هل تمارس علاقة Breadcrumbing مع شريكك؟

إنّ الـbreadcrumbing أو "التنقّل التفصيلي"، هو أحد أشكال التلاعب العاطفي. يقوم الشخص بمنح الشريك قدراً من الاهتمام، الذي يجعله يشعر بالراحة إلى العلاقة، ولكن من دون نية الالتزام أو الاستمرار في علاقة جادة، كما تقول المعالجة النفسية سوزان ألبير.

هذا الأسلوب في التعامل يتكوّن في بعض العلاقات العائلية وأماكن العمل، ولكنه أكثر شيوعاً في العلاقات العاطفية، خاصة مع انتشار تطبيقات المواعدة.

يسعى الشخص إلى جذب الشريك بشكل تكتيكي من أجل "توريط" الطرف الآخر عاطفياً، من خلال رسائل رومانسية والغزل والاهتمام "المفرط" أحياناً تبعاً لمدى حاجته للشريك، مع عدم وجود فرصة للتخطيط لمستقبل العلاقة.

هذا "التكتيك" يعتمد على إقامة التوازن دائماً في عملية التصرّف، بحيث يضمن الشخص عدم فقدان الشريك. وإن يريح هذا السلوك صاحبه، لكنه يؤثّر على الشريك بشكل سلبي، فيشعر بالوحدة والعجز وحتى قلة الثقة بنفسه.

قد ينتج هذا الأسلوب في التعاطي مع الشريك عن قلّة ثقته بنفسه، كما يتحدّث الخبراء عن معاناة الشخص من مشاعر متضاربة حول قدرتهم على إقامة علاقة عاطفية صحيحة، نتيجة تربيتهم، أو بسبب تعرّضهم لصدمة معينة.

"الحبيب" الذي يعتمد أسلوب التلاعب العاطفي السامّ، يحمل صفة النرجسي ولا يشعر بالذنب تجاه أفعاله.

وتوجد العديد من العلامات التي تدل على أسباب اعتماد الشخص لأسلوب الـbreadcrumbing مع شريكه، ومنهم:

• حب السيطرة
• لفت الانتباه
• ملئ الفراغ العاطفي الناتج عن علاقة أخرى يقيمها مع شريك آخر
• نقص في النضوج العاطفي
• التشبّه بأحد الوالدين "breadcrumber" في العلاقة
• الخوف من الالتزام

إنّ مواقع التعارف وdating apps تعزّز من هذه الممارسة في العلاقة العاطفية، كذلك في العلاقات عن بُعد.

لماذا؟ لأنّ الشخص لا يحتاج القيام بمجهود كبير، ويكتفي بأفعال "الاهتمام" البسيطة: اتصال هاتفي، رسائل نصية، وبعض التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.

من المهمّ إن وقعت ضحية هذا السلوك، وبدأت تتساءل عما يجري مع الشريك وهذه التقلبات في التصرّفات، أن تواجه الشخص في خطوة لفهم ما يجري وليدرك انزعاجك وإعطائه الفرصة لتصحيح سلوكه.

وفي حال شعر بأن الشريك يميل إلى إنهاء العلاقة، يعود الـBreadcrumber "المخضرم" ليحسّن من أدائه وزيادة أساليب المجاملة من خلال التقليل من حدّة تصرّفاته، زيادة الاهتمام، يُشعرك بوجوده أكثر وقد يبوح بأمر خاص به ليعيد ثقتك به، ولكن سرعان ما سيتضاءل هذا الاهتمام بشكل تدريجي ويعود التواصل جزئياً.

في حال استمرار الحال كما هو عليه، يكون الحلّ الأنسب هو قطع العلاقة والانفصال.

من البديهي أن تكون العلاقة صحية وتحافظ على نظام معين لاستمراريتها، ولكن متى تبدأ تشعر بالعلاقة بغموض غير مبرّر والحزن الدائم، فهنا عليك التوقّف لفهم ما يجري.

ومن دلالات التلاعب العاطفي:

• تغيير الموضوع الذي يتعلّق بالعلاقة
• وضع الشريك في خانة "المسؤول" عن الغموض في العلاقة والشكّ في أفعاله وأقواله
• عدم التوافق بين الكلام والفعل وتبرير الأخطاء التي يرتكبها
• معرفة نقاط ضعف الشريك واستخدامها ضده

• التشكيك في قدراتك وعواطفك من خلال اعتماد ألفاظ مثل "أنت مجنون.. أنت حساس جداً"
• الاختفاء المفاجئ وعدم الردّ على الرسائل النصية والـ chat لأيام أو حتى أسابيع، ومن ثمّ ارسال رسالة طويلة دون تقديم أي إيضاح
• التلميح بالرغبة برؤيتك ولكن تجاهل الخطة التي تضعها
• اعتماد السلوك السلبي مثل المراوغة والتهرّ

• يجعلك دائماً تفكّر بالمستقبل مع ذكر بعض التعابير التي توحي بالغموض
• تكون الرسائل سطحية بدل إعطاء معلومات دقيقة أو إظهار اهتمام بحياتك اليومية
• الردّ على الرسائل بشكل مختصر أو عن طريق emojis