"الشرطة في خدمة المناخ".. هكذا تقلص أبوظبي بصمتها الكربونية

في جناح "الشرطة المستدامة" التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي في المنطقة الخضراء بمؤتمر المناخ، عادة ما تبدو الدهشة على وجوه الزوار الذين يسألون المقدم أحمد محمد بن هادي عن علاقة الشرطة بقضية المناخ.

ولكي يشرح لهم الأمر يضطر للعودة بالزمن عقد كامل للوراء، عندما أصبحت فكرة الاستدامة جزءا من الاستراتيجية الرسمية لشرطة الإمارة، فيشرح المقدم بن هادي في تصريحات لبلينكس أن شرطة الإمارة تحاول دمج مفهوم الاستدامة في كافة التفاصيل، اعتمادا على بنية تحتية تجعل تحرك سيارة الشرطة من مكان لآخر ومن ثم ترك بصمة كربونية أمر غير شائع.

فيقول بن هادي: "أدخلنا إلى جميع مباني الشرطة موضوع الاستدامة، والآليات المستخدمة في شرطة أبوظبي تقلل البصمة الكربونية.. وجميع خدماتنا صارت خدمات إلكترونية".

ربما ترغب في الإبلاغ عن حقيبة ضائعة، أو تقديم شكوى، في كل الأحوال، لم يعد عليك استخدام سيارتك والمساهمة في احتراق ليترات من الوقود كي تحصل على الخدمة، إذ أصبحت أغلب الخدمات الشرطية متوفرة بشكل رقمي على تطبيق إلكتروني.

ولا يعني سعي الشرطة لتخفيض بصمتها الكربونية وبصمة المتعاملين معها أنها لن تضطلع بدورها في حالات الطوارئ، فيؤكد بن هادي أنه من خلال التطبيق ذاته يمكن للمستخدم أن يرسل استغاثة "SOS"، والتي تصل بدورها إلى غرفة العمليات معززة بموقع الشاكي الجغرافي الدقيق.

في بعض الأحيان تتعلق الشكاوى والبلاغات الشرطية بموضوعات شخصية تتطلب شيئا من السرية، حتى ذلك النوع من الاستغاثات لا يتطلب التوجه بالضرورة لمركز الشرطة، إذ يمكن للشاكي أو الشاكية التواصل مع رقم هاتفي خاص معزز بإمكانيات الخصوصية.

وفقا لبن هادي كان من الممكن لحوالي ٩٠٠ ألف معاملة شرطية شهريا أن تتطلب رحلة بالسيارة لمركز الشرطة، إلا كافة تلك المعاملات تحولت للصيغة الرقمية.

قبل نحو ٣ أعوام اهتز العالم أجمع على خلفية جائحة كوفيد ١٩، هلع في كل مكان، حظر للتجوال وتباعد اجتماعي لشهور طوال، وفقا لمقدم بن هادي، لم يؤثر ذلك على نمط العمل المستدام لشرطة أبوظبي فيشرح الأمر قائلا: "في وقت محدد كان يجيك تنبية ما حد يطلع من البيت.. إحنا الجهة الوحيدة بالعالم اللي ما طلعت دورية في هذا الموضوع.. تم الرصد بالكاميرات والردارات".

اعتمادا على البنية التحتية لإمارة أبوظبي، لم تتمكن الشرطة فقط من الحد من البصمة الكربونية، لكنها في الوقت ذاته ساهمت هذه الخطة في منع اختلاط عناصر الشرطة مع الأفراد تطبيقا لقواعد التباعد الاجتماعي.

دوريات الشرطة وطريقة قيادتهم عادة ما تتطلب الكثير من التدريب بمركبات فعلية، وتطبيقا لمبدأ الاستدامة أيضا، تختصر شرطة أبوظبي تلك الخطوة في بعض الأحيان، إذ باتت توفر لضباطها ورجال الدفاع المدني تدريبات ونماذج محاكاة اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، مما يخفض في ميزانية البرامج التدريبية بالإضافة إلى توفير بصمة كربونية كبيرة قبل وقوع الحوادث الطارئة ذاتها.