لايف ستايل

إقالة مدرب توتنهام.. أزمة عميقة تواجه النادي اللندني

نشر

.

Mussab Gasmalla

أقال نادي توتنهام الإنكليزي، الاثنين، مدربه المؤقت كريستيان ستيليني بعد تعرض الفريق لأكبر خسارة منذ 2013، بسقوطه بسداسية مقابل هدف أمام نيوكاسل، الأحد، جاءت 5 منها في أول 25 دقيقة من المباراة، ليعين النادي ريان ماسون مدرباً بديلاً ومؤقتاً أيضاً.

وفي الجانب الآخر كشف هذا القرار عن أزمة عميقة يمرّ بها النادي اللندني، تصدر مشهدها رئيسه الحالي دانيال ليفي.

غضب جماهيري

على الرغم من نيله شهرة واسعة بسبب نجاحاته في عالم الأعمال، فإن دانيال ليفي خريج الاقتصاد في جامعة كامبريدج لم ينقل تلك النجاحات إلى توتنهام، إذ يعيش الآن تحت انتقادات جماهير توتنهام اللاذعة، بل ومطالبتها له بالرحيل عن النادي، وذلك بعد أن صبرت عليه لـ22 عاماً.

ولم يحقق توتنهام طوال هذه المدة سوى لقب وحيد كان في كأس الرابطة في موسم 2007 ـ 2008.

ومنذ تداعيات أزمة دوري السوبر الأوروبي، ظل دانيال ليفي صديقاً دائماً لهتافات جماهير توتنهام الغاضبة على سياساته في إدارة النادي، ووصل الأمر تهديد حياته قبل مباراة فريقه أمام إيفرتون مطلع هذا العام، بعدما طلب إليه عدم الحضور إلى ملعب غوديسون بارك معقل إيفرتون بسبب وجود تهديدات تستهدف سلامته الشخصية، قبل أن تترك جماهير توتنهام تفاصيل المباراة، وتنبري لمهاجمة ليفي ومطالبته بالرحيل.

أما سبب الغضبة الجماهيرية فكان بسبب فشل صفقات الفريق في الميركاتو الصيفي الماضي، وابتعاد الفريق عن أدائه المعتاد، وأيضاً سياسيات ليفي.

150 مليون في الهواء

وفي الصيف الماضي قام دانيال ليفي بإيداع 150 مليون يورو (١٦٥ مليون دولار تقريبا) في رأسمال النادي، من أجل تدعيم كتيبة الفريق، والتأهب لتحقيق نجاحات محلية وخارجية، لكن يبدو أن هذه الأموال لم تنفق بالطريقة المثلى.

وتم شراء المهاجم البرازيلي ريتشارليسون مقابل 60 مليون إسترليني (٧٥ مليون دولار تقريبا) من إيفرتون، لكنه أخفق في تحقيق الإضافة المطلوبة حتى الآن، فيما فشل الإيفواري يفيس بيسوما في تقديم ذات المستوى الذي ظهر به في برايتون، رغم دفع توتنهام فيه مبلغ 25 مليون إسترليني (٣١ مليون دولار تقريبا).

١٣ ضحية

لعل واحداً من أبرز أسباب عدم نجاح توتنهام، هو الارتباك الواضح في استراتيجية دانيال ليفي في إدارة النادي، وهذا يتكشف من خلال إدارته لملف المدربين.

وطوال فترة الـ22 عاماً التي قضاها رئيساً للنادي، تعامل ليفي مع 13 مدرباً، لكن ما يثير الاستغراب حقاً هو عدم وجود أي قواسم مشتركة بين هؤلاء المدربين، إذ تختلف استراتيجية كل منها عن الآخر، ما أفقد بالتالي النادي هويته.

ورأى الكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية جوناثان ليو بأن توتنهام ظل طوال هذه المدة عالقاً بين الاستراتيجيات طويلة المدى التي يرنو إليها ليفي وبين هواجسه قصيرة المدى، وهو يوضح، بحسب الكاتب، غياب الرؤية والهدف الذي يرغب ليفي بتحقيقه.

