لماذا نفشل في تحقيق أهداف السنة الجديدة؟

وفقا لدراسة أجرتها جامعة سكرانتون وجمعتها Statistic Brain، فإن 8% فقط من الأشخاص ينجحون في تحقيق قراراتهم للعام الجديد.

وتسلط هذه الدراسة الضوء على الجهود الكبيرة التي يقوم بها الأفراد لتحويل تطلعاتهم وأهدافهم إلى واقع.

لفهم مشهد الحلول بشكل أفضل، ولماذا أغلبها يفشل، دعنا نستكشف الأهداف التي يحددها الناس لعامهم القادم وفقًا لاستطلاع Forbes Health/OnePoll لعام 2024:

• تحسين اللياقة البدنية: 48% من الناس يضعونها في أهدافهم للسنة القادمة. ويعكس هذا القرار الرغبة في اتباع أسلوب حياة أكثر نشاطًا وصحة.

• تحسين الأوضاع المالية: 38% من الناس يضعونها في أهدافهم للسنة القادمة. ويعد الوضع المادي مصدر قلق كبير للكثيرين، حيث يهدف معظمهم إلى تعزيز رفاهيتهم الاقتصادية.

• تحسين الصحة العقلية: 36% من الناس يضعونها في أهدافهم للسنة القادمة، ويلاحظ في العالم زيادة التوجه نحو الطب النفسي وتقبل الناس لهذا الموضوع.

• إنقاص الوزن: 34% من الناس يضعونها في أهدافهم للسنة القادمة، ويظل فقدان الوزن هدفا سائدا، مما يدلل على السعي الدائم للحصول على جسم أكثر صحة ورشاقة.

• تحسين النظام الغذائي: يرى 32% من الناس أنهم بحاجة لتحسين نظامهم الغذائي، وهو ما يتماشى مع الهدف الأوسع المتمثل في تحقيق صحة أفضل بشكل عام.

بحسب الدراسة، يتم اتخاذ العديد من القرارات تحت ضغط مجتمعي، وليس لاستعداد الشخص نفسه. وهذا غالبًا ما يقود الشخص إلى تغيير ظاهري دون اقتناع داخلي، وما يلبث قليلا حتى يعود كما كان.

وتقول الدراسة إن التقدم الفعال يتطلب مراقبة ذاتية متسقة. سواء مع تتبع إجراءات اللياقة البدنية أو العادات المالية، فإن غياب التقييمات المنتظمة يمكن أن يعيق التحفيز ويعوق التغيير المستدام.

أسباب أخرى تشرحها الدراسة تتعلق بالتخطيط وتوقع التحديات المحتملة، ويرى الخبراء أن توقع العقبات ووضع إستراتيجيات للتغلب على النكسات أمر ضروري لتحقيق الإنجاز على المدى الطويل.

لكن تحذيرا يظهر في الدراسة من أن المبالغة في تقدير استعداد الفرد والتقليل من صعوبة الرحلة يمكن أن يؤدي إلى الفشل، لذلك ترى الدراسة أن الاعتراف بالتحديات ونقاط الضعف أمر بالغ الأهمية لتحديد الأهداف الواقعية.

الفهم العميق لسبب السعي وراء الهدف بالنسبة لك أمر بالغ الأهمية. لذلك تنصحك الدراسة بالتعرف على دوافعك، ومعالجة مخاوفك، والتأكد من أن الهدف يتوافق مع قيمك الأساسية. وينصح الخبراء بالتقييم الذاتي المتكرر من مراقبة التقدم والتعلم من النكسات والبقاء في مزاج التحمس لتحقيق الأهداف، وكذلك يرون أنه من المهم تقدير الانتصارات الصغيرة وحتى الاحتفال بها.

بالنسبة لواقعية الأهداف، عليك أن تبدأ بأهداف سهلة قابلة للتحقيق تساهم في تحقيق أهداف أكبر، وتقسيم القرارات إلى خطوات يمكن التحكم فيها يعزز الشعور بالإنجاز ويدعم الدافع. وينصح الخبراء بتقبل الانتكاسات إن حصلت لأنه لا مفر منها. ويكون الحل لذلك من وجهة نظرهم باعتبار التحديات على أنها فرص للتعلم والتكيف وتعزيز الالتزام بدلا من اعتبارها فشلا.

لأننا على أعتاب عام جديد، فلنتناول القرارات بمنظور جديد. ومن خلال إدراك الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات الفشل واعتماد إستراتيجيات عملية للنجاح، يمكننا تحويل تطلعاتنا إلى إنجازات ملموسة. إن رحلة تحسين الذات هي ماراثون، وليست سباقاً سريعاً، وكل خطوة إلى الأمام، مهما كانت صغيرة، هي انتصار يستحق الاحتفال.