لايف ستايل
.
بين مدينتي أم الفحم والناصرة يتنقل موسى الجالولي، ٢٢ سنة، من بيت إلى بيت مع زملائه لدهان البيوت، يشهدون سويا على أعمال عنف وجرائم في المجتمع العربي داخل إسرائيل. يصف موسى في حديثه مع بلينكس، مطاردة رآها بأم العين بين عائلتين عربيتين تتناحران بالرصاص في الشارع ظهرا.
يبدو سياق ما يرويه موسى، متسقا مع حادث يوم الخميس ٨ يونيو، الذي يوصف بأعنف حادث جنائي بين فلسطينيي الداخل منذ سنوات، والذي راح ضحيته ٥ قتلى في بلدة يافة الناصرة في إطلاق نار، سبقه بـ ٢٠ دقيقة فقط حادث إطلاق نار أصيبت فيه طفلة، ٣ أعوام ووالدها، ٣٠ عاما، في كفر كنا القريبة من الناصرة.
موقع تايمز أوف إسرائيل يفيد بارتفاع حاد في جرائم العنف الدامية يمكن رصده منذ تولي إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن الداخلي أواخر ديسمبر، بحسب منتقديه، لافتا إلى أن معظم حوادث القتل تقع في بلدات مختلطة.
مشهد المطاردة الذي رآه موسى قبل شهرين من اليوم "كان هوليووديا. سيارتان من نوع رينج روفر تطاردان سيارة مرسيدس صغيرة ويخرج من شباك الرينج الأول شخص يحمل مسدساً ويفتح الرصاص كالمطر على المرسيدس"، بحسب الجالولي الذي يصف يلفت النظر إلى التصاعد الكبير في الشجارات المسلحة بين أبناء عرب الداخل.
ما يقوله موسى تؤكده الأخبار الفلسطينية والصحف الإسرائيلية، التي أكدت قتل إسرائيل 162 فلسطينياً منذ بداية 2023، بينما تشير تقارير منظمة مبادرات إبراهيم الإسرائيلية إلى أن فلسطينيي ٤٨ قُتل منهم خلال المشاجرات العنيفة ٩٧ شخصاً منذ بداية هذا العام فقط.
سمع موسى عن "شباب الحريري" كثيراً؛ لسببين، الأول لشهرتهم الواسعة داخل الخط الأخضر على حد تعبيره، ولعرض القوة الذي يتباهى أفرادها بامتلاك السلاح وممارسة العنف عبر السوشيال ميديا، حتى أن وزراء عديدين وقادة في الجيش والشرطة ورئيس الوزراء وحتى رئيس الدولة خرجوا بتصريحات عن ملاحقة بعض أفراد عائلة الحريري. ويتوزع أبناء هذه العائلة على الناصرة وأم الفحم أول مدينتين عربيتين داخل الخط الأخضر.
ارتفاع عدد الضحايا جراء النزاعات الداخلية، لم يكن أمرا مستغربا لموسى، بل وصفه بـ "المتوقع" معللاً إياه بـ"انتشار عمليات النصب والاحتيال وتجارة المخدرات والسلاح في المجتمع العربي داخل إسرائيل".
الاعتراف بسطوة عائلة الحريري ووصولها إلى درجة غير مسبوقة في الانتقام من خصومها، جاء على لسان وزير الأمن الداخلي السابق عومر بارليف الذي قال إن "عائلة الحريري تستطيع الوصول للخصوم حتى وإن كانوا داخل سجن إسرائيلي محصن"، بحسب هيئة البث الإسرائيلي بالعربية، مكان.
كما يتهم الإسرائيليون عائلة الحريري، يتهم فلسطينيو الداخل الحكومة الإسرائيلية وبالأخص رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بأنهم يتعمدون التغاضي عن انتشار السلاح في القرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
الاتهامات الفلسطينية والإسرائيلية لانتشار الجريمة المنظمة في أوساط الفلسطينيين، يشير إليها عضو الكنيست عن الجبهة العربية للتغيير أيمن عودة بتغريدة له على تويتر، ظهر فيها بعبرية شديدة اللهجة قائلاً "الذين يريدون محاربة الجريمة، عليهم أن يطردوا بن غفير فوراً، هذا إهمالٌ لن نتسامح معه، حتى لو اضطررنا لأن نغلق الدولة لإيقاف شلال الدم هذا".
يشير موسى إلى معاناة سكان المناطق العربية من حوادث القتل وجرائم العنف وانتشار المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة في مقابل نجاح الشرطة الإسرائيلية في محاربة الجريمة وسط صفوف الإسرائيليين من اليهود، وهو ما تظهره نتائج تحقيق استقصائي أجرته صحيفة هآرتس يخلص إلى أن الشرطة الإسرائيلية اكتشفت وتابعت ٢١٪ فقط من جرائم القتل في المناطق العربية، في مقابل هذه النسبة استطاعت الشرطة فك ألغاز جرائم القتل في المجتمع اليهودي بنسبة نجاح وصلت إلى ٧٦٪.
يستكمل التحقيق الاستقصائي لـ هآرتس الذي تابع تفاصيل ١١١ جريمة قتل وقعت في العام ٢٠٢٢ في المجتمع العربي داخل إسرائيل، لم تفك الشرطة إلا لغز ٢٣ جريمة منها، راح ضحيتها أشخاص لا علاقة لهم بالعصابات المسلحة، بعضهم كان نساء، ١٣ سيدة، و٨ أطفال، منهم طفل بعمر السنتين وآخر عمره ٤ سنوات.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة