لايف ستايل
.
عندما يتعلّق الأمر بالاستثمار، هناك قاعدة ذهبية: لا أحد يمكن أن يتوقع ما قد يحصل في السوق. أما "الاستثمار العاطفي"، فهو من بين العوامل التي قد تلعب ضدّك في مسار مشروعك.
من المهمّ أن يتمتّع المستثمر بالواقعية، وتجنّب التعامل عن طريق العواطف في الأسواق المالية والمؤسسات. من هنا أهمية اعتماد خطة استثمار واضحة والتسلّح بمبادئ العملية الاستثمارية الجيدة.
كيف نبتعد عن الاستثمار العاطفي؟
إنّ بناء قرارات المستثمر على العاطفة، هو من الأخطاء الشائعة في عملية الاستثمار. ذلك لأنّ الأسواق تتأرجح بين الربح والخسارة، الصعود والهبوط، ولا تكفي العاطفة أو الحدس أو حتى الشغف لضمان نجاحك، لأنّ التسرّع غالباً ليس حليفاً للنجاح.
يتّخذ المستثمر قراراته بنادً على تحيزات عاطفية وميول نفسية، تتعلّق بعواطفه ومزاجه: إذا كان سعيداً أم حزيناً، مرتاحاً أم متوتّراً. هذه الحالة تنتشر بشكل رئيسي لدى المستثمرين الجدد والمبتدئين، كما قد يقع بها أيضاً المحترفين. وتحدث هذه التحيزات نتيجة عدم قدرة المستثمر على تفسير المعلومات المالية بدقة، في حين عليه الاعتماد على العقل والمنطق وعدم تحكّم مشاعره بقراراته، ولا حتى اتّباع سياسة القطيع أي سلوك الجماعة التي ينتمي إليها دون تفكير.
وبمجرّد تعامل المستثمر مع الأصول المالية والأسهم وغيرها، يتعرّض لمجموعة من المشاعر التي تؤثّر على قراراته، منها: الشعور بالقلق من الخسائر، الفرح بالنجاح، الطمع في سبيل تحقيق الربح السريع، الخوف من التقلبات في السوق. ويقع على عاتق المستثمر التحكّم بهذه العواطف، التي تشكّل معياراً للفشل أو النجاح في الاستثمار.
العقل قبل العاطفة، خطوة ضرورية في عالم الاستثمار.. لذلك يُعدّ ضبط الحالة المزاجية والتركيز على الأهداف، من أساسيات اتخاذ القرارات الاستثمارية. ولتجنّب الاستثمار العاطفي، على المستثمر اعتماد استراتيجية استثمارية قائمة على:
• كتابة الخطة الاستثمارية بشكل واضح
• التخطيط المالي: مراجعة وضعه المالي بشكل دقيق، تحديد الأهداف المالية التي يرغب بتحقيقها، اختيار الاستراتيجية التي تتلاءم مع أهدافه، متابعة تطبيقها مع إجراء التقييم من فترة لأخرى وتعديلها مع متطلبات السوق أو التغيّرات الحاصلة.
• الاستعداد للخسائر: يساعد فهم هذا الأمر في تهيئة الشخص نفسه لاحتمالية الخسارة، وبالتالي التخفيف من ردود الفعل العاطفية عند وقوع الخسائر في السوق.
• التركيز على العوائد طويلة الأمد، بذلك يقلّل الشخص من تقليل تأثير الاستجابات العاطفية الناتجة عن تقلبات السوق اليومية.
• إجراء بحث شامل قبل اتخاذ قرارات الاستثمار قائم على معلومات دقيقة وبيانات.
• التنوّع في المحفظة الاستثمارية وتوزيع الاستثمارات، والمراجعة الدورية لها لضمان استمرار توافقها مع أهداف الفرد وقدرته على تحمّل المخاط، والتكيّف مع متغيّرات السوق.
• الابتعاد عن "سياسة القطيع" وعدم الاستثمار في قطاع عليه إقبال كبير من الآخرين.
• الاستثمار في ما يناسبك ووضع الخطة الاستثمارية الكاملة له
يساهم الذكاء العاطفي في مجال الاستثمار والقرارات المالية، في تحقيق نجاح مستدام في عالم الأعمال. يساهم الذكاء العاطفي في التعرّف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وكيفية التعامل معها بمنطق. الأمر الذي يساعد المستثمر في اتخاذ قرارات مالية متوازنة بشكل أفضل وأكثر دقة، وقدرة على مواجهة تقلّبات الأسواق.
تكمن أهمية فهم العواطف والتعامل معها وإدارتها، في اتّخاذ المستثمر لقرارات مالية واستثمارية أكثر دقّة، والتعامل مع التقلبات التي قد تطرأ على السوق المالي بالتحديد. هذا بالإضافة إلى:
• التحكّم بالتقلبات العاطفية الناتجة عن تقلبات السوق، فالذكاء العاطفي يساعد المستثمر في تجاوز الخوف والطمع والقلق
• تحسين العلاقات الشخصية والمهنية مع شركاء الاستثمار والمستشارين
• تحسين الأداء العام في حياة المستثمر وصحته النفسية
• تحقيق التوازن بين العقل والقلب أي بين المنطق والعاطفة
الاستثمار هو في المفهوم المالي، استخدام الأموال المتاحة، وتحقيق الربح. لضمان نجاح الاستثمار لا بدّ من وضع استثمارية واضحة مع المحافظة على نسبة المخاطرة في كل مشروع. أما الأهداف من الاستثمار:
• البحث عن الحصول على دخل إضافي.
• تحقيق الربح المطلوب، وعندما يتحقق ذلك فهذا دليل على صحّة خطته الاستثمارية.
• زيادة قيمة الأصول والمحافظة عليها.
من أهمّ الخطوات لبناء استراتيجية استثمارية ناجحة:
• تحديد الأهداف والاحتياجات الاستثمارية.
• تحديد الاختيارات الاستثمارية والمخاطر وتوزيع المال في عدد من الاستثمارات.
• تقييم معدّل تحمل المخاطرة لمعرفة نوع الاستثمار.
• المقارنة الاستثمارية، من خلال التأكّد من جميع عروض الاستثمار المتاحة من حيث التكلفة والربح والمخاطر.
• التركيز على الاستثمارات التي يمكن تقييم أدائها والحصول على المعلومات اللازمة.
• التأكّد من أن النشاط الاستثماري الذي تقوم به مرغوب في السوق، مما يسهّل عملية البيع والشراء.
• معرفة التكلفة المالية الدقيقة للنشاط الاستثماري (رسوم، غرامات، ضرائب...).
• التحقق من كل المعلومات الرسمية والقانونية للأشخاص أو الشركات المعنية بالاستثمار، كذلك الإجراءات المطلوبة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة