاء في العام الماضي فقط 625 مليون دولار.

يعد هذا الرقم قريباً من رقم ذروة عمولات هؤلاء الوكلاء في 2019، والذي بلغ 653.9 مليون دولار، في وقت ظلت فيه عمولات الوكلاء تسجل ارتفاعاً باستمرار.

١٠٪ فقط

يمنح الوكيل نسبة 10% من قيمة رسوم الانتقال، إذا كان ممثلاً للنادي البائع، و3 % إذا كان ممثلاً للاعب أو النادي المشتري، وكان الراتب السنوي للاعب أعلى من 200 ألف دولار.

يحصل الوكيل على نسبة 6% إذا كان ممثلاً للاعب والنادي المشتري معاً، وكان راتب اللاعب السنوي أكثر من 200 ألف دولار، فيما ستمنع القواعد الجديدة النادي عن دفع أي عمولة للوكيل بحال تجاوز قيمة راتب اللاعب 200 ألف دولار، ليتحصل الوكيل على نسبة الـ 6% كاملة من اللاعب فقط.

وبحسب "ذا أثلتيك" يهدف فيفا عبر هذه الخطوة إلى لفت انتباه اللاعبين إلى حجم المبالغ التي يتقاضاها الوكلاء، وهو أمر لم يكن واضحاً في السابق، إذ يقسم الوكيل عمولاته بين جميع الأطراف التي يمثلها.

تحكم كامل

وفقاً للقواعد الجديدة، سيقوم فيفا بإعلان كافة التفاصيل التعاقدية للاعب والوكيل على الملأ، كما سيشرف فيفا على استلام وتسليم العمولات للوكلاء المسجلين لديه، والحاصلين على رخصة مزاولة المهنة منه. يهدف فيفا من ذلك إلى ضبط الاتفاقات الجانبية، كام سيقوم بسحب رخصة أي وكيل تثبت عليه تجاوز لهذه القواعد.

متى يبدأ تطبيق القواعد؟

بدأت المرحلة الأولى في يناير الماضي بإعلان المشروع، أما المرحلة الثانية فكانت عبر الامتحان الذي جرى الأربعاء الماضي.

سيبدأ فيفا فعلياً في تطبيق هذه القواعد بداية من مطلع أكتوبر المقبل، إذ لن يسمح لأي وكيل لم يجتاز الاختبارات وحاصل على الرخصة بممارسة نشاطه.

من المتوقع ان يكون الميركاتو الصيفي في يونيو المقبل مثيراً، إذ سيسعى الوكلاء عبره لتأمين أكبر قدر من العمولات، قبل سريان القانون.

الوكلاء غاضبون

منذ إعلان فيفا لهذه القواعد، وجه الكثير من وكلاء النخبة انتقادات لاذعة لها، في وقت هدد البعض منهم بجر فيفا إلى المحاكم.

كانت وكلية اللاعبين رافايلا بيمنتا أكثر شراسة في انتقاد فيفا، إذ وصفت في حوار مع "ذا أثلتيك" قواعده الجديدة بأنها محاولة للسيطرة واحتكار كرة القدم، واصفة هذا النهج بالشمولية في إدارة اللعبة.

وبدوره، رأى وكيل اللاعبين الشهير جوناثان بارنيت بأن كرة القدم تعد في الأساس سوق كبير، يقوم على العرض والطلب والتفاهمات، وأشار إلى أن فيفا يعيش في أبراجه العاجية في سويسرا، ولم ينجز أي مشاورات بشأن هذه الخطوة.

بعيداً عن القواعد يواجه فيفا بعض الانتقادات بخصوص الاختبارات، والتي تحتم على الوكلاء قراءة ما مجموعه 512 صفحة في هذا الخصوص، قبل الجلوس للاختبار، الذي يجب عليهم الحصول على 15 درجة من 20 للنجاح فيه.

وهنالك انتقادات إضافية لكون الاختبارات بثلاث لغات فقط، وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة