"محترف صلصال" في عمّان.. نافذة أصحاب الهمم إلى العالم

يقول الثلاثيني أيمن لبلينكس "انتظر يوم الثلاثاء من كل أسبوع حتى أذهب إلى المحترف وأتعلم الرسم والصلصال، وأيضاً الخط العربي، وشاركت مع الأصدقاء لوحات عديدة، وتمكنت من رسم البورتريه للشخصيات العالمية، إضافة إلى رسم الطبيعة من جبال وسهول ووديان، وغير ذلك من لوحات".

بعد ساعات من الرسم، يتوجه إلى منزله حاملاً معه فرحته التي لا توصف ويواصل في غرفته متابعة هذه الموهبة التي ورثها عن والده الذي لا يبخل في توفير كافة ما يحتاج له.

في المحترف يلتقي أيمن مع أقرانه من أصحاب الهمم، الذين أتاحت هذه التجربة لهم وفقا لما جاء على لسان أهل أيمن، عدداً من المميزات، أبرزها خروجهم من المنزل ومن العزلة التي يعانون منها، فضلاً عن شعورهم بالثقة بالنفس، وهذا تحقق مع الوقت بعد أن اندمجوا في أعمالهم الفنية، واستطاعوا أن يخرجوا مشاعرهم على الورق وأن يتلقوا من الآخرين ردود فعل إيجابية على رسوماتهم.

في هذه المساحة الفنية، يواصل الفنان التشكيلي هاني علقم، وهو مشرف محترف الرسم، الاجتماع مع هؤلاء الشباب وتوجيههم في أعمالهم.

هذا الفنان الذي آمن منذ البداية بأن عالم الألوان قادر على خلق مناخ مشترك بينهم، يقول "في الحقيقة فإن سحر الألوان وما يتبعها من أفكار تنفذ، انعكس أثره على هؤلاء الشباب، فالرسم هذب من سلوكهم وجعلهم متعاونين، والدعم النفسي الذي نتج عن العمل المشترك عزز لديهم الثقة، التي كانت تواجه تحدياً بدون شك."

يضيف علقم "هم يتفاعلون مع بعضهم البعض عبر الفرشاة والألوان وليس بالضرورة أن يكون لديهم موهبة الرسم، ومع الوقت أصبحوا مستمتعين بهذا اليوم الأسبوعي، ويرغبون في قضاء المزيد، فعلياً شعروا أنهم ليسوا مختلفين عن الغير، ولهم حقوق ويجب احترامها".

يوضح علقم "هذا المحترف تأسس على يد الفنانة رولا عطا الله، لتوفير مساحة لأصحاب الهمم من الشباب والشابات لإطلاق العنان لقدراتهم ومساندتهم من خلال أعمالهم الفنية".

ويضيف "بالفعل أبدع الشباب في الرسم وتمكنّا من عمل معارض لهم في كل من عمان ودبي وبيروت، حيث لاقت هذه المعارض استحسان الزوار، وبيع عدد كبير من اللوحات وذهب ريعها لهم من أجل تحفيزهم على مواصلة المسيرة، ونطمح للتطوير المستمر، ونشر فكرة المحترف في كل المناطق".

بحسب إحصائيات رسمية حديثة، فإن نسبة الأردنيين من أصحاب الهمم بلغت 11.2% من مجمل السكّان الأردنيين ممّن أعمارهم خمس سنوات فأكثر، ويشكّلون ما نسبته 11.7% من الأردنيين الذكور، و10.6% من الإناث الأردنيات.

فيما تعد الإعاقة البصرية (صعوبة الرؤية) الأكثر انتشاراً بين الأردنيين وبنسبة 6%، تليها الإعاقة الحركية (صعوبة المشي) بنسبة 4.8%، ومن ثم الإعاقة السمعية (صعوبة السمع)، بنسبة 3.1%.