"""شوفلي حل"".. لماذا يتابع التونسيون مسلسلا قديما حتى الآن؟"

مثل مسلسلي "فريندز" الأميركي و"ونيس" المصري، هناك إجماع جماهيري وفني على نجاح سلسلة "شوفلي حل" رغم بساطة القصة.

نشاهد قصة طبيب نفسي (سليمان الأبيض) وإدارته للصراعات الكلاسيكية بين زوجته ووالدته، بالإضافة إلى خلافاته مع صاحبة العمارة (جنات) التي أرغمته على مشاركته قاعة استقبال العيادة حيث تستقبل بدورها الزبائن الراغبين في الحصول على تنبؤات لمستقبلهم.

فجنات قارئة فنجان وتمتهن التنجيم،ويتناول السيناريست حاتم بلحاج ثنائية علم النفس والشعوذة، وما بينهما من تناقضات في إطار كوميدي ومبسّط خاصة مع بروز شخصية (السبوعي) الفريدة، وهو شقيق الدكتور سليمان وصهر العرافة، الذي تدور معظم حلقات المسلسل حول المتاعب التي يسببها للمحيطين به بسبب سذاجته.

وعن أسباب النجاح المبهر لمسلسل عادي بالمقاييس الدرامية، يقول المختص في علم الاجتماع معاذ بن نصير إن "شوفلي حل" ظاهرة تستحق الدرس لأنه يحظى باهتمام كل شرائح المجتمع التونسي، ومختلف الشرائح العمرية داخله.

ويضيف أن هذا الواقع "يدفعنا للقول إنه نجح في إضحاك التونسيين بأسلوبهم الخاص، بمعنى أن شخصياته تشبههم وأحداثه تتناول مشاغلهم وواقعهم على طريقة كوميديا الموقف دون تكليف أو تصنّع من خلال إظهار طباع كل التونسيين المختلفة عبر أبطال العمل أو من خلال المرضى الذين يزورون سليمان وجنات بعيداً عن التهريج والوعظ".

يضيف بن نصير أن من بين أهم مكونات "هذه الوصفة السحرية"، حنين التونسيين لفترات سابقة حيث كانت مشاكلهم تشبه مشاكل عائلة سليمان، التي تمثّل تجسيما للطبقة المتوسطة في تونس قبل تغييرات سنة 2011، فيميل شق واسع من التونسيين إلى الهروب من واقعهم الصعب إلى ماضٍ يعتقدون أنه كان فيه استقرارهم.

رغم النجاح الجماهيري غير المسبوق للعمل، يصرّ كاتبه حاتم بلحاج على ضرورة أن تتوقف القناة عن بثّه.

فهو يرى أن الإعادة المتكررة أضرّت بالممثلين، فلم يعد المشاهد يريد أن يراهم في أعمال أخرى، ويصر على مقارنة أدائهم بأدوارهم في "شوفلي حل" فيُدفعون إلى تكرار أنفسهم لنيل رضا المشاهد.

يوضح بلحاج، أحد أشهر كاتبي السيناريو في البلاد، أنه رغم حصد القناة لأرباح مالية من عائدات العرض، فهو وكل فريق العمل لا يتقاضون أي مقابل لضعف قانون الملكية الفكرية في تونس.

ويُردف بلحاج مستدركاً أنه رغم كل ذلك، لا يمكنه أن يقاضي القناة أو يطلب منها ودياً التوقف عن البث، لأن "شوفلي حل" يحظى ببساطة بما يسميه "مشروعية نسب المشاهدة"، فأكثر من مليوني تونسي مازالوا يتابعونه إلى اليوم.

مع الإشارة إلى أن فريق العمل رفض إنتاج جزء جديد من السلسلة الهزلية الأكثر شعبية في البلاد دون الممثل سفيان الشعري (السبوعي) الذي توفي سنة ٢٠١١.