لايف ستايل

موريتانيا.. نساء يحتفلن بطلاقهن بتمويل من "لمحرش"

نشر

.

Bouchra Kachoub

في حفل طلاق جمع نساء موريتانيات من مختلف الأعمار بواحة وادان وسط البلاد، وقفت الأم سالكة بلال لتزف للحضور بشرى طلاق ابنتها إزلخي قائلة: "الانتباه يا سيدات – لقد أصبحت بنتي إزلخي الآن مطلقة!"

صحيح أن بعض المجتمعات تنظر إلى الطلاق كـ"وصمة عار"، لكن في موريتانيا تحظى المطلقة عادةً بتكريم واحتفال لا يقل عن الاحتفال الذي تحظى به العروس.

صحيفة "نيويورك تايمز" سلطت الضوء على تجربة الموريتانيات مع الطلاق، ونقلت عن عالمة الاجتماع نجوى الكتاب قولها إن الطلاق في موريتانيا لا يعتبر عيبا، بل وساماً يجذب مزيداً من الرجال الباحثين عن زوجة ذات خبرة في الحياة الزوجية.

وتعتبر الصحيفة تقاليد الطلاق في موريتانيا إرثاً ثقافياً قديماً قدم الدهر، مشيرة إلى بروز الاحتفال بالطلاق حديثاً على مواقع التواصل الاجتماعي، والترويج له على نطاق واسع.

إجراء سهل

الرجل الموريتاني هو الذي يتقدم بإجراءات الطلاق من الناحية القانونية، لكن ذلك يتم عادة سبب إصرار المرأة.

بالنسبة لحضانة الأطفال، تحظى النساء بالأولوية على الرجال، لكنهن قد يعانين من عدم مبالات أزواجهن في دفع نفقات أطفالهن.

بعد انتهاء إجراءات الطلاق وفترة العدة، تنظم المطلقة حفلا وتستضيف صديقاتها والنساء من عائلتها الكبيرة، حسب ما وصفه الصحفي الموريتاني محمد الأمجد في مقال له على موقع الاندبندنت.

"كان من العادات السائدة أن يمول هذا الحفل رجل يسمى "لمحرش" أي المتحرش بالمرأة، والساعي لإغاظة زوجها السابق، وقد يقدر له أن يتزوج منها".

ويضيف الأمجد أن المرأة الموريتانية تعتبر تعدد زيجاتها مؤشراً على رغبة الرجال فيها، فتقول مثلاً "أنا أم تسعة طبول"، أي ضرب الطبل تسع مرات بمناسبة زواجها.

ويشير الباحث محمد محمود ولد الغيلاني إلى أن التقاليد الاجتماعية تسلب المرأة من حقوقها لأنها تمنعها من الحديث عن أي شيء مادي قبل الزواج كما تحرم عليها المطالبة بحقوقها المادية في حالة الطلاق.

ويرى الباحثون أن سبب سهولة الطلاق في موريتانيا هو سهولة الزواج.

في موريتانيا، لا توجد إحصائيات دقيقة بنسب الطلاق، لكنّ تقريراً يعود لعام 2015 أصدرته وزارة التنمية الموريتانية يشير إلى أن نسبة الطلاق بلغت 31 بالمئة، وأنّ 60 بالمئة من حالات الطلاق تحدث بعد خلال السنوات الخمس الأولى من بعد الزواج.

الطلاق فرصة

بلال، وهي والدة إزلخي، اختارت بعد طلاقها أن تستثمر في تطوير نفسها لتصبح طبيبة صيدلانية، وهي الآن ترشح نفسها لتصبح أول عضوة في الهيئة التشريعية الوطنية لوادان.

بعد اكتشاف بلال خيانة زوجها لها، قررت الطلاق منه واستكمال دراستها. وبالرغم من طلب زوجها بالرجوع له مرة أخرى، رفضت ذلك.

وترى موريتانيات أن الطلاق يمنحهن حريات لم يحلمن بها قبل الزواج أو أثناءه، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".

لكن الطلاق في موريتانيا يتعايش مع تقليد آخر وهو الزواج، إذ أنه من الشائع أن يختار الآباء لبناتهم العريس بأنفسهم كما يمكن تزويج البنات في سن جد مبكر.

تفيد صحيفة "نيويورك تايمز" أن أكثر من ثلث الفتيات بموريتانيا يتزوجن في سن 18 عاما.

ونقلت الصحيفة عن لاكويليا رويل، وهي إحدى فتيات واحت وادان، قولها إنها لم تعلم بزواجها الأول إلا بعد أن أقام والدها حفل الزفاف.

لم يكن لدى رويل لتختار أي من أزواجها الستة. وتقول إنها على الأقل تستطيع أن تختار الطلاق، ما دامت عاجزة عن اختيار الزواج.

بعدما وضعت جيلاني حنائها وتزينت بلباسها الموريتاني التقليدي المعروف بـ "الملحفة"، انضمت المزيد من النساء للحفل وبدأ الغناء والضرب على الطبول والتصفيق.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة