لايف ستايل
.
الانتصارات المتتالية لمانشستر سيتي والتي أهّلته لتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، ينسب فضلها في الغالب للمهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، بيد أن ذلك لا يبدو العامل المؤثر الوحيد، خصوصاً وأن الهجوم لم يكل معضلة في يوم ما أمام الفيلسوف بيب غوارديولا، بقدر ما كانت معاناة السماوي في دفاعه، لكن يبدو أن هذه المعضلة قد حلتّ الآن، وتحديداً منذ عودة البرتغالي روبن دياز إلى تشكيلة بيب من الإصابة في فبراير الماضي.. لكن كيف لمدافع أن تكون له قوة التأثير على فريق بحجم السيتي.
كان دياز، 25 عاماً، قد غاب عن الفريق منذ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، بسبب إصابته في أوتار الركبة، وابتعد على إثرها من الملاعب نحو شهر. ورغم تماثله للشفاء في النصف الثاني من يناير الماضي، فإن غوارديولا لم يقحمه أساسياً إلا في الـ12 من فبراير الماضي، ليبدأ دياز رحلة التوهج وبناء جدار دفاعي للسيتي.
منذ ظهوره في مباراة أستون فيلا، شارك دياز أساسياً في جميع المباريات الـ 17 الأخيرة للسيتي في جميع المسابقات، والتي لم يتعرض فيها الفريق لأي خسارة، أبرزها تحقيقه سبعة انتصارات في آخر سبع مباريات في الدوري الإنجليزي.
في سياق البريمييرليغ، تعرض السيتي للخسارة 4 مرات، لكن دياز لم يكن حاضراً سوى في مباراة وحيدة منها، وذلك عندما خسر السماوي أمام ليفربول بهدف نظيف في الجولة الـ11.
أرقام السيتي بوجود وبدون دياز بجميع المسابقات هذا الموسم، تشرح الأثر الكبير للاعب، إذ بلغت نسبة الفوز بحضور اللاعب 76.8% بعدد ٢٣ من ٣١ مباراة، بينما لم تتجاوز نسبة الانتصارات في غيابه ٦٣٪، ومعدل الأهداف التي استقبلها السيتي في حضوره لم تزد عن 0.7 هدف لكل مباراة، في حين ارتفعت نسبة الأهداف في غيابه لتصل إلى 1.1.
إلى جانب تأثيره الكبير في تثبيت أركان بيب غوارديولا بسبب تدخلاته القوية، يمتاز روبن دياز بالكثير من الصفات الأخرى، أبرزها امتلاكه كاريزما القائد، الذي لا يتوقف عن توجيه زملائه في الدفاع أكانجي وولكر وقبله ناثان آكي، وتنظيمهم داخل الملعب.
ورغم وضع غوارديولا للمدافع البرتغالي في المركز الثالث بقائمة حاملي إشارة الكابتن بعد إلكاي غوندوغان وكيفين دي بروين، فإن روبن دياز لا يبدو أقل منهما في أحقية ارتدائها، وذلك باعتراف غوارديولا نفسه.
أوضح المدرب الإسباني في تصريحات صحافية عن دياز في مارس الماضي: "الحقيقة روبن لا يلعب المباريات عن نفسه، إنه يخوضها لأجل الجميع"، كناية عن تحمله المسؤولية. وبحسب الغارديان البريطانية، فإن دياز اكتسب جينات القيادة منذ الصغر، إذ كان بالفعل قائداً لفريق بنفيكا الرديف، ومنتخب البرتغال للشباب.
وعن وضعه الحالي في السيتي، علق زميله السابق في فريق بنفيكا تحت 19 سنة البرتغالي داليسيو في حديث نقلته عنه الغارديان: "الحقيقة أنه لا يحتاج إلى شارة على ذراعه الأيسر لكي يُعرف بأنه قائد.. لان الجميع يدرك بأنه كذلك على أرضية الملعب".
هناك عوامل أخرى ساهمت في تألق دياز حالياً، أبرزها التحول الكبير في فلسفة بيب غوارديولا، والذي بات يعتمد بصورة أكبر في المباريات الأخيرة على طريقة 3 ـ2 ـ 4 ـ 1، بدلاَ عن نهجه التكتيكي الذي اشتهر به تاريخياً وهو 4 ـ 3 ـ 3.
نتج عن هذه الخطة: تحرير المدافعين من مهام مرهقة سابقاً مفادها التقدم وبناء اللعب، إلى جانب آخر، تثبيته لمهاجم صريح بدلاً عن المهاجم الوهمي الذي طالما كان أفضل خياراته، وهذا أسهم في الانفجار التهديفي لهالاند حالياً.
بدوره، استفاد دياز من هذا الوضع، بمراقبة أفضل للملعب وحركة المهاجمين، ما أسفر عن تطور كبير في توقعه لخطط خصومه، قبل الانقضاض عليها وشلها تماماً. بشكل عام، وبحال تواصل تألق دياز الحالي، فإن السيتي موعود لا محالة بموسم يكتبه التاريخ في أنصع صفحاته الكروية على مر العصور.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة