تارا تواجه تحديا عندما تحاول فصل نفسها عن هاتفها، حيث تشعر برغبة لا تُشبِع في البقاء دائما "مغمورة" في حياة الناس على السوشيال ميديا. بالنسبة لها، تُعتبر هذه المنصات بوابات تفتح لها أبوابا إلى "عوالم متنوعة ومختلفة" خارج محيطها الحالي.

الدخول في حياة الآخرين ومعرفة أخبارهم الصغيرة وغير المهمة، يشكلان تخفيفا نفسيا يساعدها على نسيان مشاكلها الشخصية، وهل حالة تارا متفردة؟

ووفقًا لاستطلاع أُجري في العام 2018، تبيَّن أن مواليد ما قبل العام ٢٠٠٠، أو جيل Z، هو أحد أكثر الأجيال تعرُّضا للضغوط والإجهاد النفسي، وأن 55% منهم يستخدمون وسائل الميديا كوسيلة للتكيُّف مع التوتر ومواجهة الضغوط. وتبيّن أيضاً أن أبناء هذا الجيل من الشباب حتى منتصف العشرينات من عمرهم يعانون من "أزمات تتعلق بصحتهم العقلية"، حيث حصلت هذه الفئة على نسبة 45%، مقارنة بجيل الألفية أو الـMillennials، مواليد ١٩٨١ حتى منتصف التسعينيات، بنسبة 56%.

تقول صديقة تارا المقربة "كأنها هنا جسديا، لكن ذهنها دائما في مكان آخر. كانت هي التي كانت تقود المرح في السابق، لكن الآن يبدو وكأن وجودها معنا مجرد تمضية الوقت بشكل روتيني".

"بدي ألحق كل شيء"

تارا تحب أن تكون دائماً مشغولة ولا تفوت أية لحظة، فهي تعمل بشكل مستقل لإنشاء محتوى على منصات التواصل الاجتماعي حول يومياتها، وتشمل هذه اللحظات حبها للسفر والاستمتاع بأوقات الترفيه. وتبرر سلوكها هذا بقولها إن 75٪ من الجيل الشاب حتى منتصف العشرينات، يظهرون اهتماما بالعمل في بيئة تسمح لهم بأداء أدوار متعددة ضمن نفس المؤسسة.

لأن "فكرة العمل في التسويق ليومين في الأسبوع والانخراط في تطوير المنتج للأيام الثلاثة المتبقية تبدو منطقية وجذابة تماماً"، تقول تارا إنها تريد أن "تعمل كل شيء في آن واحد" رغم أنه يستنزفها نفسياً، على حد تعبيرها.

للخوف أعراض

على الرغم من أن الخوف من فوات الأشياء، أو الـFear Of Missing Out لا يعتبر حالة مرضية، إلا أن تقريراً نُشِرَ في عام 2021 في مجلة "Technological Forecasting and Social Change" يشير إلى بعض الأعراض المرتبطة به:

• التحقق بشكل متكرر ومرضي، من وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مراقبة أنشطة الآخرين.

• الشعور بالإرهاق العقلي والجسدي نتيجة الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا.

• تجربة مشاعر سلبية عند مقارنة حياتك، بالأنشطة المثيرة التي يظهرها الآخرون على السوشيال ميديا.