صحتك العقلية ليست وحدها ضحية "شريكك النرجسي"

أحد الآثار الجسدية الأساسية للتواجد مع شخص نرجسي هو ارتفاع مستويات التوتر التي تعاني منها الضحية. غالبا ما يخلق النرجسيون بيئة من التوتر المستمر والتلاعب وعدم القدرة على التنبؤ، مما يؤدي إلى التوتر المزمن. تتضمن استجابة الجسم للتوتر إطلاق هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يمكن أن يؤدي عند ارتفاعه على مدى فترات طويلة إلى مجموعة من المشكلات الصحية.

تم ربط مستويات الكورتيزول المرتفعة بحالات مثل ارتفاع ضغط الدم، وضعف وظائف المناعة، وزيادة الوزن، وأنماط النوم المضطربة.

يمكن أن يظهر الاضطراب العاطفي الذي تعاني منه العلاقة مع شخص نرجسي أيضا في التغيرات الجسدية المتعلقة بعادات الأكل ووزن الجسم.

ويلجأ بعض الأفراد إلى الطعام كآلية للتكيف، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، بينما يعاني البعض الآخر من فقدان الشهية وفقدان الوزن لاحقا بسبب القلق والتوتر المستمر.

علاوة على ذلك، غالبا ما يستخدم النرجسيون أساليب مثل انتقاد الجسد، أو شكله، مما يزيد اضطرابات الأكل. وتظهر حالات مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي أو اضطراب الشراهة عند تناول الطعام نتيجة للصورة الذهنية المشوهة.

يمتد الاضطراب العاطفي الناجم عن العلاقة النرجسية إلى عالم النوم. ويمكن أن يؤدي القلق المستمر والخوف من التلاعب إلى اضطراب أنماط النوم. ويصبح الأرق والكوابيس والليالي المضطربة من الأمور الشائعة التي تواجهها الضحية يوميا ما يؤدي إلى التعب والشعور الدائم بالإرهاق.

وقلة النوم عادة تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الجسدية، بما في ذلك ضعف الوظيفة الإدراكية، وضعف الاستجابة المناعية، وزيادة التعرض للأمراض المختلفة.

تقول الدكتورة أماندا لوندبيرغ، توجد علامات واضحة للتعرف على الشريك النرجسي، أهمها:

• المعاملة السيئة والسلوك المهين على المدى الطويل: النرجسيون لا يلاحظون الألم الذي يسببونه، بل يريدون فقط تحقيق هدفهم المباشر.

• السيطرة على السلوك : يستمر هذا السلوك في التصاعد بمرور الوقت حيث يطلب النرجسي المزيد من الوقت والاهتمام.

• العزل الاجتماعي: يسعى الشخص النرجسي لعزل شريكه ليصبح النرجسي المصدر الوحيد للدعم.

• عدم الثقة: مع تزايد العزلة الاجتماعية، قد لا تثق الضحية بالآخرين. وتتفاقم الحالة بسبب أكاذيب النرجسي وتلاعبه بحيث تعتمد الضحية فقط على المعتدي من أجل "الحقيقة".

• تجاهل الحدود: لا يُسمح لضحايا سوء المعاملة باتخاذ قراراتهم الخاصة أو الانفصال عن المعتدي.

العيش مع نرجسي يؤدي إلى العديد من المشاكل، أهمها:

• متلازمة ضحية الإساءة النرجسية: هو مصطلح يصف بشكل جماعي الآثار المحددة والشديدة في كثير من الأحيان للتلاعب النرجسي. على الرغم من أن هذه ليست حالة صحية عقلية معترف بها، إلا أن العديد من الخبراء يعترفون بأن الإساءة النرجسية يمكن أن يكون لها تأثير خطير وطويل الأمد على الصحة العقلية والجسدية.

• ترابط الصدمة، Trauma bonding، والمعروفة أيضا باسم متلازمة ستوكهولم في بعض السياقات، هي ظاهرة نفسية تحدث عندما يطور الشخص علاقة عاطفية مع شخص مسيء أو ضار. يعتبر هذا الارتباط متناقضا، حيث يشكل الضحية رابطة قوية مع نفس الشخص الذي يسبب له الضيق أو الأذى. وغالبا ما يرتبط الترابط الناتج عن الصدمة بالعلاقات المسيئة.

بعد تعرضهم للإساءة النرجسية، يجد العديد من الأشخاص أنفسهم عالقين في دائرة حيث يستمر المعتدي في الاتصال بهم بعد انتهاء العلاقة. فالانفصال عن النرجسيين ليس سهلا، بالمرأة، على سبيل المثال، تعود إلى معنفها بمعدل ٧ مرات، حتى لو كانت هي التي أنهت العلاقة سابقا.

لذلك يقول الخبراء:

إذا أردت الانفصال عن شريكك النرجسي، لا تفعل الأمر لوحدك، ابحث عن مختص يمكنه المساعدة في إرشادك .

اعترف.. أنت لست المذنب

الجزء الأهم في ترك شريكك النرجسي هو الاعتراف بأن العلاقة أصبحت سامة للغاية حيث لا يمكن الاستمرار فيها. ومن المفيد تذكير نفسك بأنك فعلت كل ما بوسعك وأن الأمور في بعض الأحيان تكون خارجة عن سيطرتك.

حدود واضحة

قبل أن تترك شريكك، يجب عليك أن تضع حدودا واضحة. إن معرفة كيفية وضع حدود صحية يمكن أن تساعدك على حماية صحتك العقلية وتمنعك من المزيد من التعرض للتلاعب.

انفصل بالكامل

إذا انفصلت لا تبقى على تواصل مع النرجسي. حاول أن تخلق لنفسك بيئة جديدة وابتعد بالكامل، وجرب أن تتعرف على أشخاص جدد وتخلق ذكريات جديدة لا ترتبط بشريكك السابق.

حافظ على الهدوء والتركيز

يتطلب أي تفاعل مع شخص نرجسي أن تظل هادئا ومركزا. سيساعدك الحفاظ على التحكم العاطفي خلال هذا الوقت العصيب على اجتياز العملية بفعالية وأمان. ويمكنه أيضا تقليل احتمالية الضرر الناجم عن المواجهات.

وحاول أن تظل هادئا باستخدام الطرق التالية:

• استخدام التأمل الذهني

• ممارسة تمارين التنفس العميق

• ممارسة اليوغا

• الاعتماد على نظام الدعم الخاص بك