في العراق.. سوق جمعة "أليف"

تبدو هذه الصورة غريبةً لسائح أجنبي مثلاً يزور المنطقة، لكن أهل السليمانية خصوصاً والعراق بشكل عام اعتادوا على تواجد السوق الأقدم في البلاد لبيع الطيور والحيوانات وسط المنطقة الكردية، حتى أن تربية الحيوانات وبيعها في هذا السوق الأشبه بالبازار أصبحت مهنة ذات أسرار وخبايا وربح مادي معقول للعراقيين أقدم أسواق بيع الطيور والحيوانات وسط العاصمة العراقية بغداد.

تتطلب مهنة بيع الحيوانات بهذه الطريقة حنكة كبيرة في التجارة، ووقوفاً في الشمس منذ بداية اليوم حتى قبيل الغروب، لكن الملفت هو وجود العديد من النساء العراقيات اللواتي يعملن بتجارة الحيوانات في السوق، وهي مصدر الدخل الوحيد لبعضهن.

إحدى هؤلاء النساء، هي نجاة عثمان، التي أحبت الطيور منذ صغرها، مما دفعها للبحث عن أنواعها ومعرفة المزيد عنها، لتصبح بائعة للطيور في السوق الأسبوعي في منطقتها.

واكتسب السوق شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، إذ يزدحم في أغلب الأسابيع التي يفتح فيها، وتقول نجاة لأسوشيتد إن السوق أصبح "وجهة مفضلة للناس من مناطق أخرى. لدينا أشخاص قادمون من بغداد ومدن رئيسية أخرى".

في السوق الذي تُفتح بسطاته كل يوم جمعة منذ أربعينيات القرن الماضي، تعتمد أسعار الحيوانات على نوعها ومدى ندرتها.

زوج من الأرانب البلدية في السوق يكلف حوالي 15 ألف دينار عراقي (10 دولارات).

وزوج السناجب يصل سعره إلى 45 ألف دينار (30 دولاراً).

وتتراوح أسعار القطط بين 70 ألف و75 ألف دينار (50 دولاراً).

ويمكن أن يصل سعر الببغاء إلى ما يقرب من 100 دولار.

لا تعتبر العراق موطناً أصلياً للببغاوات، فهي تعيش في المناطق الاستوائية، وهي حيوانات جميلة المنظر ونادرة مما يجعلها غالية الثمن. يعيش الببغاء من ٦٠ إلى ٧٠ سنة، لذا فهو رفيق صاحبه على مدار سنين يستطيع أن يتعلم خلالها نطق أصوت أشبه بكلام البشر.

العراقيون يحبون الببغاوات ويربونها في المنازل، حتى أن صفحات كثيرة لمحبي الببغاوات في العراف موجودة على فيسبوك. يتبادل العراقيون فيها خبرات تربية الببغاوات مع بعضهم البعض. من هذه الصفحات صفحة "رابطة محبي الببغاوات في العراق" التي يتابعها أكثر من ٢١ ألف شخص.

ينظر تجار السوق إلى الحيوانات على أنهم مصدر رزقهم. هذا ما يقوله إسماعيل إبراهيم الذي يبيع طيور العندليب في السوق منذ ١٢ عاماً. لكن الطبيبة البيطرية والناشطة في مجال حقوق الحيوان، لوين حسن تقول إن ما يثير قلقها بشدة هو "بيع الحيوانات بهذه الطريقة، وهي موضوعة في أقفاص".

تعتبر لوين نفسها صديقة للحيوانات ولا تستوجب أن "يسمح للجميع بشراء وبيع الحيوانات دون أي قواعد"، حسبما قالت لأسوشيتد برس. وخلال حديثها انفعلت لوين بحرقة وقالت: "نحن نتحدث عن الأرواح هنا. هذه ليست ممتلكات، إنها كائنات حية".