الذكاء الاصطناعي و"شخصنة" عالم التجميل

بعيداً عن مواعيد الصالونات وساعات الانتظار، تمّ ابتكار جهاز "نيمبل" للأظافر الذي وُصف بأنه أول جهاز في العالم يجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الروبوتات. وتمّ عرض الجهاز، في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية ٢٠٢٤ في لاس فيغاس. هذا الجهاز، الذي يستخدم في المنزل، يسمح للمرأة، بطلاء كامل أظافرها وتجفيفها بـ25 دقيقة فقط.

"نيمبل" مجهّز بمجموعة من الكاميرات، ويستخدم تصويراً 3D من شأنه تحديد شكل الأظافر وحجمها، حتى تتمكّن الذراع الآلية من وضع الأساس ثم طلاء الأظافر الذي تمّ اختياره ومثبّت الأظافر، ثم تتمّ عملية التجفيف من خلال منفاخ خاص. وعن الذراع الآلية، فتقوم بتوجيهها خوارزميات الذكاء الإصطناعي.

إلى جانب الأظافر، يتمدّد نشاط الذكاء الاصطناعي إلى عالم الماكياج والعناية بالبشرة. وعلى هذا الصعيد، نتحدّث عن تطبيق Beauty Genius، الذي قدّمته شركة "لوريال"، وهو تطبيق مجاني يلعب دوراً كـ"مستشار شخصي افتراضي" Virtual personal advisor.

يعمل هذا التطبيق على تقديم النصائح للمرأة في ما يتعلّق بمنتجات العناية بالبشرة والماكياج وطريقة التبرّج، وفقاً بما يتناسب مع بشرتها ووجهها، ويتيح فرصة تجربة هذه المنتجات افتراضياً من خلال تطبيقات تساعد في ذلك، و"فلاتر" يمكن من خلالها اختبار درجة اللون المناسبة للبشرة لبعض المنتجات كظلال العين وأحمر الشفاه وكريم الأساس.

كما يقوم بالإجابة على مجموعة من الأسئلة، التي تتعلّق بمشاكل معينة في البشرة منها: حب الشباب، وتساقط الشعر. وفي هذا السياق، برزت تقنية Beautiful AI التي ابتكرتها شركة ِPerfect Corp، لتقديم ما يناسب البشرة وتسريحة الشعر والمجوهرات، من خلال إجراء تحاليل خاصة بكل شخص.

يلعب المظهر الخارجي والاهتمام به، دوراً أساسياً في نظرة الشخص إلى نفسه، ولكن أيضاً نظرة الآخر إليه. كما يمكن أن يؤثر على الثقة بالنفس والشعور بالرضا عن الذات.

ونلاحظ أحياناً تزايد الاهتمام بالمظهر، مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، من أجل الظهور بـ"أجمل" صورة، لدرجة قد يستعين الأشخاص بالـ photoshop والـ filters على أنواعها، لتجنّب الظهور بدون ماكياج أو لإخفاء أي أمر لا يحبّونه بشكلهم.

وبالتالي فهم يخلقون "أنا" افتراضية، لتكون نسخة معدّلة عن أنفسهم كما هي في الواقع بعيداً عن الشاشة.

من الأفضل أن يلجأ الشخص إلى الاهتمام بمظهره الخارجي بشكل غير مبالغ فيه، وبشكل طبيعي. الأمر الذي يساعده لتعزيز ثقته بنفسه، يحسّن من مزاجه، يتمتّع بإيجابية أكبر. ذلك لأنّ أي "تذمّر" من الشكل الخارجي عند النظر إلى المرآة، سيؤثّر على حياة الفرد الشخصية، وعلى علاقته مع الآخر، وحياته الاجتماعية والعملية.