ستجد عنوانا في صحيفة "الغارديان" البريطانية "نيمار يرقص على قبور ضحايا فيروس كورونا". النجم البرازيلي احتفل لخمسة أيام منذ يوم 25 ديسمبر مع عطلة وأعياد الكريسماس وصولا إلى نهاية العام، رغم زيادة أعداد الإصابات حينها ومنع التجمعات وغيرها من القيود لكنه لم يكترث كعادته. الحفل كان يُدعى Neymarpalooza، في منزل نيمار الموجود في مانغارتيبا.

ريو دي جانيرو حينها كانت من أكثر المناطق التي تعاني من إصابات كوفيد 19، بل كان قد راح ضحية الفيروس القاتل ما يزيد عن 191 ألفا و146، لتكون صاحبة ثاني أعلى عدد وفيات في العالم.

السلطات البرازيلية ألغت عددا من الاحتفالات المهرجانات عشية الكريسماس وحث الأطباء وخبراء الصحة حينها المواطنين على البقاء في المنزل، لكن نيمار لم يلتزم. هاجمت الصحف البرازيلية نيمار، وما كان من ممثليه إلا أنهم نفوا وجود الحفل من الأساس، لتخرج العديد من القنوات والصحف بالرد وأكدت أن الحفل قد حدث وتم الاتفاق مع فرقة ترقص السامبا للأداء فيه.

لطالما وصف نيمار بأنه "مراهق دائم" آخر من وصفه بذلك كان شبكة ESPN، الأمير الصغير الذي يمتلك ميلا لا ينتهي للظهور كطفل مزعج.

وكما يظهر على قميصه، نيمار جونيور، لازال يُعرف نفسه حتى اللحظة كإبن.

فرضت السلطات ما يقرب من 3.3 مليون دولار على نيمار لبنائه بحيرة في قصره بريو دي جانيرو، نفس القصر الذي أقامه به حفلا استمر 5 أيام في نهاية 2020، وهو ذاته الذي يقيم به معظم حفلاته.

أبرز المخالفات التي أوقعت نيمار في الفخ كان القيام بأعمال خاضعة للرقابة البيئية دون إذن، وتحويل مجرى مياه النهر دون تصريح، وإزالة الأراضي واقتلاع النباتات من دون إذن، بجانب الاستجرار غير المصرح به لمياه النهر لبحيرته الصناعية، ناهيك عن أعمال الحفر غير المصرح بها واستخدام رمال الشاطئ.

رغم ذلك لم يتوقف نيمار، السلطات طوقت الموقع وأمرت بوقف كافة الأنشطة، لكن وسائل الإعلام البرازيلية ذكرت أن النجم البرازيلي أقام حفلا جديدا بل وسبح في البحيرة.

نفس النجم، الذي كان في عام 2016 ضمن حملة لمساندة الحياة البرية ضمن مبادرة الأمم المتحدة لحماية البيئة في آسيا والمحيط الهادئ.

مستقبل نيمار بات ضبابيا بعض الشيء، فمن الفريق الذي سيرغب في ضم لاعب لا يتوقف عن الاحتفالات ناهيك عن أنه مصاب منذ مارس 2023، ويرتدي أقراطا من الألماس تقدر بـ10 آلاف دولار، وعقدا ذهبيا لا يفارقه ويحتوي على 500 ماسة بقيمة 40 ألف دولار، حتى أنه لا يمتلك هاتفا عاديا بل من الذهب وقيمته 4500 دولار، ولا يسافر إلا بالمروحية، ولديه طائرتين خاصتين.

ورغم أنه يحصد 36 مليون يورو في العام، إلا أنه لا يجلب للنادي عوائد رياضية أو مالية مثل ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو مثلا.

البعض اتجه لتوجيه أصابع الاتهام لوالده، نظرا لأنه بنى امبراطورية بالكامل حول نيمار ودعم هذه الشخصية، لدرجة أنه حينما اعترف لصديقته بخيانتها وهي حامل، علق والده مشيدا به وبسلوكه وسط استغراب كبير من مشجعي الكرة.

وعلى هذا الأساس يتصرف نيمار، بلا حساب دائما، شكوى لا تنتهي من الحكام، مثلما حدث في كوبا أميركا 2015 وطرده الذي تبعه توديع البرازيل للبطولة، وفي العام التالي قصة مماثلة، وشكواه واحدة أن كل الحكام ضده.

منذ نعومة أظافره لا يكترث تماما إلا لنفسه، حتى حينما فاز بالأولمبياد كاد أن يدخل في مشاجرة مع مشجع.

حتى في برشلونة كان النادي يعاني معه من أجل إقناعه ببعض الالتزام، فعلى سبيل المثال أينما سافر الفريق أو نيمار كان يتبعه مجموعة كبيرة من أصدقائه يطلقون على أنفسهم Toiss.

هم أقرب أصدقائه ووفقا له يساعدونه وينصحونه باستمرار، المجموعة تتكون من 5 أفراد رئيسيين هم جو أمانسيو وجيلمار أراوخو وغويلرم بيتا وألفارو كوسات وغوستافو ألميدا.

وفقا لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فهم يحصلون على راتب شهري مجموعه 11 ألف يورو شهريا ولديهم منزلا مشتركا في باريس.

حفلات نيمار لم تتوقف في أي مكان ريو دي جانيرو، برشلونة، وحتى في باريس، بل وصل الأمر إلى شكوى متكررة من الجيران في بلدة بوجيفال حيث يعيش من الضوضاء المتكررة من جانبه.

نيمار احتفل بعيد ميلاده الـ31 ورغم أنه كان يوما سعيدا في حياته إلا أنه كان شاقا على جيرانه.

أصر الجيران في شكواهم للشرطة على أن تلك ليست المرة الأولى، بل كانت هناك حفلة على سبيل المثال لا الحصر للاحتفال بالفوز بالدوري الفرنسي للموسم الجاري واستمرت حتى الخامسة صباحا.

ورغم ذلك فإن نيمار محظوظ، لأنه غرامة الضوضاء في بلدته بفرنسا تقدر بـ135 يورو فقط، ولا يجد مشكلة في دفعها كل مرة، ما يجعل عمدة البلدة مكتوف الأيدي تجاه الموقف.

ومهما كان الموقف فنيمار دائما ما يجد سببا للاحتفال، حتى وإن تم تغريمه وغلق منزله يحتفل، حتى وإن عانى باريس سان جيرمان خلال الموسم الماضي وكاد أن يخسر الدوري وهو نفسه غائب للإصابة لأشهر، سيحتفل، فهذا طابعه.