لايف ستايل
.
على بعد 7 كيلومترات شرقي منطقة أبو علندة بجنوب عمّان، يتوافد حشود من الزوار العرب والأجانب على قرية الرجيب لزيارة كهف الرقيم الذي يُعتقد أنه الكهف المذكور في القرآن.
نساء ورجال، شيوخ وأطفال، يقف زوار الكهف في طابور طويل بانتظار دورهم لتفحص هذا الصرح التاريخي الذي يجسد رواية دينية مدهشة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
داخل الكهف، يؤشِّر محمود الحنيطي، المسؤول عن الموقع التاريخي، إلى مكان يقول إنه يحوي قبور أهل الكهف وكلبهم، وعددهم غير معروف. ففي القرآن الكريم، ورد: "سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ".
ويعتقد، بحسب الرواية الإسلامية، أنَّ أهل الكهف رقدوا في الموقع لمدة 309 سنوات في التقويم القمري، أي ما يعادل 300 سنة في التقويم الشمسي.
يقول محمود إنّ الروايات التاريخية تربط الكهف المذكور في القرآن بـ33 موقعاً في العالم، لكنّ كهف الرقيم هو الأقرب إلى الوصف المذكور في القران.
"هذا الكهف هو الوحيد الذي يعتليه مسجد، وعدد القبور داخله سبعة، ودخول الشمس وغروبها ينطبق على الوصف القرآني. اسم هذه المنطقة الرقيم وهذا اسمها منذ القدم"، في تصريحات لوكالة رويترز.
يذكر موقع صحيفة الدستور الأردنية أنّ الكاتب السوري الراحل تيسير ظبيان هو من اكتشف الكهف في عام 1951، ونشر خبرا عنه أول مرة في مجلة الشرطة العسكرية السورية في العام نفسه. وقد لجأ ظبيان إلى دائرة الآثار العامة الأردنية للمساعدة في البحث والتنقيب لتحقيق مزيد من الاكتشافات التاريخية في المكان.
ومن بين الاكتشافات التي تعزز، بحسب مراقبين، الرواية الإسلامية لأهل الكهف، العثور على بناء أثري فوق الكهف. ويعتقد أن هذا البناء يطابق الآية القرآنية: "فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً." كما عثر على بقايا سبعة أعمدة غير مكتملة من الأحجار ومخطوطة على شكل دائري فضلا هن بقايا محراب نصف دائري فوق باب الكهف. وبين الأعمدة بئر يُعتقد أنها كانت تستخدم للوضوء.
كما تم العثور على عدد من القبور بنيت بالصخر، بعضها في قبو على يمين القبر و البعض الآخر على يسار الكهف في الداخل.
يقول أحد زوار الكهف من السائحين إن شعوره داخل الكهف "لا يصدق ويصعب استيعابه"، ويصف آخرون المكان بأنه "مليء بالطاقة الإيجابية والروحانية". تقول زائرة "عندما سمعت به، اعتقدت أن المكان روحاني، لكن الآن عند زيارتي أجده ساحرا وأحس بطاقة جيدة." وتضيف مبتسمةً "المكان جميل جدا ومميز".
في الرواية المسيحية، يعتقد أن أهل الكهف" هم سبعة قدّيسين فتية عاشوا في مدينة أفسس، أعظم المٌدن الإغريقية القديمة في الأناضول، تركيا حاليا، ويُذكر أن أسماءهم هي: مكسيمليانُس وإكساكوسطوديانُس وبمفليخُس ومرتينُس وديونيسيوس وأنطونيوس ويوحنّا.
وتحيي بعض الكنائس تذكارهم مرّتين في السنة: في الرابع من أغسطس والثاني والعشرين من أكتوبر. وتقول قصّتهم إنّهم عاصروا الإمبراطور داكيوس الذي مورس في عهده الاضطهاد ضدّ المسيحيّين، حيث هرب الفتية السبعة من داكيوس واختبأوا بكهف.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة