هل تنجح "الخطّابة الاصطناعية" في استمرارية العلاقة؟

ستشهد مدينة روتردام الهولندية، زواج الفنانة أليسيا فراميس من خطيبها ثلاثي الأبعاد AiLeix. هذا الزوج الافتراضي الذي خلقته أليسيا عبر الـAI، هو مزيج من أصدقائها السابقين، بحثاً عن علاقة تدوم أطول، وفق ما ذكر موقع designyoutrust.

وتسعى أليسيا للحصول على تأمين ورهن عقاري، مع زوج من الذكاء الاصطناعي.

سيكون الزواج قانونيًا، يليه حفل عشاء للمدعوّين من العالم الحقيقي والرقمي. وبعد الزواج، سيسافران في رحلة حول العالم، وينقلون هذه التجربة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي محاولات افتراضية أخرى، هناك حفلات زفاف تمت عبر الميتافرس منها:

• أول حفل زفاف بالميتافيرس في الولايات المتحدة، عام 2021، للثنائي تريسي (٥٢ عاماً) وديف غانيون (٦٠ عاماً). وكان الثنائي قد التقيا افتراضياً في وظيفة مكتبية قبل 6 سنوات.

• زواج الميتافرس لـ داينش أس بي و Janaganandhini Ramaswamy، في الهند.

هناك من يؤمن بالحب من أول نظرة، وحب "القصص" الخيالية التي تنتهي بالزواج، وهناك من يؤمن بأنّ التوافق والتكامل بين الشخصين هو وراء نجاح العلاقة.

لذلك يعمل الخبراء على تحديث بعض الطرق الجديدة التي تساعد الناس على تحديد اختياراتهم للشريك الذي يتوافق معهم من مختلف النواحي: التوافق العقلي والاجتماعي والعاطفي، في جهود ضخمة تمولها مواقع وتطبيقات الزواج والمواعدة والتعارف بين الجنسين، حيث يوجد أكثر من 5000 موقع من هذه المواقع حول العالم.

تعتمد هذه التقنية على طريقتين في جمع المعلومات:

• في الأولى، يتمّ جمع معلومات عن الراغبين في الزواج وبناء العلاقات العاطفية، عن طريق إجابات المشتركين في المواقع والتطبيقات على مجموعة من الأسئلة الشخصية. وهذه التجارب تعتمد على خبراء وعلماء متخصصين بـ "علم النفس الحاسوبي" (Computational Psychology)، الذي يجمع بين القدرة التقنية والتخصص في علم النفس.

وتشمل هذه الفئة أيضاً تحليل الشخصية، من خلال السلوك اليومي على الإنترنت وما ينشرونه على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. ويمنح المشترك الخبراء صلاحية الدخول على رسائله الخاصة، والمعلومات الخاصة بالأماكن التي يذهب إليها، وما يبحث عنه على محرّك غوغل. كما هناك تحليل للشخصية العاطفية: حركات الجسد أثناء تعارفه على شخص آخر، تحليل صوته وصورته.

• أما الطريقة الثانية، يشارك في بنائها علماء النفس، وتقوم على البحث عن النماذج الناجحة في العلاقات الزوجية والعاطفية، من خلال تحليل تجارب المتزوجين، ودراسات الحياة الزوجية، ونظريات العلاقات الشخصية. وهي معلومات قد يتمّ جمعها من خلال شركات، تجمع ملاحظات معينة من الاختصاصيين في العلاج الزوجي وتحوّلها لبيانات منظمة يمكن الاستفادة منها في الإرشاد الزوجي وإقامة نماذج للزواج الناجح.

تتّخذ مواقع التعارف حيّزاً مهماً في العلاقات العاطفية، وتملك قاعدة معلومات عملاقة عن التجارب الناجحة التي تمت من خلال مواقعهم. بعض هذه المواقع ذهبت أبعد من تحليل البيانات، لتطلب تحليل الـDNA للمشتركين في الموقع. ذلك باعتبار هناك جينات تسمى بـ MHC تحدد الشخص الذي تنجذب إليه، بحيث يعتقد البعض أنها وسيلة لإيجاد الشريك المثالي في حياته. ومن بين مواقع التعارف DNA Romance الذي يتنبأ بالكيمياء الرومانسية بين الأشخاص والتوافق الشخصي، من خلال فحص الحمض النووي.

ومن بين وسائل التعارف الأخرى، هناك مواقع تستخدم تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality VR)، بهدف خلق لقاءات عاطفية افتراضية بين الشخصين، من دون وجود لقاء فعلي، إلى أن يحدد كل منهما مدى رغبته بالطرف الآخر.