لايف ستايل

"أزمة" يحل مشكلة ٩٠٠ حاجز إسرائيلي

نشر

.

Qassam Sbeih

بعد أن تجهز بلباس أنيق واستخدم عطرا جديدا وصله هدية، انطلق عبد الله الوحوش في رحلة المواصلات التي وصفها بـ"القاتلة" من بلده حلحول شمال الخليل إلى بيرزيت شمال رام الله ليحتفل مع أصدقائه وزملائه في الجامعة لحفل تخرجهم. أقامت جامعة بيرزيت يوم الإثنين ٣١ يوليو حفل تخرج الفوج ٤٨ من كلية الآداب، ولأنها جامعة مركزية تقع في مدينة حيوية، تحوي طلابا من الشمال حتى الجنوب، كلهم يمرون عبر حواجز إسرائيلية دائمة، وأخرى طيّارة (متنقلة) كي يتمكنوا من الوصول إلى مدينة رام الله التي تحيط بها الحواجز من كل مداخلها الثلاثة.

الكونتينر يفصل الضفة

يمر عبد الله في طريقه بـ٩ حواجز تقف السيارات أمامها بالطوابير من بلدته حلحول حتى جامعة بيرزيت، ومنذ شهرين بدأ يستخدم تطبيق "أزمة" ليعرف ما ينتظره من ساعات وقوف تام على الحواجز المقبلة.

أكثر ما يزعج الطالب المتوجه لحفل التخرج حاجز "الكونتينر" وهو حاجز دائم على الطريق السريع بين ضواحي القدس وبيت لحم، ويعرف عن هذا الحاجز أنه يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.

يتذكر عبد الله مرات عديدة تم إغلاق فيها الكونتينر ليوم كامل، وتسبب ذلك بأضرار لكل الفلسطينيين، لأن جنوب الضفة يستورد الخضار والفواكه من شمالها خاصة سهل مرج بن عامر المسمى بـ "سلة الغذاء الفلسطيني"، بينما يستورد أهالي الشمال البضائع البلاستيكية من الجنوب حيث تحوي مدينة الخليل مصانع كثيرة وكبيرة لتصنيع الكراسي وأدوات المطابخ البلاستيكية.

تطبيق أزمة

في ٢٠١٦ طوّر باسل صادر، وهو من سكان القدس الشرقية وكان طالبا في الجامعة العبرية في القدس وقتها، طور تطبيقا يفحص أوضاع الحواجز الإسرائيلية ويحدثها باستمرار لمساعدة الفلسطينيين على معرفة أحوال الطرق، وما ساعد على انتشار التطبيق الذي يستخدمه أكثر من ٢٥ ألف فلسطيني حاليا هو سرعته في تحديث أحوال الحواجز وكذلك استخدامه للمصطلحات التي يستخدمها الفلسطينيون للتعبير عن أحوال الحواجز.

الطريق سالكة

يقول عبد الله وهو مستخدم دائم للتطبيق منذ شهرين، إن التطبيق من اسمه يعكس حياة الفلسطيني ويضيف: "اسمه أزمة وهذا مصطلح فلسطيني منتشر بيننا للتعبير عن حالة الحاجز". كذلك يرى عبد الله أن التطبيق برع في وصف حالة الحاجز فوصف الحاجز المفتوح بكلمة "سالكة" وهي كلمة يسمعها الفلسطينيون من شبابيك سياراتهم على بعد كيلو متر واحد من الحاجز، حيث يخرج سائقو السيارات القادمة بالاتجاه المقابل رؤوسهم من الشباك ويصرخون فرحين مبشرين السيارات الذاهبة إلى الحاجز وتصدح حناجرهم بقول "سالكة سالكة" مع ابتسامة تبرز منها أنيابهم.

وبحسب منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، ينصب جيش الاحتلال ١٧٦ حاجزا في الأراضي الفلسطينية، بينما يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل تعرقل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية بـ٥٢٢ حاجزا، بالإضافة إلى ٤٩٥ حاجزا طيارا بالمتوسط شهريا، وذلك وفقا لما نقلته وكالة وفا الفلسطينية.

التلغرام للأكبر سنا

في الجهة المقابلة، لا يؤمن سائق التاكسي نضال الشيخ بفكرة التطبيق وسرعته ويقول نضال لبلينكس "خليه هذا للشباب أنا عمري ٥٣ سنة بفهمش هاي الأشياء".

يعتمد نضال على مجموعات الفيسبوك والتلغرام التي تضم في عضويتها عشرات الآلاف من المشتركين، يعملون بمثابة "وكالات أنباء خاصة بالطرق"، كما يعتمد السائق على علاقاته بزملائه الآخرين ليطمئن على أحوال السير.

ويرى أن جروبات التلغرام أكثر فائدة وتفصيلا، لأن العنصر البشري هو من يزودك بالمعلومات السريعة، وضرب نضال مثالا أنه كان متجها أمس إلى رام الله ليلا وسأل عن أحوال الطرق على مجموعة التلغرام الخاصة بأحوال الطرق فجاءه الرد "المستوطنين بلشوا يتجمعوا على يتسهار" وهذا أعطاه إنذارا ليغير طريقه خوفا من اعتداءات على سيارته.

شعبية مرتفعة لمجموعات تلغرام بين الأجيال الأكبر سنا، بجانب قطاع من الشباب

وكان منتصر إدكيدك، المدير التنفيذي للشركة المطورة لتطبيق أزمة قد صرح أن حياة الفلسطيني دائما ما تحمل الجديد على الصعيد الأمني وأحوال الحواجز لذلك فإن التطبيق في تطور مستمر وسيبقى يتابع الواقع وستعمل الشركة على تحديثه كي يواكب كل ما يستطيع أن يخفف عن الفلسطيني في رحلته بين مدن الضفة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة