مثل غيرهم من المواطنين السودانيين، يعيش نجوم الكرة أوضاعاً صعبة بسبب الحرب، وذلك بسبب شلل العاصمة الخرطوم، واستمرار خطر الموت حال الخروج من المنازل.

الحياة الاجتماعية المتداخلة في السودان، حيث الأسرة الممتدة، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، انعكست على لاعبي الدوري السوداني، إذ يمتلك عددا محدودا منهم صالات تدريب منزلية أو معدات خاصة تساعدهم في الإبقاء على لياقتهم البدنية مرتفعة. الآن وبعد أسبوعين من الاشتباكات المسلحة يبدو أن خسائرهم البدنية ستمتد لفترة أطول.

قذيفة في الفندق

الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وصلت مقرات إقامة فريق هلال الفاشر، عندما سقطت قذيفة حربية داخل مقر إقامة الفريق في الخرطوم، لكن أحدا لم يصب بأذى، سوى حالات الفزع في صفوف اللاعبين والطاقم الفني.

بعثة حي الوادي نيالا في مدينة عطبرة، انقطعت بها السبل منذ اندلاع الحرب، إذ علق مدرب الفريق محسن سيد في العاصمة الخرطوم، بينما عطبرة التي تقع على بعد 300 كيلومتر شمالي العاصمة الخرطوم تعتبر من المدن الآمنة.

بدوره، نشر لاعب المريخ أحمد آدم بيبو صورة له بالزي العسكري صبيحة عيد الفطر المبارك، قبل أن يناشد بعدها لوقف الحرب والدمار.

وقبل يومين توفي حارس المريخ السابق حامد بريمة في ظروف طبيعية في العاصمة الخرطوم، لكن لم يستطع الكثير من أبناء المجال الرياضي الذهاب لعزائه، رغم مكانة الحارس الكبير.

إجلاء برازيلي

حيث يوجد الغالبية من المحترفين الأجانب في ناديي الهلال والمريخ، وأندية العاصمة بشكل عام، بدأت في الساعات الماضية عمليات الإجلاء من الخرطوم.

البداية مع محترفي المريخ البرازيليين، إذ أجلاهم النادي، الأحد، عبر الطريق البري إلى مصر. تأتي تحركات المريخ بعد مناشدات للاعب ماتوزينيو سلطات بلاده عبر صحيفة "جلوبو" البرازيلية، لإجلائه رفقة 8 برازيليين آخرين، 4 منهم محترفين، بالإضافة إلى المدير الفني للمريخ هيرون ريكاردو وأسرته، والمحترف الكولومبي ريان.

بدوره، أجلى نادي الهلال يوم الاثنين عناصر جهازه الفني بقيادة مدربه الكونغولي- الفرنسي فلوران أبينجي، وطاقمهم المعاون، عبر السفارة الفرنسية في الخرطوم، إذ أرسلت فرنسا طائرة عسكرية لإجلاء رعاياها من السودان، إذ يحمل كل طاقم الهلال التدريبي جوازات فرنسية.

لا يزال هنالك العديد من المحترفين عالقين في السودان، لكن بحسب مصدر لـ"بلينكس"، رفض الكشف عن اسمه خوفا من الملاحقة، فإن بعضهم غادر إلى مدينة بورتسودان شرقي البلاد، وهي من بين الآمنة نسبيا، وذلك استعداداً للسفر إلى السعودية ومنها إلى بلدانهم. فيما ينتظر البقية الفرصة المواتية للخروج من السودان.

يبدو من هذا الوضع، أن الأمر سيطول فعلياً، وحتى إن هدأت الأحوال ستحتاج الكرة لمدة أطول من تجميع المحترفين واللاعبين المحليين، واستعادة أنفاسها.

كم محترف عالق؟

سجلت النسخة الحالية رقم 28 من مسابقة الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم رقماً قياسياً من المحترفين الأجانب، والذين بلغ عددهم 39 محترفاً أجنبياً، وذلك بعد تراجع أعدادهم في وقت سابق.

يستأثر كل من الهلال والمريخ بالنسبة الأكبر من المحترفين، إذ يتواجد في صفوفهما 18 محترفاً، بحسب موقع الراكوبة الإلكتروني، مناصفة بين كل فريق، كما يدرب الفريقين أجانب، هما فلوران أبينجي مع الهلال، وهيرون ريكاردو مع المريخ.

يأتي فريق حيدوب النهود، الوافد حديثاً لمسابقة الدوري في المرتبة الثالثة بوجود 5 أجانب في صفوفه، يليه هلال الساحل في المرتبة الرابعة حيث يلعب لصالحه 4 أجانب، يليهم شرطة القضارف بـ 3 محترفين أجانب، ثم فريق حي العرب الذي يلعب في صفوفه أجنبيان، ومثلهما في حي الوادي نيالا.

ويتواجد محترفي أجنبي واحد في كل من أهلي الخرطوم، وأهلي شندي، والرابطة كوستي، ودنوباوي، والزومة الخرطوم.