يعتقد الباحثون أن هناك عدة أسباب لهذا الاختلاف. إذ إنه من الأرجح أن تتمتع النساء العازبات بشبكات اجتماعية قوية، وأن يكون لديهن أصدقاء وأفراد من العائلة يمكنهم دعمهن عاطفيًا وعمليًا، مما يساعدهن على البقاء بصحة جيدة والعيش لفترة أطول.

من المرجح أيضا أن تكون النساء العازبات أكثر قدرة على التحكم في حياتهن. حيث لا داعي للقلق بشأن إرضاء الشريك أو رعاية الأطفال، الأمر الذي يمكن أن يوفر لهن الوقت والطاقة لمتابعة اهتماماتهن الخاصة والعناية بصحتهن.

وأخيرا، قد تكون النساء العازبات أكثر ميلا إلى اتخاذ إجراءات استباقية فيما يتعلق بصحتهن. هن أكثر عرضة للذهاب إلى الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة واتباع توصيات الطبيب.

بالطبع، هناك أيضًا رجال عازبين يعيشون حياة طويلة وصحية. لكن بشكل عام، تشير الأبحاث إلى أن النساء العازبات يتمتعن بميزة معينة عندما يتعلق الأمر بطول العمر.

عادة ما تكون الزوجات أقل سعادة من النساء العازبات، حيث يشعر الكثير منهن بالاستياء من الزواج من الرجل الخطأ. وبالتالي فإن أعدادا كبيرة من الزيجات، تقدر بما لا يقل عن النصف في فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، تنتهي بالطلاق أو الانفصال.

النساء أكثر عرضة لطلب الطلاق والإبلاغ عن شعورهن بالسعادة بعد إنهاء الزواج، إذ لديهن توقعات أعلى للزواج من الرجال، ويطالبن بتواصل هادف وجودة العلاقة.

قد يكون من الصعب تلبية توقعات المرأة من الزواج، مما يزيد من خطر خيبة الأمل والتساؤلات حول ما إذا كان الزواج هو القرار الصحيح.

وفي كثير من الحالات، لا يدرك الأزواج استياء زوجاتهم. وبالتالي فإن الأزواج أكثر عرضة من الزوجات للمفاجأة بطلبات الطلاق أو الانفصال.

المزيد والمزيد من النساء يختارون البقاء عازبات. ويصدق هذا بشكل خاص في آسيا، حيث جمعت المجتمعات التقليدية منذ فترة طويلة الزواج، وتربية الأطفال، ورعاية المسنين في حزمة واحدة للنساء.

في الماضي، كان من المتوقع من المرأة أن تضع أهدافها الشخصية جانبًا وتعطي الأولوية لمسؤولياتها العائلية بمجرد الزواج. لكن مع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل وتحقيق الاستقلال المالي، يقل احتمال قبولهن لهذا الدور التقليدي.

ونتيجة لذلك، يختار المزيد من النساء الزواج في وقت لاحق من الحياة، أو عدم الزواج على الإطلاق. وفي اليابان، على سبيل المثال، تضاعفت نسبة النساء غير المتزوجات بحلول سن الخمسين 4 مرات بين عامي 1970 و2015. وهناك اتجاهات مماثلة في كوريا الجنوبية والصين.

هناك عدد من العوامل التي تساهم في اتجاه عدم الزواج. من بينها ارتفاع تكاليف المعيشة. وفي العديد من البلدان الآسيوية، أصبح من الصعب على نحو متزايد على الأزواج شراء منزل وتربية الأطفال بدخل واحد.

والعامل الآخر هو الدور المتغير للمرأة في المجتمع. ومع ازدياد عدد النساء المتعلمات ودخولهن سوق العمل، تتاح لهن المزيد من الفرص لتحقيق أهدافهن وطموحاتهن.

والأدوار التقليدية للجنسين آخذة في التغير أيضا. ومع تزايد مشاركة الرجال في تربية الأطفال ورعاية المسنين، تشعر النساء بضغط أقل للتوافق مع التوقعات التقليدية.

يعد العدد المتزايد للنساء العازبات في آسيا تغيرًا اجتماعيًا كبيرًا. إنه يعكس القيم والتطلعات المتغيرة للمرأة في المنطقة. كما أنه يشكل تحديًا للمجتمعات التقليدية التي طالما عرفتها مؤسسة الزواج.

أصبحت النساء الآن أكثر حرية في اختيار الزواج. ويواجهن ضغوطا اجتماعية واقتصادية أقل للزواج مما كانت عليه في الماضي. ومع ذلك، لا يزال الزواج القسري للفتيات والشابات مستمرًا في العديد من البلدان، وخاصة في أفريقيا وآسيا. الفقر هو السبب الرئيسي الذي يدفع الآباء لإجبار بناتهم على الزواج.

هناك نتيجة أخرى غير مقصودة لاستقلال المرأة وهي ظهور "حركة العزوبة اللاإرادية".

والـ"Incels" هم شباب يشعرون بأنهم مستبعدون من الرومانسية وليس لديهم سوى قدر ضئيل من الوصول إلى الشريك الجنسي أو لا يمكنهم الوصول إليه على الإطلاق. وهذا يمكن أن يؤدي إلى المرارة، وكراهية النساء، وفي بعض الحالات إلى العنف.