"الجيل Z" يقول إنه يشعر بالاشمئزاز من شرب الحليب، والدراسات توضح خسارات منهجية في عائدات صناعة الألبان، هل هذا كابوس آخر للاقتصاد من صنع الجيل؟

للتأكد من هذا الاستنتاج، سألنا أشخاصا من "الجيل زد" عن رأيهم بشرب الحليب، وعبّرت الطابة المدرسية سارة غسان (١٧ عاما) لبلنيكس، عن تفضيلها لبدائل الحليب: "يترك الحليب طعماً غريباً في فمي، وهذا يجعلني أشعر بالاشمئزاز."

وأيدتها الطالبة في جامعة الشارقة دانة الأطرش (٢١ عاما) بأن الحليب لا يحسسها بالاشمئزاز، بل يوجع المعدة من ثقل حليب البقر.

ليس في نطاق الترند

تراجعت مبيعات حليب البقر والتي تعد خسارة منهجيّة بالنسبة لمنتجي الألبان في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، إذ أن الجيل ما بعد الألفية - أي الأشخاص الذين ولدوا بين عامي ١٩٩٥ و٢٠١٠ - لم يعد يشرب الحليب بنفس قدر جيل التسعينيات، ويعود ذلك لسبب "عدم وجوده في نطاق الترند".

استناداً على البيانات الأخيرة الصادرة عن شركة "ديري فارمرز أوف أميركا" ترصد خسارة قدرها 1.1 مليار دولار في عائدات صناعة الألبان في نهاية عام ٢٠١٨.

الشعور بالإحراج

وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية، انخفضت مبيعات الحليب بنسبة ٢٢٪ بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠١٦.

صنعت هذه الأرقام فارقاً كبيراً في نشأة الجيل ما بعد الألفية على قلة ألفتهم لحليب البقر بسبب وجود بدائل الحليب مثل حليب اللوز والشوفان أولاً، والتقزز من الطعمة والرائحة، ثانياً وحتى الشعور بالإحراج لطلبه في المقاهي.

وفي مقابلة مع "بلينكس"، قالت الدكتورة والاستشارية في التغذية العلاجية، ليندا جادالله أن وراء التراجع أسباب عديدة منها "زيادة الوعي حول عدم تحمل اللاكتوز، وتبعات شرب الحليب ساهمت في تمنع الكثير من الناس عن تناوله".

حقوق الحيوان

لكن لجيل ما بعد الألفية رأيٌ أخر، فهو يعتبر نفسه أكثر وعياً في الأمور التي تتعلق في حقوق الكائنات الحية.

حقوق الحيوان تصدرت قائمة اهتمامات الجيل، إذ أعربت الطالبة في جامعة الخليج الطبية، زينب الهرمزي (٢١ عاما) عن قلقها بشأن حقوق الحيوان التي تتأثر من عملية استخراج الحليب "لا أحب شرب الحليب كثيراً لأنه يجعلني أشعر بالذنب، ويمكنني أن أتجنب ذلك من خلال البدائل المتاحة، وتناول الحليب يجعلني أشعر بالاشمئزاز، لذلك أصبحت نباتية".

على الرغم من أن شرب الحليب آخذ في الانخفاض، إلا أن استهلاك الأجبان في أعلى مستوياته، ومنتجات الجبن تبلي بلاءً حسناً بمعدلات استهلاك أعلى من الأجيال الأخرى.

وتشير بيانات بحث "غوغل" إلى أن الاهتمام بالنظام الغذائي النباتي قد ازداد في السنوات الأخيرة في أرجاء العالم الثريّ منذ عام ٢٠١٥، وكنتيجة تضاعف البحث عن "النباتيين" ثلاث مرات في أميركا.