كيف تحمي صحتك من مخاطر العمل الليلي؟

من أجل خدمة الآخر بشكل أفضل أو الشركة، فإنّ الأشخاص الذي يعملون بدوام ليلي هم أكثر عرضة لتأثيرات سلبية على صحتهم الجسدية كما النفسية. ومن أهم الانعكاسات على المدى القصير التعب والإرهاق وعدم انتظام الحياة الاجتماعية.

وعلى المدى البعيد، يتحدّث الخبراء في مجال الصحة عن:

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

• السمنة ومرض السكري.

• السرطان.. دراسة نشرتها The American Association for Cancer Research، تبيّن أنّ خطر إصابة النساء بسرطان الثدي يرتفع ٣.٣٪، كل ٥ سنوات من العمل الليلي.

• نقص فيتامين D.

• الاضطرابات في الجهاز الهضمي.

• تلف الحمض النووي، وهو تغيير في البنية الأساسية له.

وعن السبب وراء هذه الانعكاسات الصحية لدوام العمل الليلي، فإنّ ذلك يعود إلى تغيّر في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم. فهي مبرمجة عادة للعمل في النهار، ويكون الجسم في أعلى درجات نشاطه وتركيزه وحركته، أما الليل فهو للنوم والراحة والحفاظ على جهاز المناعة، بحسب ما ذكره موقع Sleep foundation.

هذا وتتأثر الساعة البيولوجية بعدد من هرمونات الجسم، منها:

• الميلاتونين، وهو المسؤول عن تنظيم عملية النوم والاستيقاظ. والمعروف أنّ هذا الهرمون يُفرز في الظلام، ويتقلّص تركيزه عند العمل ليلًا.

• الكورتيزول، وارتفاع هذا الهرمون في الليل عادة يؤثر على نشاط الجسم، ويرفع ضغط الدم ونسبة السكر في الدم، ممّا يزيد من احتمال الإصابة بداء السكري.

• الأدرينالين، ويؤدي ارتفاع مستويات هذا الهرمون عندما يعمل الإنسان ليلًا، إلى اضطرابات في القلب وتجلّطات نتيجة الضغط النفسي والكآبة، بالإضافة إلى انخفاض هرمون التستوستيرون.

إنّ "ادّخار" النوم من خلال النوم الجيّد من أهمّ النصائح لكل من يعمل بدوريات ليلية. ومن النصائح الأخرى للتقليل من تأثير العمل الليلي على الصحة:

• اعتماد نظام غذائي غني بالبروتين، الذي يساعدنا في البقاء يقظين، وتجنّب الإكثار من النشويات التي تسبّب النعاس.

• شرب الماء بشكل مستمرّ، من أجل تجنّب الجفاف الذي يسبّب ارتفاع مستوى الهرمونات في الجسم.

• العمل في غرفة مضيئة، لأنّ الضوء هو إشارة اليقظة بالنسبة إلى ساعتنا البيولوجية، كما تقول جويل أدرين، المتخصصة في الأمراض العصبية ومديرة البحوث في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية في باريس. ويُنصح بأن يكون لون الضوء أزرق بدلاً من الضوء الأصفر.

• تقسيم المهام، بحيث البداية تكون مع المهمات المعرفية التي تحتاج إلى تركيز أكثر، ثم القيام بالمهام الأقلّ حاجة إلى التركيز.

• تناول القهوة باعتدال، فالكافيين يقلّل من تأثير مادة الأدينوسين، التي تجعلنا نشعر بالتعب.

• المحافظة على الشعور بالدفء، باعتبار أنّ حرارة الجسم تنخفض كثيراً بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً، والشعور بالبرد يؤدّي إلى تشتّت التركيز.

• النوم مباشرة في الصباح عند العودة من العمل، وتهيئة بيئة مناسبة تُشعرك كأنك في الليل (إقفال الستائر لتأمين الظلمة المناسبة، وعدم الرد على الهاتف، والابتعاد عن أي شيء قد يصدر صوتاً يوقظك).