هل يستبدل الذكاء الاصطناعي الطبيب؟

يتوسّع نشاط الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، خاصة في التشخيص وزيادة كفاءة الرعاية الصحية وكيفية إدارة العلاج. ويتّسم AI بهذه الميزة، إذ أنه يتمتّع بمجال واسع من البيانات والخوارزميات والتحليلات، التي تتكيّف باستمرار مع احتياجات الرعاية الصحية والمرضى.

وبوجود كمية هائلة من المعلومات التي تتبيّن للطبيب عند القيام بتشخيص المريض، يسهل على الذكاء الاصطناعي الاطلاع على أكبر عدد ممكن من الصور، وبالتالي يساهم في تسريع القدرات التشخيصية للطبيب في تحديد الحالة.

من المؤكّد أنّ الذكاء الاصطناعي لن يحلّ بشكل كامل محلّ الطبيب، لكنه بالتأكيد يساهم في تسهيل التشخيص الطبي والجراحة، ومن بين مهامه:

• الكشف المبكر عن المرض من خلال سرعة قراءة البيانات وتحديد الحالة.

• قدرة عالية في الكشف عن العديد من الأمراض والعيوب الخلقية، وأمراض القلب، والعديد من المشاكل الجلدية. وبالنسبة للأبحاث في الأمراض السرطانية، فهي "أرض خصبة للذكاء الاصطناعي" كما يقول Andre Esteva الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ArteraAI. وسيشكّل الـAI ثورة في علاج السرطان وخفض معدّل الوفيات الناتجة عنه.

• الحدّ من أداء الطبيب للمهام الإدارية، وقضاء وقت أطول مع المرضى.

• تطوير طرق التشخيص: التصوير المقطعي المحوسب، والموجات فوق الصوتية، والتصوير الشعاعي للثدي وعلم الجينوم.

• ويمكنه أن يساعد على سد النقص، في الحصول على الخدمات الصحية في البلدان والمجتمعات المحلية.

• تعزيز الأبحاث الطبية وتطوير الأدوية.

• تخصيص العلاج، من خلال النظر في الملف الجيني للمريض وعوامل نمط الحياة والاستجابات العلاجية من مرضى مشابهين

• في العمليات الجراحية، يساهم الذكاء الاصطناعي في التخطيط الجراحي قبل العملية، ويقدم الإرشاد أثناء العملية، ويتم دمجه في الروبوتات الجراحية.

"على غرار كل تكنولوجيا جديدة، ينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات ضخمة تؤهله لتحسين صحة ملايين الأفراد في العالم، بيد أنه قد يساء استخدامه وقد يتسبب في إلحاق الضرر، شأنه شأن كل تكنولوجيا"، يقول Dr. Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

في تقرير لمنظمة الصحة العالمية، تمّ الحديث عن مخاطر وتحديات، ترتبط باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، وتأثيرها على سلامة المرضى والأمن السيبراني والبيئة. وينبغي على الحكومات ومقدمي الرعاية، أن يتعاونوا على معالجة الشواغل المتعلقة بالأخلاقيات وحقوق الإنسان في كل مرحلة من مراحل تصميم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها ونشرها. ذلك بالاعتماد على قوانين والتزامات حقوق الإنسان القائمة، والقوانين والسياسات الجديدة التي تكرّس المبادئ الأخلاقية.

من ضمن هذه التحديات:

• مشاكل الخصوصية والأمان، استخدام البيانات الصحية بأساليب غير أخلاقية.
• التحيز في التشفير في الخوارزميات.
• تفوّق المصالح التجارية لشركات التكنولوجيا والحكومات، على حقوق ومصالح المرضى والمجتمعات.
• أداء النظم المبرمجة على البيانات التي تستقى من الأفراد في البلدان مرتفعة الدخل، قد لا يكون متوافقاً للأفراد في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.
• حدوث بعض الأخطاء الطبية
• عدم إتقان شريحة واسعة للعاملين في الرعاية الصحية للتقنيات الرقمية.

تدخل مجموعة من التساؤلات، ضمن خانة المخاطر التي تنتج عن تدخّل الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي:

• من المسؤول عن الاستخدام الخاطئ للذكاء الاصطناعي في التشخيص، والتوصيات العلاجية الخاطئة؟
• هل الطبيب مسؤول عن التشخيص الخاطئ للمريض، في حال رفضه اعتماد الذكاء الاصطناعي؟
• هل سيساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في حدوث أخطاء طبية جديدة؟

على الرغم من الفوائد المتعدّدة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي الطبي، إلا أنّ الـAI ليس بديلاً عن الطبيب. دوره يكون مكمّلاً لدور الطبيب ومساعداً له، خاصة وأنّ "الإحساس" كما الخبرة هما مهمّان في التشخيص، وهو ما لا يتمتّع به الذكاء الاصطناعي.

• الذكاء الاصطناعي ليس كائناً بشرياً، والمريض يحتاج إلى شخص للتحدّث معه والتفاعل معه عاطفياً ونفسياً، وليس فقط تشخيص حالته ومتابعة حالته.
• الطبيب يعمل بطريقة غير نمطية، بحيث يبحث عن كل احتمال أثناء التشخيص.
• الفحص الجسدي ضروري للمريض في بعض الحالات، وهذا أمر يعجز الذكاء الاصطناعي على القيام به.

من الأدوات التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي الطبي، في الرعاية الصحية:

• قناع الشبكة العصبية الترشيحية المناطقية Mask R-CNN: التي تساعد في حلّ مشكلة تقسيم الأجسام داخل الصور، ويمكنها فصل كائنات مختلفة في الصورة أو الفيديو.
• منصة Nvidia التي تساهم في تطوير تطبيقات متعلّقة بمجال تحليل الصور، والبحث العلمي واكتشاف الأدوية.
• منصة Hippocratic AI لتعزيز التشخيص والعلاج الطبي. من مهامها: تحسين الدقة والكفاءة في التشخيص، وضع خطط العلاج الشخصية.

• الـ Merative التي تسعى لإجراء تشخيصٍ طبيّ دقيق، وتخصيص خطط العلاج بناءً على بيانات المريض الفردية
• برنامج Viz.ai الذي يعمل على اكتشاف الأمراض خاصة التي يصعب تشخيصها، وتنسيق العلاج.
• منصة Regard التي تسهّل الأعمال الإدارية للطبيب وفحص المعلومات الخاصة بكل مريض.
• الـEnlitic الخاص بتحليل الصور الطبية، ويساعد أطباء الأشعة في التحليل وإصدار التقارير. كما يعمل على تحليل ما بعد القراءة، ومقارنة تقارير الأشعة مع الصور المقابلة لضمان دقة عالية في تشخيص الحالة.