"أمي ليست ألطف شخص وأنا كذلك".. فاقد العاطفة ينقلها جينيا؟

الطب النفسي يقول يجيب بـ"لا" على السؤال السابق، إذ للصدمات العاطفية ارتباط وهمي بينها وبين الجينات وبيولوجية الإنسان.

الدكتور النفسي وائل علي يصفها أنها "عملية تعلم من الأجيال السابقة وخاصةً أهالينا والصدمات العاطفية لا يمكن أن يورثها الإنسان".

"من الصعب أن أنجز مهام نطلب تركيزا فائقا، فأنا أنجز العمل على دفعات مع أخذ استراحات"، تشرح لبنى، وتصف حياتها بأنها خالية من الصدمات العاطفية فهي واجهت "عقبات بسيطة كأي إنسان عادي"، لكنها "متأثرة جداً بسلوك أمها".

يفسر الدكتور وائل موقف لبنى في ٣ جوانب:

• النمو الجسدي الذي يتجسد في القدرات البدنية، والصدمات النفسية تؤثر على حركة الإنسان الطبيعية وتجعله غير محفز أو متشوّق للأنشطة اليومية التي تطلب التركيز والتفاعل الجسدي. والجسم لا يستطيع مواجهة المواقف المشحونة بالتوتر، يدخل في حالة "إغلاق كامل" أو "Shut Down" لأنه يتعبرها من الحالات الخطرة.

• يتراجع النمو العقلي بسبب وجود مستويات عالية من الكورتيزول، وهو هورمون الذي تفرزه الغدد الكظرية لتساعد جسم الإنسان في التغلب على المواقف التي تثير التوتر.

وتُظهر دراسات التصوير أنشطة الحصين أو "Hippocampus" وهي المنطقة التي تزود الدماغ بالمعلومات والمعرفة، فهذه المنطقة والقشرة الجبهية في مهام الذاكرة والوظيفة التنفيذية لدى الشباب المصابين بمتلازمة ما بعد الصدمة عند مقارنتها مع الأشخاص الضابطين.

• النمو العاطفي يتباطأ إثر الصدمة، لان التعبير عن المشاعر يصبح أمراً صعباً يتطلب مجهوداً شخصياً كبير، وفي حالة الأطفال العاطفية يواجهون أيضاً صعوبة في إدارة مشاعرهم والتعبير عنها، واللغة لديهم تكون محدودة أيضاً.

وكنتيجة، الصدمة لا يمكن أن تنتقل في جينات الإنسان، لكن يمكن أن تؤثر على تنظيم الجينات (دون تغيير في الحمض النووي)، لأن الجسم يتأثر بكيفية قراءة الحمض النووي.

تعطي مؤسسة "Help Guide" حلولاً تساهم في تحسين الحالة النفسية في محاولة التغلب على تبعات الصدمة، ومنها:

• الحركة لمدة ١٠ أو ٣٠ دقيقة على الأقل يومياً.

• إعادة الاتصال مع الطبيعة.

• إعادة الاتصال مع الأصدقاء.

• النوم بشكل كاف.

• تنظيم النظام الغذائي وجعله صحيّا.