"Gen Z" يغيّر أسلوب القراءة.. هل يستبدل الفرنسية بالإنكليزية؟

ناديا، ١٩ عاما، تخبر أن اللغة الفرنسية لم تعد أولويتها، كونها تركز على الإنكليزية صاحبة الأولوية في سوق العمل. أما ريم، ٢٣ عاما، التي درست هندسة الكمبيوتر، تقول إن الكلمة للتكنولوجيا، ولا نقاش بالفرنسية في الشركة حيث تعمل، بل كل المراسلات بالإنكليزية.

اللغة الفرنسية لم تعد في الصدارة محليا في لبنان، حسب فاضل، التي شددت على أن الميل بات للغة الإنكليزية، وذهب البعض إلى الحديث عن أهمية اللغة الإسبانية كونها لغة إدارة الأعمال. "لكن تبقى اللغة الفرنسية أساسية لتعلم بقية اللغات في العالم، فمن يعرف الفرنسية يمكنه تعلم الإيطالية والإسبانية بسهولة. لأن الفرنسية قاعدة أساسية لتعلم اللغات"، تضيف فاضل.

استخدام اللغة الفرنسية يدخل في يوميات التلميذ اللبناني، وفق المتخصصة بالشأن التربوي، الدكتورة كوليت ضو، التي أوضحت أنها لغة متجذرة في هوية اللبناني منذ الانتداب الفرنسي، وهي متداولة ليس بالمدرسة فحسب، بل في العائلات أيضا.

المسؤولة الأكاديمية قالت في حديثها لـ"بلينكس" أنه لا يوجد أي تراجع في مستوى التحدث باللغة الفرنسية في لبنان، فهذه اللغة يحتاجها الطلاب في الجامعة وفي انفتاحهم على الحياة والعالم.

بعض الشباب اللبناني متمكن على الأقل من ٣ لغات، وهي العربية والفرنسية والإنكليزية، والبعض ذهب إلى حد تعلم لغة رابعة مثل الإيطالية والإسبانية، حسب ضو، التي شددت على أن مستوى اللغة الفرنسية هو انعكاس لأداء ومستوى التربويين والمشرفين اللغويين.

متابعة الجيل زد لوسائل التواصل الاجتماعي توجهه أكثر نحو الإنكليزية، لكن الكثير من العائلات في لبنان تصرّ على التحدث باللغة الفرنسية، حسب فاضل التي أخبرت كيف أن الجيل زد اللبناني يستخدم الحرف اللاتيني خلال الكتابة بالعربية في المراسلات اليومية، خصوصا على الواتساب.

ظهر مصطلح الفرنكوفونية في أواخر القرن الـ١٩، في فرنسا، لوصف الفضاء الجغرافي الجامع بين الناطقين بالفرنسية في العالم. فالمشروع الفرنكوفوني وُلد بفضل إرادة ٤ هم الرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة، ورئيس السنغال السابق ليوبولد سيدار سنغور، ورئيس النيجر سابقا، حماني ديوري، إضافة إلى رئيس وزراء كمبوديا سابقا، نورودوم سيهانوك: ويحتل موقعَ الصدارة في رؤيتهم طموحُهم إلى الاستفادة من استخدام اللغة الفرنسية مما يعزز التضامن، والتنمية، والتقارب بين الشعوب، حسب ما ورد في الموقع الرسمي للفرنكوفونية.

وبناء على ذلك، وقّعت يوم 20 مارس 1970، بنيامي في النيجر، 21 دولة، من بينها تونس، على اتفاقية إنشاء وكالة التعاون الثقافي والتقني، لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتربية والبحث. وفي سنة 1998 أطلق على تلك الوكالة اسم الوكالة الحكومية الدولية للفرنكوفونية، ثم أصبحت، ابتداء من سنة 2007، تدعى المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

لذلك، يجب أن نميز بين اللغة الفرنسية والفرنكوفونية، فالفرنسية هي اللغة المتداولة محليا في لبنان، بعد أن كانت البلاد تحت الانتداب الفرنسي، واعتمدت في المناهج التربوية في الجامعات، ولاحقا جاءت اللغة الإنكليزية وهي لغة الأعمال ليصبح لها الأولوية بسبب دورها في مجالات الاستثمار والعمل والدبلوماسية، وفق فاضل التي أوضحت أن، الفرنكوفونية هي مجموعة قيم ومبادئ تحاول فرنسا نشرها تندرج تحت إطار حقوق الإنسان والديمقراطية.