فيديوهات الـthrift shopping أصبحت من أكثر المواضيع مشاهدة على تيكتوك، فلم يعد التصفح على تيكتوك يقتصر على رقصات مبتكرة ووصفات الخبز، لكنه المكان المفضل لمحبي الموضة أيضاً حيث يشارك أكثر من ١.٢ مليار مشاهد اهتماماً بالـthrift shopping.

عودته حملت اسما غربيا لكن المعنى واحد: فهو يعني شراء سلع مملوكة مسبقًا بدلاً من شراء الجديدة. يشارك الشباب الاهتمام بهذه النوعية من الملابس لعدة من الأسباب من أبرزها الحد من الهدر، والاهتمام بالبيئة، وتوفير الأموال.

يقدم الـthrift shopping تجربة مجزية للمتسوق عند الحصول على قطع كانت غالية في السابق، بسعر زهيد، وتزداد المتعة عندما تتمكن النساء من "المكاسرة" في السعر للحصول على القطعة بسعر أرخص وأرخص.

في دول بلاد الشام أصبح الـthrift shopping أساسياً نظراً للأزمات الاقتصادية وتضخم الأسعار الذي لم يعد يسمح للمواطن أو المواطنة من الطبقة الوسطى التسوق من المحلات التقليدية. ولا تقتصر هذه الأسواق على الملابس، فتشمل الملابس، والأثاث، والإلكترونيات أو حتى الكتب، ذات الأسعار الأرخص مقارنة بمتاجر البيع بالتجزئة التقليدية. ويمكن العثور على قطع عالية الجودة، بما في ذلك ماركات المصممين، بجزء بسيط من تكلفتها الأصلية.

بدأ مواليد ما بعد عام ٢٠٠٠ بالتوجه إلى الموضة المستوحاة من التسعينات، لذلك يوفر الـthrift shopping الفرصة للحصول على مقتنيات جديدة، بالنسبة لهؤلاء هذا النوع من الموضة يساعدهم على التعبير عن أنفسهم بطريقة مميزة، على عكس الملابس التي يتم إنتاجها بكميات كبيرة والتي تبيعها المحال والعلامات التجارية الكبيرة والمتوسطة، وبالتالي تقدم متاجر الملابس القديمة كنزا من القطع الفريدة من نوعها.

تكمن إحدى أبرز مزايا الـthrift shopping، بحسب المشاركين في تريند تيكتوك عبر نفس الهاشتاغ، في تأثيره الإيجابي على البيئة، تُنتج مصانع العالم أكثر من 100 مليار قطعة ملابس يتم إنتاجها كل عام، ينتهي الأمر بـ 92 مليون طن في مكبات النفايات. هذا يعني أن ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس ينتهي بها المطاف في مواقع دفن النفايات كل ثانية.

بهذا المعدل الاستهلاكي، من المتوقع أن يرتفع عدد نفايات "الأزياء السريعة" إلى 134 مليون طن سنويًا بحلول ٢٠٣٠، لذلك يستمتع محبي البيئة بالـthrift shopping لأنه يساعد في التخفيف من هذه المشاكل من خلال إعطاء "حياة جديدة" للملابس الموجودة.

في ثقافة يقودها الاستهلاك السريع، غالبا ما يتم التغاضي عن قيمة ونوعية السلع، ويتيح الـthrift shopping إعادة تقييم للملابس القديمة وإعادة النظر في التصميمات الجميلة منها، وفي الغالب تُعرف الملابس القديمة بمتانتها والاهتمام بالتفاصيل، وهي صفات قد تفتقر إلى الملابس الحديثة التي يتم إنتاجها بكميات ضخمة وبطريقة سريعة، دون اهتمام كاف بالجودة والتفاصيل.

• انخفض عدد مرات ارتداء الملابس بنسبة 36٪ تقريبًا خلال 15 عامًا. حاليا يرتدي المستهلك الملابس من ٧ إلى ١٠ مرات فقط قبل رميها.

• ستزيد الانبعاثات العالمية لصناعة الملابس بنسبة 50٪ بحلول عام 2030. إذا بقي الحال في السنوات القادمة، فمن المحتمل أن تتضاعف الانبعاثات العالمية لهذه الصناعة بحلول نهاية العقد.

• صناعة الأزياء مسؤولة عن 20٪ من مياه الصرف الصحي العالمية، ويحتاج الجينز الواحد إلى 7600 لتر من الماء حتى يتحول من نبتة القطن إلى جسم المستهلك عبر خطوط الإنتاج المختلفة، وهذا يعادل أكثر من ١٢ ألف قنينة مياه.

• يتم إعادة تدوير 12٪ فقط من المواد المستخدمة في الملابس. يعود جزء كبير من المشكلة إلى المواد التي تُصنع منها ملابسنا والتقنيات غير الملائمة لإعادة تدويرها.

• ماركات الأزياء السريعة، مثل SHEIN، وZARA، وH&M وغيرها، تنتج ضعف كمية الملابس اليوم مقارنة بحجم إنتاج الملابس في العام 2000.