قل ولا تقل.. كيف تشرح الحرب للأطفال؟

الحديث عن الحرب مع طفلك يتطلب اختيار توقيت مناسب يشعر خلاله الطفل بالأمن والراحة، على ألا يبدو حديثك كتدخل مفتعل أو معد مسبقا.

كن حريصا أيضا على عدم فتح الحديث قبل خلود الطفل للنوم مباشرة.

من المدرسة أو ربما وسائل التواصل الاجتماعي، على الأرجح حصل طفلك بالفعل على قدر من المعلومات عن الحرب. عليك أن تسأله عما يعرف بالفعل، وكيف يشعر حيال تلك المعلومات التي وصلته.

تلك هي اللحظة المناسبة لتصحيح معلومات طفلك بشأن النزاع، فقد يكون الصغير غير مدرك تماما للمسافة الجغرافية بين محل إقامته ومنطقة القتال، لذا عليك أن تؤكد له أنه في مكان آمن وأن الصراع سوف ينتهي.

أكد لطفلك أيضا أن مشاعره بشأن الأحداث طبيعية تماما.

كما عليك أن تتحكم في مدى تعرض طفلك لمواد إعلامية متعلقة بالحرب، عن طريق إغلاق قنوات الإخبارية في وجود الأطفال أو تحديد استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي، عليك أيضا أن تجعل حديثك معهم عن الحرب بسيطا ومناسبا لفئتهم العمرية دون أن يتضمن معلومات خاطئة.

تُصيب الحرب البالغين بالقلق والتوتر تماما كالصغار، لكن التحدي المهم أثناء التحدث مع الصغار هو ألا تمرر لهم قلقك ومخاوفك الشخصية، وألا تُفصح بمعلومات زائدة عن الحد بشأن متاعبك مع الأحداث الجارية، إذ يستمد طفلك جزء من أمنه الشخصي من ثقتك وأمنك.

راقب كذلك انفعالات الصغار لتتأكد من أن قلقهم لا يزيد بفعل المحادثة.

استقطع من مشهد الحرب القاتم بعض القصص الإيجابية، عن متطوعين أو منقذين أو نشطاء من أجل السلام يحاولون إيقاف الحرب وقصها على طفلك لتساعده في رؤية نقطة إيجابية في وسط النزاع، شجع طفلك أيضا ما إذا رغب في المشاركة بالرسم أو كتابة قصة أو قصيدة لإنهاء الحرب.

تجنب كذلك تمرير الصور النمطية المرتبطة للأطفال، كثنائيات الطيبين والأشرار، كي لا تشجع الطفل على ممارسة التمييز والتنميط.

قبل إنهاء المحادثة عليك التأكد من أن طفلك لا يشعر بالقلق والتوتر إزاء الحديث، وحاول تكرار المحادثة بشكل دوري للإجابة على أسئلة الطفل المستجدة ومساعدته على التعامل مع مشاعره.