ماذا تعني New Me.. ولماذا نفشل فيها؟

في لقاء مع بلينكس تكشف الاختصاصية في علم النفس إليزا حاطوم، بأنّ الشخص عندما يصل إلى نقطة يقول فيها "أريد أن أصبح نسخة جديدة"، ذلك لأنه يمرّ بحالة معينة منذ فترة لدرجة بدأت تؤثّر على حياته، لا يشعر بالارتياح، وتعيق من تطوّره.

وبمجرّد أن يصل لهذه الرغبة بالتغيير، فهو قد وصل إلى درجة عالية من الوعي، واقتنع بضرورة تغيير النسخة التي هو يعيشها الآن. اذاً فالإنسان قد اعترف لنفسه بنقاط ضعفه، وقرّر العمل من أجل تخطّي حالته الحالية ليتحوّل إلى نسخة جديدة.

عندما يشعر الشخص بالتعب من الحالة التي يعيشها، هنا يبدأ البحث أن يكون نسخة جديدة عن نفسه. كما يبدأ بالشعور أنه يريد العيش بطريقة مختلفة وأنه يستحقّ حياة أفضل مما هو عليه. هنا فهو لا يستسلم للحياة التي يعيشها، بل يريد أن يخلق حياة تتناسب مع تطلّعاته، وقد تختلف عن الحياة التي تفرضها أيضاً تربيته وبيئته.

يمكن القول إنّ النساء أكثر ميلاً من الرجال إلى رحلة التغيير نحو نسخة جديدة. ذلك لأنّ المرأة تميل أكثر من الرجل للاعتراف بضعفها وحاجتها للمساعدة، خاصة في ما يتعلّق بالأمور الشخصية، كما تقول إليزا حاطوم.

ذلك يعود إلى التربية والبيئة، التي تعاير الرجل إلى حدّ ما في حال عبّر عن مشاعره أو أبدى عن ضعفه، خاصة وأنّ الرجل يرى أنه عليه بحلّ المشكلة بنفسه إذا وُجدت.

قبل الانتقال الى نسخة جديدة، تلك التي يطمح الشخص الوصول إليها، من المهم التعرّف إلى الذات. ومن أجل ذلك، لا بدّ للشخص أن يكون صادقاً مع نفسه بالدرجة الأولى، ولديه الوعي الكافي للاعتراف بنقاط الضعف والأسباب التي تدفعه للتحوّل.

هذه هي الطريق التي ستساعده في رحلة التغيير والانتقال من المكان الذي أنت فيه إلى المكان الذي تصبو إليه.

إنّ أهمية العلاقة مع الذات تكمن بأنّ الإنسان يخلق من ذاته ومن عوامل أخرى كالبيئة والتربية والجينات، فالذات هي ٥٠٪ عاملاً بيولوجياً و٥٠٪ بيئية.

والحديث مع الذات والاطمئنان عليها، مهمّ جداً كي نحلّل ذاتنا وندرك ما الذي نرغب بتغييره لنبدأ العمل عليه. وتقول إليزا بأنّ ٥٠٪ من الحل هو الإعتراف بالمشكلة، هذا بالإضافة إلى:

• أن يكون الشخص مستعداً لمواجهة أي عائق يعترضه
• أن يستثمر طاقته في رحلة التغيير وعدم الاستسلام
• المثابرة وعدم الخوف من الفشل لأنّ التغيير ليس خطاً مستقيماً
• التمتّع بالصبر لأنّ رحلة التغيير تحتاج الوقت، ولا تحدث "بيوم وليلة"

الإنسان هو قرار، وعليه فهو سيصل إلى هدفه اذا كان يعرف ماذا يريد وسينجح في رحلة New me.

وسيتّخذ القرار المناسب من أجل تحقيق ذلك، ويحتاج إلى المجهود وأن يضع حدوداً ليصل إلى ما يخطط له، فـ"الحدود تساعدنا للوصول دون تعب". ومن عوامل النجاح هو ثقة الشخص بنفسه، ويتابع السير إلى الأمام مهما كان العائق الذي يواجهه.

أما عدم نجاح الشخص في ذلك فهو يعود إلى عدة عوامل:

• الاستسلام، وعدم الاستمرارية بسبب عدم الصبر والمحاولة مجدداً حتى لو فشلوا أكثر من مرة.
• الخوف من المحاولة من بادئ الأمر عند اكتشاف المشكلة.
• عدم رغبة الشخص بالذهاب إلى عمق المشكلة لإيجاد الحلّ، بل يكتفي بالحلّ "السطحي".