هل يشهد العالم "خطرا بيئيا" لا رجوع عنه؟

يتسبّب انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أوكسيد الكربون، في كونهافي الغلاف الجوي، ما يتسبّب الاحتباس الحراري.

تتحدّث كنزي عزمي عن أضرار التغير المناخي على كافة الأصعدة، الغذائية، والاجتماعية، والسياسية والاقتصادية. ذلك باعتبار أن هذا التغير يؤثر على الموارد الطبيعية بشكل مباشر، ويسبّب عوامل جوية متطرّفة متل الفيضانات، وحرائق الغابات، وموجات الحر، والجفاف والتصحّر. الأمر الذي يؤدي إلى قلة السيادة الغذائية والمياه، التقليل من جودة التربة، والتلوّث، وضعف في سبل معيشة الإنسان، وهجرة داخلية، وحتى الحروب.

هناك دول الجنوب، من ضمنها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعاني من "السخونة" أسرع من المتوسط العالمي، وبالتالي قد تعاني من الجفاف والتصحّر بشكل لا رجوع منه. وهذا من آثار التغير المناخي الأخطر، لأنه يؤثر على المجتمعات المحلية الفقيرة، بحسب عزمي.

اعتُمد مبدأ "الملوّث يدفع" PPP - Polluter Pays Principle، من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD عام ١٩٧٢. يتحمّل الملوّث "تكاليف إجراءات تتّخذ لتخفيف التلوث، حسب مدى الضرر الذي يلحق بالمجتمع، أو مدى تجاوز المستوى المقبول للتلوث".

يقوم هذا المبدأ على العدالة المناخية، وتعتبر الدول المسبّبة تاريخياً في أزمة التغيّر المناخي هي التي نسبتها في التلوث أكبر، مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين وإنكلترا وفرنسا، والشركات الكبرى التي أنشأتها هذه الدول.

يترتّب على هذه الدول دفع الضرائب والرسوم، التي تساوي حجم الضرر الذي تسبّبت به، وأن تكون الأموال متاحة لكل المجتمعات الأكثر عرضة للتغيّر المناخي. ذلك من خلال صناديق مخصصة لدعمهم، كصندوق الخسائر والأضرار.

"لو لم نتمكّن من الحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، في منتصف هذا القرن، سنصل إلى مرحلة لا رجوع عنها.. وفرصتنا ستمرّ من أجل الاستمرار في العيش على كوكب آمن"، كما تقول كنزي.

إنّ تحقيق مبدأ "الملوّث يدفع"، يساهم في تمكين المجتمعات والدول الأكثر تأثراً بالتغيّر المناخي أن يحدّوا من آثاره الجانبية. لكن هذه الخطوة وحدها ليست كافية، بل يجب على دول الشمال العالمي اتّباع خطوات أخرى منها: الحدّ من استخدامهم للوقود الأحفوري، وزيادة استثماراتهم في الطاقة المتجددة، والمساهمة في التحوّل العادل للطاقة المتجدّدة النظيفة في بلاد دول الجنوب العالمي.

تلوّث البيئة هو ارتفاع نسبة الطاقة في النظام البيئي كالإشعاع، والحرارة، والضجيج، أو زيادة كميّة المواد السائلة أو الصلبة أو الغازيّة دون إمكانية تحليلها أو إعادة تدويرها، أو تحويلها إلى مواد غير ضارة.

من أهمّ أنواع التلوّث: تلوّث التربة، وتلوّث المياه، وتلوّث الهواء، والتلوّث الضوئي، والتلوّث البلاستيكي، والتلوّث الضوضائي.

يعتبر التلوّث البيئي مشكلة عالميّة، لأنّه يؤثر على نمط الحياة و"سلامة" الكوكب. كما يؤثّر سلباً على صحة الإنسان، وعلى البيئة وحياة الكائنات بشكل عام، خاصة وأنّ الكائنات الحيّة تعتمد على مكونات الأرض من الماء والهواء.

تلعب هذه الجمعيات دوراً مهماً، في مجال التوعية حول قضايا البيئة. وتعتبر قمة المناخ فرصة لحثّ قادة الدول والرؤساء وصنّاع القرار، إلى أخذ قرارات جدّية في مجال البيئة.

ولا يقتصر دور الجمعيات والمنظمات على التوعية فقط، بل يتمّ الاعتماد على أساليب مختلفة: وسائل التواصل الاجتماعي، website، وسائل الاعلام، التعاون مع صنّاع المحتوى والمؤثرين لتقديم محتوى خاص بالتغيّر المناخي بطريقة مبتكرة، القيام بمبادرات تخدم البيئة وتصل إلى الرأي العام.

وتضيف كنزي: دورنا ليس فقط التوعية، بل "مراقبين، ونلاحق الالتزامات التي تصدر عن رؤساء الدول والشركات، لأننا نمثل فئة كبيرة من المجتمع، كوننا نأتي بصوت المجتمعات المحلية التي نمثّلها ونرفع صوتهم خلال المفاوضات".

على صعيد الأفراد:

• التقليل من استخدام البلاستيك واستبدالها بمواد يمكن إعادة استخدامها.

• إعادة التدوير.

• الحدّ من هدر المياه والطاقة.

إلى جانب المبادرات الفردية، هناك المبادرات على صعيد الدولة. ذلك من خلال إصدار قوانين صارمة بحقّ الانتهاكات البيئية، وإلزام الشركات المصنّعة بإنتاج منتجات صديقة للبيئة وتتمتع بمعايير معينة. لذلك، تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الشركات المصنّعة للمواد، وعليها التفكير ليس فقط بالربح المادي بل أيضاً بالأثر البيئي والصحي للكوكب.