كيف تحولت قرى "هيل" إلى وجهة مفضلة لنجوم البريمييرليغ؟

تقع قرية هيل في نطاق مدينة مانشستر الكبرى، وتبعد بنحو 8 أميال عن جنوب مانشستر المركز.

ويحد القرية من نهر بولين من الجنوب وملعب ألترنكهام للغولف من الشمال.

ويعيش في القربة نحو 15 ألف نسمة، وتعتبر أكبر قرية بين "هيل بارنز" و"باودون" المتاخمتين لها.

أما قرية "هيل بارنز" فيبلغ عدد سكانها 9 آلاف نسمة، وهو نفس العدد من السكان الذي يقطن القرية الثالثة، باودون.

في عام 2010 أكدت دراسة إحصائية أن قرى هيل "وهيل بارنز" و"باودون" جذبت نحو 33 نجما من كبار نجوم البريمييرليغ للعيش فيها، وهو أمر يبدو أن قد ارتفع بشكل كبير هذه الأيام.

"على الدوام كان لدينا الكثير من لاعبي مانشستر يونايتد والسيتي، لكن الآن أصبحنا نرى لاعبين من ليفربول وإيفرتون وليستر سيتي وغيرهم من فرق أخرى"، هكذا جاءت إفادة جاكي أتكينز مدير شركة هيل هومز للعقارات الفاخرة، لموقع "ذي أثلتيك".

من أبرز المقيمين في قرية هيل، نجم ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد، فيما يجاور زميله في الفريق البرازيلي أليسون بيكر كل من مواطنه أنتوني الذي يقطن في منزل بوغبا حاليا، في قرية "هيل بارنز" فيما كان بالقرب منهم كذلك رحيم ستيرلينغ، قبل الانتقال إلى السيتي.

وفي مراحل سابقة، كان ماركوس راشفورد وداني ويلبيك يسكنان بالقرب من بعضهما في "هيل"، وينطبق نفس الأمر على ثنائي السيتي كايل ووكر والحارس جو هارت.

وفي فترة تألقهم في البريمييرليغ، حيث توج ليستر سيتي بلقب تاريخي، كان من نجوم الثعالب داني سيبمسون، وجوني إيفانز، وداني درينكووتر وماتي جينميس، يعيشون أيضا في "هيل"، فيما كانوا يقطعون نحو 100 ميل بحافلة خاصة، للمشاركة في تدريبات ومباريات فريقهم.

وبحسب شهادات سكان قرية هيل، باتت رؤية الهولندي إريك تين هاغ مدرب مانشستر يونايتد وهو يقود دراجته إلى متجر "مارك وسبنسر" أمرا معهودا هذه الأيام، كما عهدوا ذلك من قبل مع مواطنه لويس فان غال وهو ينتظر مطعن دانيلو الإيطالي ليفتح أبوابه لتناول وجبته المفضلة.

كما يقطنها أيضا الآن قائد مانشستر يونايتد برونو فيرنانديز.

ويعيش في قرية "هيل" أيضا منذ سنوات طويلة أسطورة يونايتد الإيرلندي روي كين، إذ دائما ما يشاهد يتنزه رفقة كلبه، كما يقطن في القرية أيضا زميله في تحليل مباريات البريمييرليغ حاليا ميكا ريتشاردز.

في سياق شرحه للطلب المتزايد على منازل قرية هيل، يؤكد مدير شركة هيل هومز للعقارات الفاخرة جاكي أتكينز أن الجميع يعيشيون جنبا إلى جنب في القرية دون تأثير التنافسية على ذلك.

وأضاف: "إنهم يعيشون جنبا إلى جنب هنا، إنها منطقة جميلة، نظرا لوجود عدد منهم، فإن ذلك يساعدهم على التجول في المنطقة بهدوء، تجدهم بشكل طبيعي يدفعون عربات التسوق في متجر سينسبري".

وبالفعل يعيش حاليا لوك شو مدافع مانشستر يونايتد على مقربة من منزل فان دايك مدافع ليفربول، وتجمعها علاقة صداقة.

ويبدو أن نبذ التنافسية هو إرث قديم في القرية، إذ تقام في "هيل" مباراة أسبوعية بين اللاعبين القدامى في البريمييرليغ اللذين يعيشون فيها وقراها المجاورة.

إلى جانب من يعيشون أيضا في قرى "المثلث الذهبي" الثلاث، وهي ("ويلمسلو" و"ألدرلي إيدج" و"بريستبري" وهي كذلك لا تبعد عن قرى "هيل"، ويعيش فيها الكثير من المليونيرات البريطانيين.

وكانت "ألدرلي إيدج" تحديدا مكانا لعيش كل من ديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو وكارلسو تيفيز من قبل.

لأشخاص في وضع نجوم البريمييرليغ حاليا، فإن أكثر ما يبحثون عنه هو الأمن، والهدوء، إلى جانب بعض الخصوصية، وهو ما توفره قرية هيل.

وبحسب "ذي أثلتيك" تحتوي جميع منازل النجوم في القرية على نظام حماية وأنظمة إلكترونية متطورة لمكافحة السرقات.

وحتى في حال اقتحام لصوص للنظام الإلكتروني الدقيق، فإن جميع المنازل مزودة بـ"غرف حماية" محصنة، يلجأ إليه أفراد المنزل، قبل دخول اللصوص إليه.

وفي منطقة برودواي الصغيرة داخل قرية هيل، لا توجد إحداثيات لشوارعها على قائمة (خرائط غوغل)، من أجل حماية ساكنيها، كما يمنع فيها المشي على الأرجل، وكذلك ركوب الدراجات وترويض الكلاب، وحتى الترحيل العمومي للطلاب من وإلى المدارس.

كما توجد نقاط حماية على رأس كل شارع للتدقيق في الداخل والخارج، وهذا أمر ضاعف من إقبال اللاعبين والأثرياء من نجوم الفن والأعمال بالسكن فيها.

وإلى جانب ذلك، تحف شوارع قرية هيل أشجار كثيفة، كما يوجد بها مستشفى (بريوري) الذي يقدم خدماته مقابل اثمان باهظة، ومواقف ومراكز تسوق ومطاعم فاخرة.