لإيلون ماسك وجوه أخرى

صورتك الذهنية عن ماسك قد تكون شديدة القرب من الواقع، رجل شديد الانشغال، يدير عدة شركات ويحضر عدد من الاجتماعات التنفيذية رفيعة المستوى في اليوم الواحد.

لكن البعض ممن تقاطعوا مع وقائع تعاطي ماسك لمواد مخدرة، يضيفون للوحة لمسات أخرى، فماسك يحضر حفلات حول العالم تحظى بمستوى من السرية، إما عن طريق منع الحضور مع إدخال هواتفهم للحفلات أو عن طريق توقيع إقرارات بعدم الإفصاح عما يشهدوا.

هناك يتعاطى ماسك عقاقير إل إس دي والكوكايين وغيرها من المواد المخدر، بحسب تقرير حديث نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

يعتقد مقربون من ماسك أيضا أنه يتعاطى المواد المخدرة بشكل مستمر، خاصة مخدر الكيتامين، مما يثير قلقهم بخصوص حالة الملياردير الصحية ومدى تأثر أعماله.

المقربون من ماسك ليسوا الشخصيات القلقة الوحيدة في المعادلة، فهناك مدراء وأعضاء مجلس الإدارة في شركات ماسك، الذين يخشون من أن استخدام ماسك غير القانوني للمواد المخدرة يعرض عقود سبايس إكس الحكومية للخطر على سبيل المثال.

ويزعم تقرير وول ستريت جورنال أن إحدى مديرات تسلا السابقة ضاقت بسلوك ماسك المتقلب، ومشكلة تعاطيه للمواد المخدرة حتى أنها لم تترشح لإعادة انتخابها في مجلس إدارة تسلا عام ٢٠١٩.

لكن محامي ماسك أليكس سبيرو، ينفي تلك المزاعم، إذ يؤكد أن ماسك يخضع لاختبارات تعاطي مخدرات منتظمة وعشوائية في شركة سبايس إكس، ويتخطى جميعها.

حسنا، تلك ليست المرة الأولى التي يتقاطع فيها اسم ماسك مع مخدر الكيتامين، ففي منتصف العام ٢٠٢٣، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا تقرير يفيد بإن ماسك يتعاطى مخدر الكيتامين بجرعات منخفضة للغاية لعلاج الاكتئاب، بحسب تقرير أعده موقع فوربس.

بعد فترة وجيزة، عبر ماسك عن رأيه الخاص في مسألة علاج الاكتئاب على حسابه على تويتر، إذ هاجم عقاقير مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، التي تعمل على علاج الاكتئاب والتي تعرف اختصارا بـ إس إس آر آيز، زاعما أنها تحول الأشخاص لـ "زومبيز".

أضاف ماسك أنه "وفقا لما رأي مع أصدقاء"، فإن تناول الكيتامين أحيانا، خيار أفضل.

توقفت سردية ماسك لدى الإفصاح عن تجاربه مع "الأصدقاء" فيما يخص الاكتئاب، إلا أنه تحدث بأريحية مشهود بشأن إصابته بمتلازمة أسبرجر، واضطراب طيف التوحد.

كان ذلك خلال أحد مؤتمرات "تيد" للعام ٢٠٢٢ في كندا، بحسب موقع أكسيوس.

وقال ماسك عن طفولته: "كنت أميل إلى أخذ الأمور على نحو حرفي، تبين أن ذلك كان خاطئ، فلم يكن الناس يقولون ما يعنون بالضبط، فهناك معان أخرى كثيرة. لقد استغرق الأمر الكثير كيف أعي ذلك".

لم تكن تلك سردية ماسك الخاصة، بل إشارة أوردها الكاتب والتر إيزاكسون، وذلك من خلال سيرة ماسك التي كتبها ونُشرت في كتاب عام ٢٠٢٣، مرجحا احتمالية إصابة ماسك بالاضطراب.

في كتابه، يفرد إيزاكسون مساحة للحديث عن طفولة ماسك، وعلاقته المضطربة بوالده، فيتطرق لواقعة تعرض فيها ماسك للتوبيخ الشديد من والده بعد أن انتهى به الأمر في المستشفى إثر شجار مدرسي، بحسب موقع الغارديان البريطاني.

تطرق إيزاكسون أيضا لتعرض ماسك للتنمر في إحد معسكرات البرية في جنوب أفريقيا، وتعرضه للضرب والتعنيف من قبل الزملاء، بحسب موقع فورتشن.