وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التي تأسست في ١٩٤٨، لم تزود عائلة الشلبي بأي من المساعدات منذ ٢٠٠٨، وترى حنان أن توزيع المعونات يخضع للواسطات والمحسوبيات في جنين، وتقول إنها "شاهدة على حالات من الجيران ما زالوا يتلقون مساعدات عينية من الأونروا".

تواصلت بلينكس مع ممثلي المنظمة في فلسطين، عبر الهاتف والرسائل، للرد على ادعاءات حنان، وغيرها من سكان المدينة، إلا أنهم لم يردوا حتى النشر.

لا يقتصر الأمر على المساعدات فقط، فمنذ بداية ٢٠٢٣ يخوض العاملون في مدارس الوكالة إضراباً عن العمل حسب الموقع الرسمي للأونروا. بناء على ذلك، نقلت حنان ابنها ذا الـ٩ سنوات إلى مدرسة خاصة لأن "السنة الدراسية راحت عليه" على حد تعبيرها.

ومنذ ٣ شهور وحتى الآن لا تتلقى عائلة الشلبي متابعة طبية لحالة المرض المزمن عند الأب، لأن المراكز الصحية التابعة للأونروا بدأت إضراباً منذ ٩٠ يوماً "ولا تفتح أبوابها إلا كل شهر مرة لتوزيع أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، ويتم ذلك بدون تسجيل ذلك في سجل المرضى" حسب ما تقول حنان.

بحسب أسوشيتد برس جمعت الأونروا من المانحين مبلغ ١٠٧ ملايين دولار، وأعلنت عن ذلك في ٣ يونيو ٢٠٢٣. وأعلنت الأونروا أنها تحتاج ٣٠٠ مليون دولار على الأقل لتسيير أعمالها وتوفير خدماتها للاجئين الفلسطينيين التي قلت منذ أن قل الدعم الأميركي لها.

ومنذ ١٩٤٨ هاجر الفلسطينيون الذين طردتهم إسرائيل من بيوتهم إلى لبنان، مصر، الأردن، سوريا، وحتى إلى الضفة الغربية وغزة اللتين لم تكونا محتلتين وقتها. في لبنان "لا توزع الأونروا المؤن الغذائية حالياً" حسبما قالت المتحدثة باسم الأونروا في لبنان، هدى السمرا لبلينكس. وهذه السنة قل الدعم الأميركي للوكالة، حيث دعمت أميركا الأونروا بـ٣٤٤ مليون دولار في ٢٠٢٢، بينما لم يتخطَ دعمها الـ٣.٤ مليون دولار في ٢٠٢٣، حسب الموقع الرسمي للأونروا.

وترى هدى في شح الدعم العالمي ما "أثر سلباً على عمل الأونروا في لبنان، وهو ما لمسناه على أرض الواقع". حسبما قالت.

في الضفة الغربية تشمل المساعدات العينية: كيس طحين ٣٠ كيلوغرام، وعدس ٥ كيلوغرامات، قارورتي زيت نباتي كل منهما ٢ لتر، و٥ كيلو أرز. ومن المفترض أن توزع هذه المساعدات كل شهر مرة إلا أن حنان الشلبي تقول "ما كنا نشوفها إلا كل شهرين مرة، وحالياً كل المساعدات مقطوعة". وتضيف حنان أن الأونروا توزع معونات ذات جودة سيئة حيث أنها تطعم أرز الأونروا للدجاج والحمام التي تربيه على سطح منزلها.

في ٢٠١٨ أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ترمب قطع التمويل عن الأونروا وهو تبعه آثار سلبية في حياة ٥ مليون لاجئ فلسطيني يعتمدون بشكل كلي على المدارس والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأونروا، حسب صحيفة الغارديان البريطانية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية وقتها في بيان: "لن تلتزم الولايات المتحدة بعد الآن بمزيد من التمويل لهذه العملية المعيبة التي لا يمكن إصلاحها" متهمةٌ الأونروا بالفساد.

يوجد ٢١.٣ مليون لاجئ في العالم منهم ٥.٨ مليون لاجئ فلسطيني حسب الموقع الرسمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بينما تقول تقارير فلسطينية إن أعداد اللاجئين أكثر من ذلك بملايين عديدة لكن منهم من أخذ جنسية أجنبية أو من أضاع الأوراق التي تثبت أنه لاجئ. حيث نشرت وكالة وفا للأنباء في فلسطين أن عدد اللاجئين الفلسطينيين تجاوز في ٢٠٢٢ الـ٦.٤ مليون لاجئ.