وعلى سبيل المثال قام ليفي بالتعاقد مع أنطونيو كونتي من أجل قيادة مشروع طويل المدى، لكنه لم يدعمه لتتم إقالته مؤخراً بعد عام وبضعة أشهر.

ويبدو أن التعاقد مع كونتي كمدرب صاحب مشروع جاء كرد على الفلسفة البراغماتية للبرتغالي جوزيه مورينيو، والذي تعاقد معه ليفي للتخلص من أثار سياسة البناء الطويل لماوريسيو بوكيتينو، والذي تم التعاقد معه كرد فعل على الجرأة التي عاشها توتنهام مع تيم شيروود، كما أن الأخير أيضاً عيّن كرد فعل على الخطط بعيدة المدى لأندريه فيلاش بواش.

ويؤكد هذا فعلياً شكل الربكة التي يعاني منها توتنهام رفقة ليفي.

وأخيراً قام ليفي تعيين مساعد كونتي كريستيان ستيليني مدرباً مؤقتاً حتى نهاية الموسم، لكنه لم يصمد سوى 4 مباريات فقط، ليقيله عقب الخسارة الأخيرة ويعين بدلاً له ريان ماسون كمدرب مؤقت أيضاً.

أهل الثقة لا الكفاءة

منذ مدة ليست بالقصيرة ظلت الصحافة البريطانية، توجه سهام النقد لدانيال ليفي، إذ كانت أبرز مآخذها عليه، هو استعانته بدائرة ضيقة من الأشخاص الموالين له لإدارة النادي، فيما ترك الأمور الكروية برمتها إلى المدير الرياضي الإيطالي فابيو باراتيتشي.

ويبدو أن هذا الأمر صحيحاً إلى حد ما، إذ أبدى النادي استغرابه من استقالة الإيطالي الجمعة الماضية، بعد فشله في الحصول على الاستئناف لعقوبته من قبل السلطات الإيطالية بالحرمان من مزاولة أي نشاط كروي لمدة 30 شهراً، رغم أن الأخير كان مهدداً بهذا الأمر منذ تحركات فيفا في ملفه في يناير الماضي.

وحتى قبل استقالته بيوم كان باراتيتشي يصرح لموقع النادي عن خطط توتنهام للمستقبل، وهو أمر يوضح حجم الفوضى الخلاقة في توتنهام.

ومن جهة أخرى، أكد موقع "بي بي سي" أن فريق السيدات في النادي لا يزال ومنذ مدة بدون مدرب.

الأمير هاري قد يطير

بدوره، وفي ظل الانتقادات الأخيرة له والضغوط الجماهيرية، خرج دانيال ليفي، مؤخراً، في لقاء إعلامي مع جمعية اتحاد كامبريدج من أجل تشتيت هذه الضغوط، يذكر هنا أن هذه واحدة من المرات القليلة التي يظهر فيها ليفي في فضاءات الإعلام، بسبب ما اسماه عدم ثقته به.

وركز ليفي خلال اللقاء على تبديد مخاوف الجماهير من رحيل هاري كين، وقال بإنه يمكنه تحقيق أحلامه وتثبيت أسطورته بالفوز بالألقاب مع توتنهام.

وحاول ليفي افتعال معركة إعلامية بالتقليل من صدارة جاره اللندني أرسنال، إذ قال في تصريحاته: "الحقيقة أنني لست مرتاحاً، لأن هناك نادياً في شمال لندن أعلى قليلاً منا في هذه اللحظة، إذا نظرت إلى الوراء في السنوات الخمس الماضية، فقد كنا أيضا أعلى منهم، وهذا ما يحدث".

وبالعودة إلى موضوع هاري كين، يبدو أن ليفي يلعب على الحبلين، فبعد يومين من تطمينه للجماهير، نقلت صحيفة "تليغراف" أمس أن حدد فعلياً سعر هاري كين بـ 100 مليون إسترليني لأندية البريمييرليغ، و80 مليون إسترليني للأندية الأخرى خارجه.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة